بريطانيا: قمة "الناتو" تنتهي بالتأكيد على مبدأ الدفاع المشترك

بريطانيا: قمة "الناتو" تنتهي بالتأكيد على مبدأ الدفاع المشترك

04 ديسمبر 2019
7 بنود اتفق عليها قادة الحلف (العربي الجديد)
+ الخط -
تمخضت قمّة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي انعقدت، اليوم الأربعاء، في بريطانيا، عن مذكرة تفاهم من سبعة بنود تؤكد على التزام الدول بالدفاع عن بعضها البعض في أوقات الشدائد، وعلى اللقاء في قمة أخرى مجددًا في عام 2021.

وأكد القادة، في البند الأول، وفق ما أوردت وكالة "أسوشييتد برس"، على أن "التحالف عبر الأطلسي هو حجر الزاوية في دفاعهم الجماعي". والتزامهم بالمادة 5 من معاهدة واشنطن للناتو، والتي تقول "إن أي هجوم على حليف واحد سيعد هجوما علينا جميعا".

وفي البند الثاني، "تعهد الزعماء بزيادة ميزانياتهم العسكرية بما يتماشى مع وعود سابقة في هذا الاتجاه لإنفاق 2 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول 2024".

وفي البند الثالث، أشار الزعماء إلى أن "الناتو يواجه مجموعة من التهديدات، وتتضمن تهديدات من روسيا والإرهاب".

وأكدوا في رابع البنود على "منع الانتشار النووي... خاصة بعد انتهاء اتفاقية القوى النووية متوسطة المدى بين واشنطن وموسكو". وقال الزعماء "نحن ملتزمون بالكامل بحماية وتعزيز السيطرة الفعالة على الأسلحة، ونزعها وحظر انتشارها".

وخامسًا، أعاد الزعماء كذلك التأكيد على التزامهم تجاه أفغانستان، حيث يقوم الناتو بأطول عملية أمنية له، مؤكدين أنهم سيعززون التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ورحبوا كذلك بالعضوية الوشيكة لمقدونيا الشمالية باعتبارها علامة على أن باب الناتو ما زال مفتوحا أمام الدول الأوروبية التي ترغب في الانضمام.
ولمواجهة المخاوف بشأن ضعف اتخاذ القرار السياسي، قرر الزعماء، في سابع البنود، إنشاء مجموعة بقيادة الأمين العام ينس ستولتنبرغ "من أجل مزيد من تعزيز منظور الناتو السياسي الذي يتضمن التشاور".

وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قد أكد في مداخلته أثناء وصوله إلى القمة، على أن دول "الناتو" الـ29 تعيش بسلام اليوم "وهذا دليل على قوة الحلف"، قائلًا "مرّت 70 عاماً ونحن كالصخر في صلابته".

وأضاف جونسون: "لذلك لا أحد سيبدأ حربا. لكن لا يمكننا أن نضمن السلام، وبما أنّنا نحتفل بمرور 70 عاماً، ينبغي علينا أن نتأكّد من أنّ أفعالنا تتطابق مع كلماتنا. وما حدث في لندن يوم الجمعة الماضي، يظهر لماذا يجب أن نعمل سوياً لمحاربة الإرهاب". ومن جهة المملكة المتحدة، أشار إلى أنّها تنفق 2 في المائة من الناتج المحلي على الدفاع في "الناتو"، وهي "تعتز بأنّها تساهم بأكبر نسبة بين حلفائها الأوروبيين".

وفي نهاية قمة الناتو عقد رئيس الوزراء البريطاني مؤتمراً صحافياً تجنب فيه التركيز على العلاقة الخاصة التي تجمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، ابتعاداً منه عن تبعاتها السلبية على سمعته داخل بريطانيا في أجواء الانتخابات.

وعند سؤال جونسون عما إذا كان ترامب جيداً للغرب وبريطانيا، أجاب بأن "أميركا كانت دائماً حليفاً أميناً لبريطانيا. وهذا الحلف كان جيداً لبريطانيا. إذ بعد اعتداء سالزبري، طردت الولايات المتحدة 60 دبلوماسياً روسياً".

كما لمح جونسون إلى إمكانية تخلي بريطانيا عن التعاقد مع شركة هواوي الصينية لتطوير البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس. وقال إن بريطانيا لا تريد أن تكون "مكاناً منفراً للاستثمارات القادمة من الخارج"، ولكن ذلك لن يكون على حساب الأمن البريطاني، مشيراً إلى أن هذه المبادئ هي التي ستحدد المقاربة البريطانية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أشار إلى أنه تحدث إلى جميع القادة الحاضرين واتفق معهم على منع شركة "هواوي" من لعب دور أساسي في تطوير البنية التحتية الحساسة.

وفيما يتعلق بامكانية استقبال بريطانيا لمقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي الحاملين لجنسيتها، أشار جونسون إلى عدم استعداد بلاده لعودتهم قائلاً إن النظام القضائي البريطاني يعقد من إمكانية إدانتهم لدى عودتهم، وإن عليهم "مواجهة عواقب خياراتهم".

أمّا رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا، فقال، لدى وصوله إلى اجتماع القادة، إنّهم "يجتمعون اليوم كي يجعلوا منظمة الناتو أقوى، وبغية تحقيق ذلك يحتاجون إلى التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية".

وتابع أنّ "عليهم أن ينظروا إلى البعيد وليس إلى الطريقة السهلة، أي أنّه لا ينبغي تبسيط الأمور أكثر من اللازم، كي يتمكنوا من رؤية جميع التهديدات القادمة، وهذه التهديدات لا تقتصر فقط على الإرهاب بل على روسيا والتوسّع الإقتصادي للصين. لذلك هم بحاجة إلى حل وسط، ويأملون في أن يتم الاتفاق على هذا الحل اليوم، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقادة دول البلطيق".

ولخّص الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في المؤتمر الصحافي عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً، القرارات التي توصل إليها الحلفاء، وقال إنّهم "في اجتماع اليوم ينظرون إلى المستقبل، وقد أثبت الناتو أنّه المكان الوحيد حيث تناقش أوروبا وأميركا الشمالية وتقرران وتعملان سوياً بشكل يومي حول المشاكل التي تتعلّق بأمنهما المشترك".

وأكمل أن المجتمعين اتخذوا "اليوم مجموعة واسعة من القرارات المهمة؛ لقد زدنا قواتنا الدفاعية ويمكنني أن أعلن أنّ حلفاءنا تعهّدوا بتوفير 30 كتيبة و30 طائرة حربية و30 سفينة قتالية ستتوفر للناتو في غضون 30 يوماً، كما أعلنا الفضاء كخامس مجال لعمليات الناتو إلى جانب الأرض والجو والبحر والمجال السيبراني، واتفقنا على خطط جديدة لمحاربة الإرهاب، وجميع الحلفاء سيستمرون بالالتزام بالقتال ضد تنظيم داعش ومهماتنا التدريبية في العراق وأفغانستان".

وتابع الأمين العام أنّ القادة تعهدوا اليوم بـ"ضمان أمن البنى التحتية للاتصالات. وهم يدركون أنّهم يحرزون تقدما غير مسبوق في تحقيق مشاركة أكثر إنصافًا، وهذه السنة الخامسة على التوالي التي يرفعون فيها الاستثمار في الدفاع". مشيرا إلى أن "الحلفاء الأوروبيين وكندا قدّموا 130 بليون دولار أميركي، وسيصل المبلغ مع نهاية عام 2024 إلى 400 بليون دولار أميركي وهذا أمر لم يسبق له مثيل، لكن هذا يجعل الحلف أقوى".



وقال إنّ "القادة وافقوا على أنّه يجب القيام بالمزيد، واتخذوا قرارات أخرى أيضاً، منها تعزيز حماية البنية التحتية للطاقة حول كيفية ضمان التفوق التكنولوجي في مواجهة التكنولوجيا الناشئة والتخريبية، وناقشوا أيضا قضية روسيا ومستقبل الحد من السلاح ورد الناتو على نشر روسيا الصواريخ النووية المتوسطة المدى بطريقة دفاعية ومنسقة"، مضيفا أنّه "بشأن صعود الصين، اتفق القادة على أنهم يجب أن يشجّعوا الصين على المساهمة في خطط الحد من السلاح".

وفي ردّه على سؤال حول الخلافات العلنية بين قادة الحلف، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأخيرة، والتي وصف فيها الحلف بـ"الميت سريريًّا"، والتي أثارت انتقادات واسعة من حلفاء كثيرين، قال ستولتنبرغ: "الخلافات موجودة على مدى تاريخ الناتو وهي لا تقلل من قوته، فنحن 29 دولة مختلفة بتاريخ وجغرافيا مختلفة وشركاء سياسيين مختلفين، ومن الطبيعي أن نختلف، وكنا على الدوام قادرين على أن نجتاز هذه الاختلافات".