مساعدات عسكرية من الإمارات لحفتر... ومصر تستعجل حظر الطيران

مساعدات عسكرية من الإمارات لحفتر... ومصر تستعجل حظر الطيران

30 ديسمبر 2019
تظاهرة بطرابلس ضد التدخلات المصرية، إبريل 2019(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
على وقع وصول مفاجئ للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى القاهرة، عصر أمس، واجتماعه على عجل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدأت خلال الساعات القليلة الماضية، تحركات مصرية وإماراتية حثيثة، على أصعد عدة، ذات صلة بالأزمة الليبية، يُتوقع أن تستمرّ في الساعات المقبلة، في محاولة لقطع الطريق أمام تركيا ومنعها من تقديم الدعم العسكري لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، والتي تسيطر على العاصمة طرابلس، في معركتها ضدّ مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يتزعم معسكر شرق ليبيا المدعوم من أبوظبي والقاهرة. وكشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، عن وصول ثلاث طائرات شحن عسكري إماراتية إلى إحدى القواعد الجوية في شرق ليبيا، إحداها كانت تقل مسلحين قادمين من قاعدة عسكرية إماراتية في منطقة القرن الأفريقي، وطائرتان أخريان وصلتا عبر الأجواء المصرية، وتحملان شحنة ضخمة من الأسلحة والمدرعات التي تنتجها أبوظبي، تحسُّباً للتهديد التركي بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.

من جهتها، كثّفت الإدارة المصرية، بحسب مصادر رفيعة المستوى، من اتصالاتها مع الأطراف الأوروبية، من أجل التوصّل إلى قرار حظر جوي فوق ليبيا، وذلك في محاولة لقطع الطريق أمام أنقرة بشأن التدخّل العسكري. وأوضحت المصادر أنّ القاهرة ترغب في استمرار الوضع على ما هو عليه، في ظلّ تقارير واقعية حقيقية من أرض المعارك في ليبيا، تفيد باستحالة دخول العاصمة من قِبل مليشيات حفتر.

وقالت المصادر إنّ "الهدف في الوقت الراهن هو الإبقاء على الوضع الحالي، أملاً في تسريع الخطوات الدولية بشأن اتفاق سياسي يُنهي الأزمة، بشكل يمنع وصول أي قوات تركية إلى ليبيا".

وأوضحت المصادر أنّ اجتماعاً غير معلن عُقد في قصر الاتحادية بالقاهرة ضمّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير دفاعه محمد زكي، ومدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ومدير جهاز المخابرات الحربية اللواء خالد مجاور، قبل وصول حفتر إلى القاهرة، للاطلاع على آخر المستجدات في ساحة المعارك الليبية، وتحديد خطط التحرك خلال الساعات المقبلة، مؤكدةً أنّ إعلان تركيا تسريع طرح مسألة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا للخميس المقبل، دفع القاهرة لتكثيف اتصالاتها بروما لتحريك مقترح الحظر الجوي فوق ليبيا إلى حين الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصّل إلى حل ينهي الأزمة.



على صعيد متصل، تبيّنت "العربي الجديد" من عدم صحة عدد من الصور والأنباء التي تداولتها حسابات إلكترونية عبر موقع "فيسبوك" تديرها لجان إلكترونية مصرية، بشأن وصول مسلحين سوريين إلى ليبيا لدعم قوات حكومة الوفاق. وخلال جولة داخل الحسابات التي زعمت لجان إلكترونية أنها سورية وتحمل أخباراً وصوراً لمقاتلين سوريين في ليبيا، تبيّن أنها جميعها مختلقة وليس لها أي أساس من الصحة. إذ تداول عدد من الحسابات منشوراً بشكل واسع يزعم سقوط قتلى سوريين أثناء مشاركتهم في المعارك إلى جانب حكومة الوفاق، ويقول: "نزفّ إليكم خبر استشهاد أبو علي الذيفاني، وأبو يوسف بشارة، وكلاهما من مدينة حرستا أثناء حربهم لمساندة إخوانهم في طرابلس، ضدّ الغزو الروسي"، منسوب لصفحة تدعى أخبار الثورة السورية لحظة بلحظة. وبالعودة إلى الصفحات كافة التي تحمل الاسم نفسه، تبيّن عدم وجود هذا المنشور عليها، كما أنّ جميعها غير مفعّل منذ فترة طويلة.

وفي هذا الإطار، نفت حكومة الوفاق الوطني الليبية صحة مقاطع فيديو تُظهر مقاتلين سوريين بين صفوف قواتها في طرابلس. وقال المكتب الإعلامي للحكومة في بيان نُشر عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إنّ المكتب "ينفي صحة التسجيلات المرئية التي يتم تداولها في بعض صفحات التواصل الاجتماعي الموالية لمجرم الحرب حفتر وداعميه، التي تُظهر بعض المقاتلين السوريين في أحد المعسكرات، وتزعم أنهم في ليبيا". وأضاف البيان أنه "تم التثبت من قِبل القنوات الإخبارية المحلية والدولية، وتأكيد أنّ هذه التسجيلات التقطت في مدينة إدلب السورية".

 

المساهمون