اتصالات مصرية أوروبية لإحباط إرسال قوات تركية إلى ليبيا

اتصالات مصرية أوروبية لإحباط إرسال قوات تركية إلى ليبيا

27 ديسمبر 2019
فشل معسكر حفتر بحسم المعركة لصالحه (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
أفادت مصادر مصرية وخليجية رفيعة المستوى، على علاقةٍ مباشرة بالملف الليبي، بأن الأوضاع في هذا البلد باتت تسير في اتجاه تحسين ظروف الحلّ السياسي بالنسبة لمعسكر شرق ليبيا والقوى الإقليمية الداعمة له، فقط، بعدما فشلت مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، للمرة الثانية منذ إعلان تحركها نحو العاصمة طرابلس في إبريل/ نيسان الماضي، في حسم المعركة لصالحها. ويأتي ذلك فيما تجري مصر الداعمة لحفتر، اتصالات دولية للضغط على تركيا لمنع إرسال قوات إلى ليبيا لحين تهيئة الأجواء للحل السياسي. 

وأكدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن فرص الحسم العسكري باتت منتهية تماماً بالنسبة لهذا المحور (حفتر والدول الداعمة له)، قائلةً إن "الوضع الحقيقي لقوات حفتر يُمكّنه فقط من بدء معركة مع قوات حكومة الوفاق، لكنه لن يستطيع حسمها لصالحه".

وقال مصدر دبلوماسي مصري إن "المحاور الإقليمية على المستوى السياسي في الجانبين، باتت متوازنة بدرجة كبيرة، في ظل انحياز كل من المغرب وتونس والجزائر إلى حكومة الوفاق ودعْم فايز السراج، في مواجهة الدعم المصري الإماراتي السعودي لحفتر ومعسكر شرق ليبيا ومجلس النواب (المؤيد لحفتر)".

وأضاف المصدر أن "المعركة الآن هي معركة عضّ أصابع من سيستطيع الاستمرار في ثباته، لتحقيق أكبر قدرٍ من المكاسب السياسية خلال جلسات الحل التي لن تتأخر كثيراً". من جهته، قال مصدر خليجي إن "عمليات تزويد حفتر بالمقاتلين باتت في غاية الصعوبة، في ظلّ عدم القدرة على توفير عددٍ كبير من المقاتلين المدربين على القتال في الوقت الراهن"، لافتاً إلى أنه "في الوقت الحالي، لا أحد يهتم كثيراً بخطورة هؤلاء المقاتلين على مستقبل ليبيا والمنطقة في الفترة المقبلة، فالأهم بالنسبة لمحور دعم حفتر، هو تحقيق مكسب في الوقت الراهن لمواجهة التدخل التركي"، مشدداً على أن "هناك مخاطبات متواصلة بين المسؤولين في مصر والدول الأوروبية الكبرى، وفي مقدمها فرنسا وإيطاليا والمانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة أخيراً، لممارسة ضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمنع إرسال قوات إلى ليبيا، وتعطيل ذلك الإجراء لحين تهيئة الأوضاع على الأرض لحلٍّ سياسي يحفظ ماء وجههم، بعد التصعيد الإعلامي الكبير الذي أعقب توقيع الاتفاقيات الأمنية بين حكومة الوفاق وأنقرة".

وأوضحت المصادر أن تلويح أردوغان المتواصل بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا عقب الحصول على موافقة البرلمان بعد العودة من عطلته مطلع الشهر المقبل، يتسبب في اضطراب كبير داخل الأوساط العسكرية والسياسية في كل من مصر والإمارات والسعودية، في ظل استحالة إرسال القاهرة قوات إلى هذا البلد.

يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه مصدر مصري عن سقوط طائرة مقاتلة مصرية في الأجواء الليبية خلال إحدى الطلعات نتيجة عطل فني، ومصرع طاقمها المكون من طيارين اثنين، موضحاً أن هناك حالة تكتمٍ شديد على الحادث، ساعد عليها سقوط الطائرة في المناطق الخاضعة لسيطرة حفتر.



المساهمون