روحاني: تبادلنا مقترحات مع اليابانيين بشأن التوتر مع واشنطن

روحاني: تبادلنا مقترحات جديدة مع اليابانيين بشأن التوتر مع واشنطن

21 ديسمبر 2019
إيران ترغب بالعودة للمفاوضات (تشارلي تريبالو/ فرانس برس)
+ الخط -

في ختام جولة آسيوية شملت ماليزيا واليابان، عاد الرئيس الإيراني حسن روحاني، مساء اليوم السبت، إلى العاصمة طهران، واصفا في حديث لوسائل الإعلام جولته بأنها كانت "مهمة"، أجرى خلالها مباحثات "جيدة" مع المسؤولين الماليزيين واليابانيين، مشيرا إلى تبادل "مقترحين جديدين" مع طوكيو بشأن التوترات بين طهران وواشنطن، مع التأكيد على أن العقوبات الأميركية "تضر بالجميع وتمثل قرارا على مبدأ الخسارة ـ الخسارة".


يأتي ذلك في وقت أفادت وسائل إعلام يابانية، مساء اليوم، أن رئيس الوزراء الياباني، شينزوا آبي، قام باتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الأغلب سيكون مرتبطا بنتائج مباحثاته مع روحاني، خصوصا أن اليابان تلعب دور الوسيط بين الطرفين منذ عدة أشهر.

زيارة ماليزيا
وحول نتائج زيارته لماليزيا، اعتبر روحاني، وفقا لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أن القمة الإسلامية المصغرة في ماليزيا تمثل "طريقة حديثة في الجمع بين المفكرين الإسلاميين وعدد من قادة الدول الإسلامية"، مضيفا أن المؤتمر هدف للتوصل إلى "تنمية مطلوبة في الظروف الراهنة".

وأشار الرئيس الإيراني إلى مشاركة ألفي مفكر وصاحب رأي وناشط من 80 دولة، إلى جانب قادة تركيا وقطر وإيران وماليزيا في مؤتمر القمة بكوالالمبور، قائلا إن قادة هذه الدول "اتخذوا قرارات جيدة للغاية للتعاون البيني".

وأضاف أن القمة قررت توجيه الدعوة إلى دول أخرى "لتحقيق التنمية، خصوصا في مجال التقنيات الحديثة والمجالات الصناعية"، معتبرا أن العلاقات مع ماليزيا "تكتسب أهمية كبيرة لإيران"، كاشفا أن رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، سيزور بلاده في المستقبل القريب و"اتفقنا على عقد مؤتمر مشترك للتعاون الثنائي قريبا" بين البلدين.

وأوضح روحاني أنه ناقش، خلال لقائه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة الإسلامية المصغرة، العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، منها القضية السورية، مشيرا أيضا إلى مناقشة التعاون الإقليمي ومشروع "السلام في هرمز" في لقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.


زيارة اليابان
وفي إشارة لزيارته اليابان، قدّم الرئيس الإيراني سردية عن العلاقات معها وأهميتها، خاصة أنها تمر بعامها التسعين، لافتا إلى أنه التقى مع مندوبي شركات يابانية تعمل في إيران ولا تزال تنشط مكاتبها فيها بالرغم من العقوبات الأميركية.

وقال إن هذه الشركات تعمل في بلاده منذ 50 و70 عاما، مشيرا إلى أنها أكدت على مواصلة حضورها رغم العقوبات.
وتابع روحاني أنه، في لقاء جمعه مع رئيس الوزراء الياباني، استمر لـ4 ساعات، تمت مناقشة قضيتي العقوبات الأميركية وأمن الملاحة البحرية في الخليج، فضلا عن ملفات العلاقات الثنائية، في إشارة إلى أن موضوع التوتر الإيراني الأميركي كان حاضرا بقوة في المباحثات، كما كان متوقعا، بالنظر إلى الدور الذي تلعبه الحكومة اليابانية في الوساطة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بغية خفض التوترات بينهما، وشق الطريق نحو إطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين.

واعتبر روحاني أن العقوبات الأميركية "تضر بجميع الدول ولا تضر بإيران فحسب"، مؤكدا أنها "معادلة الخسارة ـ الخسارة وقرار خاطئ اتخذته أميركا وفق حسابات خاطئة".
وفي الصدد، كشف أن اليابانيين والأوروبيين "لديهم مقترحات وحلول لرفع العقوبات، ونجري اتصالات في هذا الشأن معا"، معتبرا أن "رفع العقوبات وإحباط المؤامرة الأميركية ضرورة وطنية وثورية".

إلى ذلك، أشار روحاني إلى تبادل "مقترحين جديدين" بشأن رفع العقوبات، من دون الكشف عن التفاصيل، وعما إذا كان المقترح الذي قدمه رئيس وزراء اليابان يابانيا أو أميركيا، إلا أنه أكد أن طهران وطوكيو اتفقتا على مواصلة المشاورات بشأن هذه المقترحات.

وعن مسألة أمن الطاقة والملاحة البحرية، التي قال روحاني إنها كانت على أجندة لقاءاته مع المسؤولين اليابانيين، أكد أنه أجرى "مفاوضات جيدة" في هذا الخصوص معهم، مشيرا إلى ترحيب طوكيو بمبادرة "السلام في هرمز"، التي قدمتها إيران لتأمين الأمن في مياه الخليج، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي. كما قال إن اليابان أكدت أنها "لن تشارك في الخطة الأميركية لتأمين المنطقة"، في إشارة إلى التحالف البحري العسكري الدولي، الذي شكلته واشنطن لتأمين أمن الملاحة البحرية في الخليج في مواجهة "التهديدات الإيرانية".

إلا أن روحاني قال في الوقت ذاته، إن طوكيو "بصدد إرسال سفينة تجسسية إلى منطقة باب المندب وبحر عمان وليس الخليج أو مضيق هرمز"، مشيرا إلى أنه أكد "لليابانيين أن أمن المنطقة يجب أن يتوفر من خلال دولها".
كما كشف الرئيس الإيراني أن اليابان "بصدد الاستثمار في ميناء جابهار" الإيراني المطل على بحر عمان، وهو غير خاضع للعقوبات الأميركية.

وفي جانب آخر من تصريحاته، قال إن مباحثاته في اليابان تناولت أيضا قضايا إقليمية أخرى مثل أوضاع أفغانستان ومفاوضات السلام بشأنها، والقضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في سورية والعراق، مؤكدا أن المشاورات بشأن الأزمة اليمنية "كانت الأكثر تفصيلا وإسهابا"، من دون الكشف عن فحواها.

وفي تغريدة لافتة من طوكيو، بعيد لقائه مع رئيس وزراء اليابان، كتب روحاني "في سبيل تحقيق مصالحنا الوطنية لن ندير ظهرنا لأي تفاوض واتفاق"، في إشارة غير مباشرة إلى التفاوض والاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية إذا كان يحقق المصالح الإيرانية.


مباحثات سرية
في الأثناء، كشف رئيس قسم الإعلام والاتصالات بالرئاسة الإيرانية، علي رضا معزي، في وقت سابق من اليوم، عن "مباحثات سرية" بين روحاني وآبي، مشيرا إلى أنها استمرت "خلف أبواب مغلقة أكثر من ساعة"، فضلا عن مباحثات أخرى بحضور وفدي البلدين.

وقال معزي في تغريدة على "تويتر" إن المشاورات بين الطرفين في طوكيو كانت "طويلة ومكثفة"، مشيرا إلى أنها تناولت مواضيع ثنائية وإقليمية ودولية.
كذلك وصف نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مباحثات روحاني في اليابان بأنها كانت "مضغوطة ومكثفة".

المساهمون