اليمين الاستيطاني يعود لخوض الانتخابات الإسرائيلية في قائمة واحدة

اليمين الاستيطاني يعود لخوض الانتخابات الإسرائيلية في قائمة واحدة

20 ديسمبر 2019
الأزمة السياسية في إسرائيل قد تتعمق أكثر بعد الانتخابات(Getty)
+ الخط -

أعلن حزبا "البيت اليهودي"، بقيادة الحاخم السابق لجيش الاحتلال رافي بيرتس، وحزب "عوتصماة يهوديت" الذي يحمل راية حركة "كهانا"، ويرأسه إيتمار بن غفير، عن توصلهما اليوم الجمعة، إلى اتفاق مبدئي لخوض الانتخابات الإسرائيلية القادمة في قائمة موحدة، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام انضمام حزب "الاتحاد القومي" الذي يمثل تيار"الحريديم"، بقيادة بتسلئيل سموطريتش.

وقال زعيم حركة "عوتصماه يهوديت" الفاشية، إنه "تقرر توزيع مقاعد المرشحين في القائمة الموحدة بين الأحزاب الثلاثة بالتساوي، وانتظار انضمام حزب الاتحاد القومي بقيادة سموطريتش للتحالف الذي أعلن عنه اليوم".

وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعلن كل من وزير الأمن نفتالي بينت، وشريكته في الحزب أيليت شاكيد، أمس بشكل رسمي عن خوض الانتخابات في قائمة مستقلة والعودة إلى قائمة "اليمين الجديد"، التي كانت انشقت عشية الانتخابات في التاسع من إبريل/نيسان الماضي، عن قائمة حزب "البيت اليهودي".

وتمثل هذه الخطوة عمليا تطبيقاً لرغبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، زعيم حزب "الليكود" الذي دعا في الأسابيع الماضية إلى خوض أحزاب الصهيونية الدينية الانتخابات في قائمتين منفصلتين، بعد أن عجز اتحاد أحزاب الصهيونية الدينية في قائمة واحدة عن تحصيل عدد كبير من المقاعد في الانتخابات الأخيرة، مما أضعف قوة معسكر اليمين بقيادة نتنياهو، وحال دون تمكنه من تشكيل حكومة يمين من 61 نائباً.

في موازاة ذلك، توقع استطلاعان نشرت نتائجهما اليوم، في كل من صحيفتي "معاريف" و"مكور ريشون"، أن يحرز نتنياهو في حال تولى رئاسة الليكود عدد مقاعد أكبر لحزب "الليكود"، لكن دون ضمان أغلبية 61 نائبا على الأقل لمعسكر اليمين ككل.

في المقابل، أشار الاستطلاعان إلى أنه في حال فاز جدعون ساعر، منافس نتنياهو في الليكود برئاسة الليكود، فإنه سيحصل على عدد مقاعد أقل لليكود بنحو 2-3 مقاعد، لكن معسكر اليمين المؤيد لليكود سيكون قادراً على الوصول إلى 60 مقعداً، بما في ذلك اجتياز تحالف قائمة أحزاب الصهيونية الدينية (البيت اليهودي وعوتصماه يهوديت والاتحاد القومي) نسبة الحسم مع تمكن حزب اليمين الجديد هو الآخر من اجتياز نسبة الحسم.

وبحسب استطلاع "مكور ريشون"، فإن "معسكر اليمين والليكود بقيادة نتنياهو يحصل مجتمعا على 56 مقعدا منها 34 مقعدا لليكود، مقابل حصول هذا المعسكر في حال تزعم جدعون ساعر حزب الليكود بـ 60 مقعدا (من أصل 120 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي) منها 30 مقعدا فقط لحزب الليكود".

وحسب الاستطلاع نفسه لصحيفة مكور ريشون، فإن حزب "كاحول لفان" بقيادة الجنرال بني غانتس، يحصل في حال تزعم نتنياهو حزب الليكود على 38 مقعداً، أما في حال تزعم جدعون ساعر حزب "الليكود" وقاد المعسكر اليميني المناصر لليكود، يحصل حزب كاحول لفان على 34 مقعداً.

مع ذلك، ينبغي القول إنه بحسب الاستطلاعين، سواء في "مكور ريشون" أو" معاريف"، فإن أيا من المعسكرين الرئيسيين في إسرائيل، معسكر الليكود واليمين المتحالف معه (الحريديم وأحزاب الصهيونية الدينية)، أو المعسكر المناهض لنتنياهو ويشمل حزب "كاحول لفان" بقيادة غانتس وحزب "العمل" غيشر، وحزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة ليبرمان وتحالف المعسكر الديمقراطي، وبما لا يشمل القائمة المشتركة للأحزاب العربية، لن يتمكن بحسب هذه التوقعات من تشكيل حكومة ائتلاف حكومي يتمتع بتأييد 61 عضواً.


ويؤكد الاستطلاعان أن الأزمة السياسية في إسرائيل قد تتعمق أكثر بعد الانتخابات في حال ظل نتنياهو على رأس الليكود، مما يشكل عقبة أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وكانت إسرائيل ذهبت لانتخابات أول مرة في إبريل/نيسان الماضي، تمخضت عن فوز معسكر "الليكود" واليمين المتحالف معه، بما في ذلك حزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة أفيغدور ليبرمان بـ 65 مقعدا من أصل 120 مقابل حصول المعسكر المناهض على 55 مقعداً، لكن نتنياهو فشل في تشكيل حكومة خامسة بعد أن رفض ليبرمان في الدقيقة التسعين الانضمام لحكومة نتنياهو بمشاركة أحزاب الحريديم.

وأدى ذلك إلى مسارعة نتنياهو إلى تمرير قانون لحل الكنيست والذهاب لانتخابات ثانية، في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، اعتبرت سابقة تاريخية في إسرائيل. وبالرغم من إجراء انتخابات ثانية إلا أن الانتخابات تمخضت عن تكريس الوضع السابق مع تعزيز قوة حزب ليبرمان بثلاثة مقاعد إضافية.

وبالرغم من إعادة لانتخابات مرة ثانية إلا أن أياً من المرشحين الرئيسيين لتشكيل حكومة، بنيامين نتنياهو، والجنرال بني غانتسن فشلا في تشكيل حكومة ائتلاف ضيقة أو حتى حكومة وحدة وطنية. وأدى هذا الوضع إلى اضطرار الكنيست مرة أخرى لتحديد موعد الثاني من مارس/آذار القادم موعداً لانتخابات ثالثة في أقل من عامين.

المساهمون