اليوم الوطني في قطر: تجديد تأكيد تجاوز آثار الحصار

اليوم الوطني في قطر: تجديد تأكيد تجاوز آثار الحصار

الدوحة

العربي الجديد

العربي الجديد
18 ديسمبر 2019
+ الخط -
للعام الثالث على التوالي، تحتفل قطر باليوم الوطني للدولة اليوم الأربعاء، من دون حلّ للأزمة الخليجية التي أنتجها الحصار الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) على الدوحة، وإن ظهرت احتمالات انفراجة أخيراً، من خلال المحادثات التي تجري بعيداً عن الإعلام بين قطر والسعودية، وحققت "تقدّماً طفيفاً"، وفق تصريحات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أخيراً. ولكن بالرغم من الحصار، فإنّ كل المؤشرات الدولية تدلّ على أنّ قطر نجحت في تجاوز معظم آثاره، ومن هذه المؤشرات حلولها في المرتبة الأولى كأكثر الدول أمناً في منطقة الشرق الأوسط، وفي المركز 31 عالمياً، وفق مؤشر السلام العالمي لعام 2019، إضافة إلى حجم الاستثمارات الدولية المهم في البلد، ونجاح الدوحة في تعزيز شراكاتها الدولية.

ولا تزال السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، تفرض حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً على قطر، بدعوى "تمويل الإرهاب"، وهو الاتهام الذي تنفيه الدوحة، مؤكدةً أنّ دول الحصار تستهدف سيادتها واستقلالها وقرارها المستقل.

وبالرغم من ذلك، ووفق بيانات رسمية حديثة لجهاز التخطيط والإحصاء المركزي، فقد ارتفعت قيمة الاستثمارات الأجنبية في قطر بنسبة 6,6 في المائة خلال الربع الأول من عام 2019، على أساس سنوي. واحتلت قطر المرتبة الخامسة عالمياً والأولى في منطقة الشرق الأوسط في قائمة أفضل الأنظمة الصحية، وفق مؤشر الصحة الذي أصدره معهد "ليغاتوم" في لندن. كما جاءت ضمن الدول الخمس والعشرين الأفضل عالمياً في جودة الخدمات الصحية وسهولة الوصول إلى الرعاية في هذا المجال، وفق "منظمة الصحة العالمية".

وتمكّنت قطر، خلال العامين الماضيين، من الاستغناء عن استيراد معظم المنتجات الغذائية الرئيسة وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها، وتطوير صناعاتها المحلية، ضمن محاولاتها الجادة لتحقيق طموحاتها الاقتصادية وتعزيز نموها وتنويع مواردها. ووضعت الدوحة في بداية العام الماضي خطة كاملة ضمن موازنتها السنوية لدعم الصناعات المحلية والقطاع الخاص. وحسب بيانات وزارة الزراعة القطرية، فإنّ الدوحة نجحت، خلال أقل من عامين، في تأسيس صناعة خاصة بالأجبان والألبان والدواجن، وانتقلت من استيراد 98 في المائة من احتياجاتها إلى التطلع نحو دخول أسواق التصدير.

وفي مارس /آذار الماضي، قال رئيس "غرفة تجارة وصناعة قطر" الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، إنّ بلاده حققت معجزة في تنفيذ مشاريع الاكتفاء الذاتي منذ بدء الحصار في العام 2017. وذكر أنّ عملية الإنتاج بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي تمت بسرعة قياسية، فأكثر من 250 رخصة مُنحت لإنشاء مصانع محلية خلال فترة الحصار.

في ظلّ هذه الأجواء، تحتفل قطر اليوم، رسمياً وشعبياً، باليوم الوطني للدولة، بإقامة عرض عسكري على كورنيش الدوحة، يحضره أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكبار المسؤولين في الدولة. ودرجت قطر على الاحتفال في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، بذكرى تأسيس البلاد الفعلي على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي خلف والده الشيخ محمد بن ثاني في قيادة الدولة في مثل هذا اليوم من عام 1878، واستطاع أن يوحّد القبائل القطرية تحت لوائه، ويجمع شتاتها لتأسيس دولة قطر؛ إذ يُعد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المؤسس الحقيقي للدولة، وقد عمل على أن تكون قطر بلداً موحداً مستقلاً.

وأعلنت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني، شعار احتفالات هذا العام، والمأخوذ من بيت شعر مستوحى من قصيدة للمؤسس يصف فيها ابنه الشيخ علي بن جاسم (جوعان)، وهو "حوى المجد والآداب في عشر سنّه، ونال المعالي كلّها والمراجل"، #المعالي _كايده. والشعار يُعبّر عن إيمان الأجيال المتعاقبة من الشباب القطري، بأنّ طريق المعالي شاق ويدرك بسلاحَي الأخلاق والعلم.

وكانت الاحتفالات الشعبية في اليوم الوطني للدولة قد انطلقت نهاية الأسبوع الماضي، من خلال فعاليات درب الساعي، وفي الحي الثقافي "كتارا"، والعديد من المؤسسات والهيئات العامة، بمشاركة كافة جهات الدولة وشرائح المجتمع القطري من مواطنين ومقيمين.

وأتمّت القوات المسلحة القطرية وكل فروعها ووحداتها، وقوة الأمن الداخلي "لخويا" والحرس الأميري، والأجهزة الأمنية الأخرى، جاهزيتها للمشاركة بالعرض العسكري. ووفق تصريحات المنسق العام وقائد المسير الوطني اللواء الركن سالم فهد الحبابي، ستكون مدة العرض العسكري صباح اليوم الوطني 45 دقيقة، وتشارك فيه 25 كتلة عسكرية تمثّل بعض أفرع القوات المسلحة ووحداتها، إلى جانب الكتل التي تمثّل الجهات الأخرى المشاركة. وقال اللواء الحبابي إنّ العرض العسكري هذا العام سيكون "عرضاً كلاسيكياً"، لاستعراض مهارات الأفراد وبيان حركات المشاة وتنفيذ الإيعازات. وأكّد أنّ القوات المسلحة القطرية وصلت إلى مراحل متقدمة في تنفيذ العروض العسكرية بشكل ناجح وفعّال، لافتاً إلى بعض الآليات العسكرية الجديدة التي ستظهر خلال العرض العسكري.

ومن بين التشكيلات التي ستشارك في العرض، فصيل يتبع مركز العروض العسكرية، تم تدريبه على أن يسير في المسير الوطني، مظهراً كلمة "قطر 2022" باللغة الإنكليزية يقرأها من ينظر إلى العرض من الأعلى، في إشارة إلى استضافة قطر كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

كما ستشارك القوات البحرية القطرية في العرض، بقطع بحرية حربية حديثة في عرض البحر، بينما ستقوم الزوارق الخفيفة باستعراضات فوق الماء في منطقة الكورنيش أمام المنصة الرئيسة. وستقدّم القوات الجوية الأميرية القطرية عروضاً خلال الاحتفال، في حين ستشارك في العرض المقاتلة "رافال" متعددة المهام الدفاعية والهجومية، والتي انتقلت إلى مجموعة الأسراب القتالية للقوات الجوية القطرية حديثاً، وكذلك طائرة الهليكوبتر "الأباتشي" التي أطلق عليها اسم "سجّيل"، إضافة إلى المقاتلات "أف 15" (أبابيل)، وكذلك المقاتلة التايفون (الذاريات)، وهي من المقاتلات التي انضمت حديثاً أيضاً إلى القوات القطرية.

ذات صلة

الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة
سورلينغ

رياضة

حلت السويدية بيترا سورلينغ، رئيسة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، ضيفة على "العربي الجديد"، للحديث عن النسخة المقبلة لبطولة العالم، التي من المقرر أن تقام بالدوحة.

الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة
سيد ضياء

رياضة

حل نجم منتخب البحرين، سيد ضياء، ضيفاً على "العربي الجديد"، حيث قيم مشاركة "الأحمر البحريني" في بطولة كأس آسيا 2023، التي ودعها الأخير من دور الـ16.