"العمال" البريطاني يستعد لسباق خلافة كوربن

حزب "العمال" البريطاني يستعد لسباق خلافة كوربن: هل تصل سيدة لزعامته؟

16 ديسمبر 2019
كوربن لم يعتذر عن الهزيمة (ليون نيل/Getty)
+ الخط -
بعد فوز صريح لخصمه "حزب المحافظين" في الانتخابات العامة، التي جرت الخميس الماضي، بدأ "العمال" البريطاني في البحث عن خليفة لجيريمي كوربن في زعامة الحزب، على الرغم من إعلان الأخير عدم نيته التخلّي عن منصبه حتى شهر مارس/ آذار المقبل.

وأكد حزب "العمال"، مساء الأحد، أنّ كوربن طلب أن تبدأ العملية الرسمية لانتخاب بديل له بحلول نهاية مارس/ آذار، بينما يستمر في منصبه ثلاثة أشهر أخرى.

وقالت الأمينة العامة لـ"العمال" جيني فورمبي، إنّ اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب ستناقش برنامج الانتخابات الحزبية، وتوصي ببدء التحضير لأعمالها مع بداية العام المقبل، في 7 يناير/ كانون الثاني.

وكانت شخصيات كبرى في حزب "العمال" مثل جون ماكدونيل، قد ألقت بثقلها خلف ملف ريبيكا لونغ بيلي التي أبلت حسناً في شمال غربي إنكلترا، رغم أنها لم تعلن رسمياً بعد عن ترشحها للمنصب. 

وبيلي مقربة من ماكدونيل، ومثّلت كوربن في إحدى المناظرات التلفزيونية خلال الحملة الانتخابية، وكانت قد نشرت تسجيلاً مصوراً تعرّف فيه عن نفسها أثناء الانتخابات.


ويبدو من المحتمل أن تصل سيدة لزعامة "العمال"، حيث تشمل الأسماء المرشحة ليزا ناندي، وجيس فيليبس وأنجيلا رينر، وإيملي ثورنبيري، وإيفيت كوبر، بينما يبرز بين أسماء المرشحين من الرجال كير ستارمر فقط.

وكان ماكدونيل الذي استقال من منصبه كوزير للمالية في حكومة "الظل" بعيد الانتخابات، قد قال، مساء الأحد، إنه يرغب في رؤية زعيمة لـ"العمال"، وربما تكون أيضاً من خارج لندن.

كما تقدم ماكدونيل بالاعتذار إلى الناخبين عن أداء حزبه في الانتخابات، متحملاً مسؤولية الهزيمة، بصفته مدير الحملة الانتخابية.

وقال ماكدونيل، على شاشة "بي بي سي": "أنا أتحمّل هذه الكارثة، ولذلك أعتذر. أعتذر لجميع نواب العمال الرائعين الذين خسروا مقاعدهم، والذين عملوا بجهد. أعتذر للعاملين بالحملة الانتخابية. ولكن فوق الجميع أعتذر للناس الذين يحتاجون بشدة لحكومة عمالية".


أما جيريمي كوربن فقد نشر تسجيلاً مصوراً، الأحد، وإن لم يعتذر فيه، فقد أعرب عن "حزنه الشديد" لنتيجة الاقتراع. 

ورغم عدم إشارة كوربن إلى نيته الاستقالة، كان ماكدونيل قد أكد، في مقابلته، أنه وكوربن سيغادران منصبيهما بعد نحو 8 إلى 10 أسابيع.

وقال كوربن مدافعاً عن سياساته: "لنكن واضحين، إن العمال أكبر قوى التغيير التقدمي التي عرفها هذا البلد. وبالرغم من أن هذه المرحلة ليست لحظتنا، فإن وقتنا آت".

وأضاف: "في السنوات الأربع الماضية، بنينا حركة جديدة لن ترحل. وأقول لأولئك الذين يشعرون بالهزيمة ويريدون الاستسلام، أبقوا وناضلوا لمجتمع أفضل".


إلا أنّ عدم استقالة كوربن الفورية أشعلت فتيل انتقادات حادة من جانب معارضيه داخل حزبه، فقد قالت هارييت هارمان، نائبة زعيم الحزب سابقاً، إن على كوربن الاستقالة لأنه "لا يبدي أي نية لاستيعاب أسباب الخسارة العمالية الكارثية".

أما ويس ستريتنغ، النائب عن "العمال"، فقال إن كوربن قد تقدم "بأسوأ رد فعل على أسوأ هزيمة انتخابية منذ عام 1935".

وحث ستريتنغ كوربن على "الرحيل الآن"، متهماً الكوربينية السياسية بالمسؤولية عن "جميع السياسات المحافظة في السنوات الخمس المقبلة".


وينتخب زعيم "العمال" من قبل أعضاء الحزب، الذين يتجاوز عددهم حالياً نصف مليون، إلا أن قائمة المرشحين يقرها نواب الحزب في البرلمان، البالغ عددهم 202 نائب.

كما يشارك نواب "العمال" في البرلمان الأوروبي، وعددهم 10، عادة في هذا القرار، ولكن مع توجه بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي نهاية يناير/ كانون الثاني، وتنظيم الانتخابات العمالية في مارس/ آذار، قد يفقد أولئك هذا الخيار.

ووفقاً لقواعد "العمال" التنظيمية، يجب على المرشحين الحصول على دعم 10 في المائة من نواب العمال في البرلمان البريطاني والبرلمان الأوروبي، ولذلك يجب أن يحصل المرشحون لخلافة كوربن على دعم 21 نائبا من البرلمانيين كي يتمكنوا من دخول المنافسة.

وكان مؤتمر "العمال" العام، السنة الماضية، قد أقرّ شرطاً إضافياً يشمل ضمان حصول المرشح على دعم 5% من فروع الأحزاب المحلية، أو 5% من المنظمات المرتبطة بهذه الفروع، مثل دعم النقابات العمالية.

ويتم استبعاد المرشح الحاصل على أدنى عدد من الأصوات في كل جولة انتخابية حتى تمكن أحد المرشحين من تجاوز عتبة 50%.