511 قتيلاً بتظاهرات العراق: قنابل غاز ورصاص ودهس وطعن

511 حصيلة قتلى تظاهرات العراق: قنابل غاز ورصاص ودهس وطعن

12 ديسمبر 2019
تحظر السلطات الإعلان عن عدد القتلى (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -
كشفت مصادر طبية عراقية في وزارة الصحة بالعاصمة بغداد، اليوم الخميس، عن ارتفاع حصيلة قتلى التظاهرات العراقية منذ انطلاقتها إلى 511 قتيلاً، بينهم ما لا يقل عن 50 شخصاً دون سن العشرين عاماً، فضلاً عن إصابة وجرح أكثر من 21 ألف عراقي آخرين، وتتصدر بغداد، والناصرية، والنجف، وكربلاء، والبصرة، وميسان، قائمة أكثر المدن العراقية في عدد القتلى.

يأتي ذلك مع استمرار عمليات الاغتيال التي تطاول ناشطين عراقيين في التظاهرات، مع تأكيد الشرطة مواصلتها تسجيل اختفاء ناشطين آخرين في بغداد وجنوبي البلاد، إذ أُعلن ليلة أمس الأربعاء، عن اغتيال الناشط البارز علاء الجيزاني، واختطاف ناشط آخر يدعى سلمان خير الله، وكلاهما في العاصمة بغداد.
ويتهم ناشطون ومتظاهرون عراقيون مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران، بالوقوف وراء عمليات الاغتيال والخطف وقمع المتظاهرين، بأساليب وطرق عدة، وذلك بالتزامن مع تخفيض القوات الأمنية العراقية وتيرة القمع استجابة لضغوط دولية وأممية على الحكومة، من بينها وقف استخدام قنابل الغاز أوكرانية الصنع، التي تسببت بسقوط عدد كبير من القتلى.

وللأسبوع السادس على التوالي، تحظر السلطات العراقية على وزارة الصحة الإعلان عن إحصائية تتعلق بعدد القتلى أو دخول الصحافيين والمنظمات الحقوقية دوائر الطب العدلي، غير أن مسؤولاً عراقياً في وزارة الصحة ببغداد، أكد لـ"العربي الجديد"، أن العدد المدرج لديهم من قتلى التظاهرات هو 511 حتى الأمس، مستدركاً بأن هناك قتلى نقلوا للمقابر من قبل ذويهم ولم يصلوا إلى المستشفيات، خصوصاً في مدن جنوبي العراق.
وأكد أن من بين القتلى نحو 50 عراقياً دون سن العشرين عاماً، قضوا خلال التظاهرات، إضافة إلى 7 فتيات حتى الآن في بغداد، وواحدة في البصرة بداية التظاهرات، مشيراً إلى أن سبب الوفاة كان مثبتاً بين إطلاق نار حي على الرأس والصدر والظهر، وقنابل غاز أصابتهم بشكل مباشر، وحوادث طعن أفضت إلى الموت وأخرى دهس، جرت في البصرة مطلع أكتوبر/تشرين الأول. وأكد أن عدد المصابين والجرحى بلغ أكثر من 21 ألف عراقي، غادر أكثر من الثلثين منهم المستشفيات.
وسقط العدد الأكبر من القتلى في بغداد، والناصرية، والنجف، وكربلاء، والبصرة، وميسان.
في الأثناء، تتواصل التظاهرات العراقية في مدنها وعلى خارطتها المعهودة في بغداد ومدن وسط وجنوبي العراق، إذ شهدت البصرة صباح اليوم الخميس احتشاد المئات في عدد من ساحات المدينة المطلّة على مياه الخليج العربي، رافعين شعارات تطالب الحكومة بحماية الناشطين من عمليات الخطف والاغتيال المتصاعدة ضدهم، فيما شهدت ساحتا الحبوبي بالناصرية والصدرين في النجف تجمعات مماثلة على نحو مماثل، ويتوقع أن ترتفع حدة التظاهرات في الناصرية مع دعوات لتأبين قتلى التظاهرات الذين سقطوا بالمدينة.

تقرير أممي:  424 قتيلًا على الأقل خلال احتجاجات العراق

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، مقتل 424 شخصاً على الأقل وإصابة 8758 آخرين خلال الاحتجاجات بالعراق. جاء ذلك في تقرير أصدره مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بعنوان "المظاهرات في العراق: التحديث الثاني"، عن الفترة بين 5 نوفمبر/ تشرين الثاني و9 ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وقال التقرير، وفق ما أوردته "الأناضول"، إنه "منذ 1 أكتوبر تسبب العنف خلال المظاهرات في مقتل 423 شخصاً على الأقل، وإصابة ما لا يقل عن 8758 بمن فيهم أفراد من قوات الأمن العراقية".


وأضاف: "يشمل عدد الجرحى المذكور من سقطوا في الهجمات التي سجّلتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق". وتابع: "ولا يشمل هذا العدد آلاف المتظاهرين الذين تلقوا العلاج جراء إصابات أخرى؛ لا سيما الناتجة عن استنشاق الغاز المسيل للدموع، وتشير التقديرات الى أن هذه الأعداد قد وصلت إلى 19000".
وأشار إلى أن "انتهاكات حقوق الإنسان والإساءات مستمرة بما في ذلك الاستخدام غير المشروع وغير المناسب للقوة؛ سوء المعاملة وانتهاكات الحقوق الإجرائية للمتظاهرين المعتقلين".

وقال الناشط محسن الطباخ من محافظة المثنى، إن المتظاهرين في مختلف مدن الجنوب قرروا أن يكون يوم غد الجمعة، يوماً لتأكيد المطالب والتحذير من تلاعب القوى السياسية ومراهنتها على عاملَي الوقت والعنف. وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "ارتفاع حدة القمع زاد التظاهرات حدة، وهناك شرائح كثيرة من العراقيين نزلت إلى الشارع تعاطفاً وتعاضداً ضد الحكومة والأحزاب"، كاشفاً عن أن مدن البصرة، وميسان، والقادسية، والمثنى، وذي قار، وواسط، وكربلاء، والنجف، وبابل، وبغداد، ستشهد شعارات موحدة تم الاتفاق عليها سلفاً، تتضمن تأكيد المطالب، ومطالبة بمحاسبة المتورطين بقتل المتظاهرين، ومن بينهم رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.
في المقابل، تحدثت مصادر عراقية ناشطة في التظاهرات، عن أن الدوام الرسمي لطلاب المدارس الابتدائية قد يصار إلى استئنافه مرة أخرى، وهناك مناقشات مستفيضة بين المتظاهرين وأعضاء نقابة المعلمين العراقيين حول ذلك، دون أن يتم حسم ذلك نهائياً، حيث دخل الإضراب في مدارس الجنوب شهره الثاني، إلى جانب كليات عدة ومعاهد مختلفة.