ميركل تدعو لـ"الدفاع عن الديمقراطية" بذكرى سقوط جدار برلين

ميركل تدعو للدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية الليبرالية بذكرى سقوط جدار برلين

09 نوفمبر 2019
ميركل قلقة على القيم التي تقوم عليها أوروبا (Getty)
+ الخط -

حضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال مشاركتها، اليوم السبت في إحياء الذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين، أوروبا على الدفاع عن قيمها الأساسية على غرار "الحرية والديمقراطية" في ظل التحديات المتنامية.

وقالت، في كلمة ألقتها في كنيسة المصالحة التي تمثّل أحد الأماكن المعبّرة عن ذاكرة الانقسام الذي شهدته المدينة، إنّ "القيم التي تقوم عليها أوروبا، الحرية والديمقراطية والمساواة ودولة القانون وحماية حقوق الإنسان (...) تحتاج إلى الدفاع عنها دوماً".
وأضافت أنّه "لا بد من التعهد في المستقبل" بالدفاع عن تلك القيم، في الوقت الذي يواجه نموذج الديمقراطية الليبرالية، مزيداً من التحديات على الصعيد العالمي. ويتابع الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن الأوضاع في دول في شرق القارة، مثل المجر أو بولندا، بسبب عدم الامتثال التام لموجبات دولة القانون، وذلك رغم أنّ هاتين الدولتين كانتا رياديتين في مواجهة قيود الكتلة الشرقية في ثمانينيات القرن الفائت.

الديمقراطية "موضع جدل"
ويأتي إحياء الذكرى الـ30 لسقوط جدار برلين، في وقت تتصاعد فيه النزعات القومية. ولاقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيزور برلين، مساء الأحد، موقف المستشارة الألمانية في معرض إشادته بالمتظاهرين في شرق ألمانيا الذين أسقطوا الجدار في خريف 1989.
وكتب على موقع "تويتر": "لنرتق إلى مستوى شجاعة (أولئك المتظاهرين) وما تعهدوا به".


بدوره، قال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، في كلمة ألقاها بحضور رؤساء بولندا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا، وهي دول شهدت في الماضي إرهاصات سقوط الستار الحديدي في أوروبا، إنّ "الديمقراطية الليبرالية (باتت) موضع جدل وإعادة نظر".
وكانت صور الألمان المبتهجين بإسقاط الجدار، جابت العالم قبل ثلاثين عاماً. ومثّلت ضربات الفؤوس في الجدار الإسمنتي الممتد لنحو 150 كيلومتراً، نهاية حقبة تاريخية شهدت انقساماً بين كتلتين في ظل الحرب الباردة، كما أنّ سقوطه أحيا الأمل بمرحلة طويلة من الرخاء والوحدة. غير أنّ تلك الآمال تتبدد في الوقت الراهن، في ظل مؤشرات إلى حرب باردة بين الغربيين من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد حضّ، الجمعة، في برلين، الدول الغربية على "الدفاع عن ما جرى اكتسابه بصعوبة في 1989"، وعلى "إدراك أننا في منافسة محورها التنافس القيمي مع أمم تفتقد للحرية"، مشيراً خصوصاً إلى الصين وروسيا.

حلف شمال الأطلسي
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت في ألمانيا التي وصفها بأنّها واحد "من أثمن الحلفاء". وقال، في بيان، إنّ "الحرب الباردة انتهت منذ زمن طويل، ولكن الأنظمة الاستبدادية في العالم تستمر في استخدام أساليب القمع العائدة إلى التوتاليتارية على النسق السوفييتي".
وأضاف "سنواصل العمل مع ألمانيا (...) لضمان عدم انطفاء شعلة الحرية". غير أنّ العلاقات الأميركية الألمانية تشهد فتوراً منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وهو يتهم برلين بشكل متكرر بأنّها شريك "فاشل".
وتكثر، في الآونة الأخيرة، المسائل الإشكالية بين الحلفاء في الغرب. وبرز، قبل يومين، من إحياء الذكرى موقف الرئيس الفرنسي، الذي أثار اضطراباً بقوله إنّ حلف شمال الأطلسي في "موت سريري". وردّت ميركل بطريقة حادة أنّها لا تشاطر ماكرون رؤيته "الراديكالية" وحكمه "غير المناسب".

وعلى الصعيد الألماني الداخلي، تبدو ألمانيا بعيدة من إظهار التفاؤل نفسه الذي ساد قبل 30 عاماً. ولا يزال الصدع السياسي والاقتصادي بين الشرق والغرب الأغنى في البلاد ماثلاً، خصوصاً في ظل نجاح اليمين المتطرف عبر حزب "البديل لألمانيا" في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة، حيث يعتبر كثر أنّهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.

(فرانس برس)

المساهمون