بغداد تدفع بوحدات للجنوب وقادة مليشيات يصلون إلى النجف

بغداد تدفع بوحدات عسكرية للجنوب وقادة مليشيات مرتبطة بإيران يصلون إلى النجف

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
ذي قار

محمد علي

avata
محمد علي
28 نوفمبر 2019
+ الخط -
وصلت ثلاثة ألوية عسكرية من الفرقتين التاسعة والسادسة بالجيش العراقي، فجر اليوم الخميس، إلى النجف وكربلاء قادمة من بابل وبغداد وسط تحشيد أمني غير مسبوق واستمرار فرض حظر التجوال في النجف. 

وأكدت مصادر عسكرية في بغداد لـ"العربي الجديد" أن مدينة النجف وكربلاء شهدتا انتشارا أمنيا واسعا عقب وصول الألوية لعسكرية، مشيرة إلى أن قوات أمن عراقية قامت بإغلاق طرق رئيسة ونفذت عمليات اعتقال واسعة ضد المتظاهرين. 

وتأتي هذه التطورات بعد أن شهدت مدن جنوب ووسط العراق، ليلة أمس، مواجهات دامية انتهت بحرق أكبر القنصليات الإيرانية في العراق، وسط مدينة النجف، وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى في المدينة وفي مدن أخرى مجاورة لها في ذي قار والبصرة والسماوة. 


وأعلنت مليشيات عراقية مرتبطة بإيران، أبرزها العصائب وكتائب حزب الله وسرايا الخرساني ومليشيا سيد الشهداء، على لسان زعماء فيها، توجهها إلى النجف بهدف حماية منزل المرجع الديني علي السيستاني، وهو ما اعتبره ناشطون محاولات إيرانية لشيطنة التظاهرات، مشددين على أن المدينة القديمة بالنجف آمنة وبعيدة عن الأحداث ولا يمكن المس بحرمتها، كما أن المرجع السيستاني موقفه داعم للتظاهرات. 

وقال زعيم مليشيا "العصائب"، قيس الخزعلي إن "كل من يعتقد أنه يمكن أن يمس بشيء من سماحة السيد السيستاني فهو واهم أشد الوهم. أبناء المرجعية، الذي انتصر على أكبر قوة ظلامية، موجودون بالميدان وجاهزون". 

وقالت مصادر أمن عراقية لوسائل إعلام إن الخزعلي، المتهم بجرائم تطهير طائفية واسعة في العراق وسورية، توجه إلى النجف بشكل مفاجئ.

من جهته، قال نائب رئيس مليشيات "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس في بيان مقتضب، إن "جميع ألوية الحشد الشعبي الآن بإمرة المرجعية العليا، وسنقطع اليد التي تحاول أن تقترب من السيستاني".

كذلك زعيم مليشيا "سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، أطلق تغريدة تحذيرية على شاكلة الخزعلي وتوجه بعدها إلى النجف.

وحذرت مليشيا "كتائب حزب الله"، إحدى أبرز الفصائل المسلحة التابعة لإيران في العراق من حرب أهلية بالعراق، مؤكدة أنه "في حال انزلاق البلاد نحو الحرب الأهلية فلا يمكن حينها سماع صوت العقلاء، وستحرق الأخضر واليابس"، مشددة أن "أي شبر في العراق لن يكون بمأمن إذا ما وقعت الحرب الأهلية".

وقال عضو تيار المدني علي والي لـ"العربي الجديد"، إن زعماء المليشيات استثاروا واستشاطوا غضبا لحرق القنصلية الإيرانية، لكنهم اختاروا بدلا من التنديد أن يفبركوا قصة وجود خطر على منزل السيستاني أو المراقد المقدسة بالنجف رغم أن المتظاهرين من أهل النجف وأغلبهم من أهل المدينة القديمة بالنجف"، معتبرا أنهم يفبركون الوقائع في محاولة لشيطنة التظاهرات.

بالمقابل، تشهد بابل وميسان والقادسية والبصرة والمثنى وذي قار وواسط ومدن جنوبية مختلفة تظاهرات واسعة وعمليات قطع طرق مع تواصل الإضراب العام في تلك المناطق بشكل شبه كامل، ويبدو ذلك في المدن ومراكز المحافظات الرئيسة أوضح منه في القرى والأرياف البعيدة ذات الكثافة السكانية الأقل من غيرها.



وتشهد ذي قار والمثنى، منذ صباح اليوم الخميس، مواجهات وكرا وفرا بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقية. 

وقالت مصادر طبية عراقية في الناصرية مركز محافظة ذي قار لـ"العربي الجديد"، إن عدد الضحايا في المدينة، منذ فجر اليوم، وصل إلى خمسة، إضافة إلى عشرات الجرحى بينما سجلت مدينة السماوة وقوع قتيل واحد ومثله في البصرة، وسط حديث عن عودة عمليات قنص المتظاهرين مجددا في بغداد حيث قُتل اثنان منهم في ساحة الوثبة ببغداد القريبة من ساحة التحرير في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء، بالتزامن مع أحداث النجف وحرق القنصلية الإيرانية فيها.

مساع لفض الاعتصام 

وفي مؤشر جديد على احتمالية أن تقدم الحكومة على فض التظاهرات والاعتصامات، أصدرت قيادة العمليات العراقية المشتركة بيانا صباح الخميس أعلنت فيه موافقة رئيس الحكومة على تشكيل "خلايا أزمة" في المحافظات بقيادة ضباط عسكريين من الجيش.

وقال بيان لقيادة العمليات إنه "لأهمية ضبط الأمن وفرض القانون في المحافظات وحماية المؤسسات والمصالح العامة والخاصة وحماية المواطنين، تم تشكيل خلايا أزمة برئاسة المحافظين وحسب توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة (عادل عبد المهدي)". 

وأوضح البيان أنه تقرر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلية الأزمة لتتولى القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة ومساعدة المحافظين في أداء مهامهم. 

وكان المحلل السياسي محمد التميمي، قد تحدث  في وقت سابق من مساء أمس حول خطة عبد المهدي لـ"العربي الجديد"، قائلاً إن "مثل هذه الخطوة في حال أُقرت فعلا، فإنها ربما تكون لها تبعات خطيرة على الأرض" مشيرا إلى أنها قد تنطوي على نية مبيتة من الحكومة العراقية للجوء إلى استخدام الحل العسكري في إنهاء وفض الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية.

وبين أن "استخدام الحل العسكري في مدن الجنوب أمر خطير جداً على الحكومة العراقية، وعليها إدراك ذلك جيداً، فأي تحرك عسكري ضد المتظاهرين ربما تكون له ردة فعل من قبل العشائر في الجنوب، وهنا يدخل العراق في صراع مسلح بين الشعب والقوات الأمنية، وهذا يعني ذهاب العراق إلى الفوضى". 

وأضاف أن "الحكومة العراقية، يوما بعد يوم، تسرب قرارات وخطوات يتبين أنها غير مدروسة، ودائما ما تكون تلك الخطوات تصعيدية ضد المتظاهرين، ولهذا فالمحتجون يصعدون أيضا من الاحتجاج من خلال فرض الإضراب العام والعصيان المدني".

من جهة أخرى، نددت الخارجية العراقية، في بيان أصدرته فجر اليوم، "بالهجوم على القنصلية الإيرانية في النجف، وذلك بعدما اقتحمها محتجون وأضرموا النار فيها أمس الأربعاء.

وقالت الوزارة في البيان "الغرض (من الهجوم) بات واضحاً وهو إلحاق الضرر بالعلاقات التاريخية بين العراق وايران، وكذا مع بقية دول العالم".

وأضافت الوزارة أن "البعثات الدبلوماسية العاملة على أرض العراق محط احترام وتقدير عال"، مشددة أن الحادث "لا يمثل وجهة نظر رسمية".

ذات صلة

الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة
تظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب وحلب (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر الآلاف من الأهالي في مدن وبلدات ريفي حلب وإدلب، مطالبين بإسقاط زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في لندن تضامنا مع غزة (إكس)

سياسة

شهد عدد من المدن والعواصم حول العالم تظاهرات وفعاليات تضامناً مع قطاع غزة، وتنديداً بالحرب الوحشية المستمرة عليه منذ نحو 100 يوم.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".

المساهمون