مناظرة حادة بين جونسون وكوربن في إطار الانتخابات البريطانية

بريكست: مواجهة حادة في المناظرة الأولى بين جونسون وكوربن قبل الانتخابات البرلمانية

20 نوفمبر 2019
أول مناظرة تجمع جونسون وكوربن(Getty)
+ الخط -

في إطار الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 ديسمبر/ كانون الأول، أجريت مناظرة تلفزيونية، مساء الثلاثاء، بين رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وزعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن.

وشهدت المناظرة، التي استمرت لساعة، مواجهة حادة حول بريكست، وأتت في ظل استياء الأحزاب الأخرى الأقل تمثيلاً ولا سيما "الليبرالي الديمقراطي" و"القومي الاسكتلندي" المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني المحافظ "لنضع حداً للمراوغات والمماطلات، والمأزق والانقسامات". ويعوّل جونسون الذي وصل إلى السلطة أواخر يوليو/ تموز على الانتخابات المقبلة للحصول على غالبية برلمانية بعدما أفشل البرلمان وعوده في تنفيذ بريكست الذي أرجئ حتى أواخر يناير/ كانون الثاني.



وصرح جونسون قائلاً "ما أن نتمكن من تمرير هذا الاتفاق في البرلمان، ويمكننا ذلك في الأسابيع المقبلة، يمكننا التصدي لأولويات الشعب". ويسعى جونسون إلى إبرام اتفاق تجاري جديد مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بلاده من التكتل وقبل انتهاء الفترة الانتقالية في ديسمبر 2020، وهي مهلة اعتبرها خصمه غير واقعية.

من جانبه قال كوربن "لن تنجحوا في ذلك في بضعة أشهر وتدركون هذا الأمر تماماً"، معتبراً أن الأمر سيستغرق "على الأرجح سبع سنوات من التفاوض لإنجاز اتفاق تجاري". كما اتهم كوربن رئيس الوزراء بعقد "اجتماعات سرية" مع الولايات المتحدة لفتح قطاع الصحة العامة جزئياً أمام شركات الأدوية الأميركية. ورد جونسون معتبراً الأمر "مختلقاً بالكامل".

الجمهور يستهزئ

وهاجم جونسون زعيم حزب "العمال" على خلفية تردده في ملف بريكست، ورد كوربن "الأمر واضح جداً"، مضيفا "ثلاثة أشهر للتفاوض على اتفاق بريكست جديد" و"ستة أشهر (لإجراء) استفتاء" يتيح للبريطانيين الموافقة عليه أو البقاء في الاتحاد الأوروبي.

ولم يكشف زعيم حزب "العمال" ما إذا سيؤيد بريكست أو البقاء في الاتحاد الأوروبي في حال أجري هذا الاستفتاء، مكتفياً بتأكيد رضوخه لإرادة الشعب. إلا أن الهجوم الأعنف شنّه أحد الحاضرين للمناظرة حيث اتهم الرجلين بأنهما لم يرتقيا لمستوى النقاش، متسائلاً كيف يمكن لأحد أن يثق بهما.

واستهزأ الحاضرون، وهم من أنصار الحزبين، مراراً بتصريحات كل من الرجلين. كما شهدت وسائل التواصل الاجتماعي سجالاً حاداً بين الحزبين اللذين اعتبر كل منهما مرشحه فائزاً في المناظرة.

واستمرت المناظرة لمدة ساعة واحدة وهي الأولى المتلفزة التي تجمع زعيمي الحزبين الأكبرين في بريطانيا، وسط استياء الأحزاب الأخرى الأقل تمثيلاً ولا سيما الحزب الليبرالي الديمقراطي والحزب القومي الاسكتلندي المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي.

وبحسب استطلاع أجراه مركز "يوغوف"، ونشرته صحيفة "ذا تايمز"، مساء الثلاثاء، يتصدر المحافظون نوايا التصويت مع 42% مقابل 30% لحزب العمال. لكن على الرغم من تقدم المحافظين في استطلاعات الرأي، يشير المحللون السياسيون إلى أنه من غير الممكن التنبؤ بنتيجة الانتخابات. وأعطى استطلاع آخر أجراه مركز يوغوف بعد انتهاء المناظرة التلفزيونية جونسون نسبة تأييد بلغت 51% مقابل 49% لكوربن.

وتناولت المناظرة الخدمات العامة والاقتصاد والبيئة والأمير آندرو، نجل الملكة إليزابيث الثانية، الذي تصدر عناوين الصحف بعد مقابلة تلفزيونية حول علاقة الصداقة التي كانت تربطه بالمتمول الأميركي جيفري إبستين المدان بممارسات على صلة بممارسة الدعارة والذي انتحر في سجنه في 10 أغسطس/ آب. وقال كوربن "هناك تساؤلات خطيرة تتطلب أجوبة"، مؤكداً تضامنه مع عائلات الضحايا وهو ما أكده بدوره جونسون معتبراً أن "العدالة يجب أن تأخذ مجراها".

(فرانس برس)

المساهمون