مقتل متظاهر عراقي في بغداد والعشائر تلتحق بالاحتجاجات

مقتل متظاهر عراقي في بغداد والعشائر تلتحق بالاحتجاجات

02 نوفمبر 2019
تزايد أعداد المتظاهرين في ساحة التظاهر (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -
في خطوات متسارعة، ومع زيادة توافد آلاف المتظاهرين نحو ساحة التحرير في بغداد، تراجعت القوات الأمنية عن قرار كانت قد نفذته عصر اليوم السبت بإغلاق شارع أبي نواس المؤدي إلى الساحة التي قُتل بالقرب منها متظاهر وأصيب العشرات، بسبب إطلاق الأمن العراقي قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وبينما تتواصل احتجاجات الجنوب العراقي، دخلت العشائر على خطها، معلنة تضامنها مع المتظاهرين، في حين قلّص الجيش ساعات الحظر إلى 4 ساعات.

ومع حلول المساء، تزايدت أعداد المتظاهرين المتوجهين إلى ساحة التظاهر بشكل كبير. وفي بغداد، توجه المئات منهم عبر شارع أبي نواس الذي أغلقته القوات الأمنية بحواجز كونكريتية، وبحسب الناشط المدني همام الفتلاوي فإن "القوات الأمنية سارعت إلى رفع الحواجز عندما رأت أعداد المتظاهرين، قبيل وصولهم إليها".


وأكد الفتلاوي لـ"العربي الجديد" أن "التراجع عن قرار قطع الطريق جاء ردة فعل من القوات بسبب الأعداد الكبيرة للمتظاهرين، لذا سارعت لإجراء اتصالاتها وأعادت رفع الحواجز".

في السياق، قال ناشطون مشاركون في احتجاجات بغداد إن متظاهراً قُتل مساء السبت وأصيب العشرات، بسبب قيام القوات العراقية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين المتجمهرين على جسر الجمهورية في ساحة التحرير.

وفي الجنوب العراقي، تصاعدت شدة التظاهرات والاعتصامات، بعدما انضم إليها شيوخ عشائر، معلنين تضامنهم مع مطالب المتظاهرين المشروعة. ففي البصرة، التي شهدت وفاة متظاهر متأثراً بجروح أصيب بها في وقت سابق، وسقوط عشرات الجرحى بقنابل الغاز اليوم السبت، انضم شيوخ العشائر إلى صفوف المتظاهرين أمام بوابة ميناء أم قصر، وأعلنوا تأييدهم لمطالبهم، محذرين القوات الأمنية من استمرار استخدام أساليب القمع ضد الشعب.

ونصب المتظاهرون العديد من السرادقات ليقضوا ليلتهم فيها حتى الصباح.
كما تكرّر المشهد ذاته، في محافظة ذي قار، وانضمت عشائر المحافظة إلى صفوف المعتصمين، وألقى عدد من شيوخها كلمات تحفيزية لاستمرار التظاهر والاعتصام حتى استرداد الحقوق، مؤكدين استمرارهم بدعم التظاهرات الشعبية السلمية.


كذلك توافد أبناء العشائر وشيوخها إلى ساحة الاعتصام في محافظة كربلاء، الأمر الذي عزّز قوة التظاهرات ودعمها، فيما زادت القوات الأمنية من إجراءاتها في ساحات التظاهر.
وفي ديالى، الواقعة شمال شرق بغداد، أعلنت عشائر المحافظة تضامنها مع المتظاهرين، ودعم مطالبهم المشروعة. وتجمع أكثر من 100 شيخ عشائري في المحافظة، وأكدوا في بيان مشترك ضرورة الاستجابة الفورية لمطالب المتظاهرين المشروعة.
في الأثناء، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية حصيلة جديدة لضحايا التظاهرات، وقال عضو المفوضية فيصل العبد الله، في تصريح صحافي، إن "ضحايا التظاهرات منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بلغت حتى اليوم 260 قتيلاً و12 ألف مصاب".
وأكد "إحراق نحو 100 مبنى حكومي ومقرات أحزاب سياسية"، مشيراً إلى "صعوبة حصول المفوضية على معلوماتها من خلال فرقها الرصدية المنتشرة بجميع المحافظات، وأن وزارتي الصحة والداخلية لم تساعدانا بأية معلومة، وتتكتمان على المعلومات".


تقليص ساعات الحظر

وقال الجيش العراقي، السبت، إنه قرر تقليص ساعات حظر التجوال الليلي في العاصمة العراقية بغداد التي تشهد احتجاجات واسعة، إلى 4 ساعات عوضاً عن 6. جاء ذلك وفق ما ورد في بيان لقيادة عمليات بغداد (قيادة الجيش بالعاصمة).

وحسب المصدر ذاته، "تقرر تقليص ساعات حظر التجوال الليلي ليكون من الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولغاية الساعة السادسة صباحاً، حتى إشعار آخر، بدلاً من التوقيت السابق الذي يبدأ من الساعة الثانية عشرة ليلاً".

وأرجعت قيادة الجيش بالعاصمة أسباب القرار إلى "إتاحة الوقت لعودة المتظاهرين إلى منازلهم وإدامة متطلبات الحياة اليومية في بغداد". وكانت قيادة عمليات بغداد قد فرضت حظر التجوال الليلي في بغداد بدءاً من منتصف ليل الاثنين الثلاثاء الماضي تزامناً مع اتساع نطاق الاحتجاجات المناهضة للحكومة وأعمال العنف المرافقة لها.

إلا أن المتظاهرين العراقيين، ولا سيما المعتصمين في ساحة التحرير وسط بغداد، تحدوا الحظر منذ ذلك الوقت، وانتشروا بالمنطقة خلال مدة سريانه.

تمديد إضراب المعلمين

وبعد أسبوع مضى على الإضراب في المدارس العراقية، الذي دعت إليه نقابة المعلمين، أعلنت نقابة المعلمين تمديد الإضراب لمدة أسبوع آخر، على الرغم من دعوة وزارة التربية إلى استئناف الدوام الرسمي.

وعلى الرغم من غموض المواقف السياسية، إزاء مطالبات إقالة الحكومة، أكد تحالف "سائرون"، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، القدرة على استبدال رئيس الحكومة عادل عبد المهدي ووجود عدد من البدلاء له.

وقال النائب عن التحالف، محمد رضا، إن "الحكومة فشلت بتنفيذ برنامجها في سنة كاملة، ولهذا يجب إقالتها"، مبيناً بتصريح صحافي أن "هناك الكثير من ذوي الكفاءات والشخصيات الوطنية من الممكن أن يكونوا بدلاء لعبد المهدي".