تساؤلات بريطانية عن دور روسي بوفاة داعم "الخوذ البيضاء"

تساؤلات بريطانية عن دور روسي بوفاة الداعم الرئيسي لـ"الخوذ البيضاء"

12 نوفمبر 2019
هاجمت روسيا لوميسورييه قبل أسبوع على وفاته (تويتر)
+ الخط -
تناولت الصحف البريطانية، خبر وفاة جيمس لوميسورييه، الداعم الرئيسي لفريق "الدفاع المدني السوري" المعروف باسم "الخوذ البيضاء"، أمس الاثنين، في إسطنبول، بكثير من الريبة، مركزة على التذكير بالاتّهامات التي وجّهتها إليه وزارة الخارجية الرّوسية، قبل أسبوع فقط على وفاته، ووسط دعوة من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني توم توغندهات، لوجوب مشاركة مسؤولين بريطانيين في التحقيق بوفاته.

وذكرت صحيفة " ديلي تلغراف"، أنّ الغموض يحيط بوفاة الجندي البريطاني السابق الذي دعم "الخوذ البيضاء" السورية، بعد العثور على جثته في الشارع، عقب أيام من اتّهامه من قبل الكرملين بأنّه عميل في جهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 6"، والادعاء بأنّ له صلات "إرهابية".


وكتبت الصحيفة أنّ وكالات الاستخبارات البريطانية "تراقب الوضع، وحذرت روسيا من الاستمرار في تشويه سمعة لوميسورييه، بسبب دعمه للخوذ البيضاء".

وفي السياق، نقلت الصحيفة عن خبير سوري قوله إنّ لوميسورييه "واجه ضغوطاً لا يمكن تصورها وتمّ استهدافه نتيجة لذلك".

وعادت الصحيفة لتؤكّد أنّ لوميسورييه "كان هدفًا لحملة مضلّلة قام بها الكرملين الذي اتهمه زوراً، بأنّه عميل للاستخبارات البريطانية، وحتى مؤيد لتنظيم القاعدة".


وفي السياق، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني توم توغندهات، إنّ "لوميسورييه، كان مستهدفاً من قِبل روسيا".

وأوضح توغندهات، في تصريح لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أنّ "الأنشطة والفعاليات الناجحة التي قام بها لوميسورييه في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية، زادت من خصومه".

وأشار إلى أنّ لوميسورييه "تعرّض لاتهامات متكررة من قِبل مسؤولين روس، منها التواصل مع منظمات إرهابية في سورية"، داعياً إلى وجوب مشاركة مسؤولين بريطانيين في التحقيق بوفاة لوميسورييه.


بدورها، كتبت صحيفة "ذا غارديان"، اليوم الثلاثاء، أنّه "تم العثور على لوميسورييه (48 عاماً)، ميتاً بالقرب من شقته في حي بي أوغلو وسط إسطنبول، حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحاً"، أمس الاثنين.

وقالت إنّ "تقارير إعلامية تركية ذكرت، أنّه عُثر على كسور في رأسه وساقيه، كما لو أنّه سقط من شرفة".


وكانت ولاية إسطنبول قد أكدت، في بيان، أنّه "تم البدء بالتحقيقات الإدارية والقضائية الشاملة حول الحادثة"، فيما أفادت وكالة "رويترز" أنه تمّ إعلامها بأنّ المحققين يتعاملون مع وفاة لوميسورييه باعتبارها حالة انتحار مشتبهاً بها.

وقال أصدقاؤه إنّ لوميسورييه، "كان يعمل لسنوات تحت ضغط كبير من الهجمات المنظّمة على سمعته، فضلاً عن مواجهته ضغوط إدارة منظمة غير حكومية رفيعة المستوى"، من دون تسميتها.

وكانت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس، قد نفت بشدة الادعاءات الروسية ضد لوميسورييه، وقالت: "إن الاتّهامات الروسية ضده التي صدرت من وزارة الخارجية، بأنّه كان جاسوساً غير صحيحة بشكل قاطع".


بدوره، نفى المدير العام لـ"الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) رائد الصالح، في حديث مع "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أن يكون لوميسورييه مؤسساً للدفاع المدني أو حتى عضواً فيه، موضحاً أنّه "داعم أساسي للدفاع المدني من خلال منظمة (ماي دي ريسكيو) التي أسسها ويرأسها".

وأضاف الصالح أنّ "منظمة (ماي دي ريسكيو) كانت تتلقى الدعم من خلال المساندين الأساسيين، أي الدول التي تدعم الدفاع المدني السوري وهي؛ بريطانيا وألمانيا وهولندا، والدنمارك، وكندا، وتقدم هذا الدعم للدفاع المدني كمنظمة داعمة وسيطة، أما كلمة مؤسس فهي صفة يطلقها الروس على لوميسورييه".

وكان لوميسورييه، الضابط السابق بالجيش البريطاني، قد أسّس "ماي داي ريسكيو"، وهي مجموعة لا تهدف إلى الربح عملت على تنظيم وتدريب "الخوذ البيضاء"، المعروفة رسمياً باسم "الدفاع المدني السوري".

وقد حصل لوميسورييه على "OBE" (ضابط وسام الإمبراطورية البريطانية) من الملكة البريطانية إليزابيث، في عام 2016، عن "الخدمات المقدّمة إلى مجموعة الدفاع المدني السوري وحماية المدنيين في سورية".

وتعمل "الخوذ البيضاء" داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سورية، ويعود الفضل إلى متطوعيها في إنقاذ أرواح الآلاف من الأشخاص المتضررين من الغارات الجوية والسورية الروسية والتفجيرات. كما ساعدت في توثيق جرائم الحرب داخل سورية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.