تقديرات إسرائيلية: إيران تمهد لتطوير السلاح النووي

تقديرات إسرائيلية: إيران تمهد لتطوير السلاح النووي

10 نوفمبر 2019
إيران عاودت تخصيب اليورانيوم (Getty)
+ الخط -
حذّرت أوساط أمنية إسرائيلية من أن إقدام إيران على تجاوز التزاماتها في الاتفاق النووي مع القوى العظمى بشأن برنامجها الذري يمثل مقدمة لانطلاقها نحو إنتاج السلاح النووي.

ونقلت النسخة العبرية لموقع "المونيتور" عن هذه الأوساط قولها إن ما يحدث يمثّل "تجسيداً لسيناريو الرعب الذي فزعت منه إسرائيل دوماً، لا سيما عندما تكون إيران متأهبة لإحداث اختراق في مشروعها النووي من دون أن يكون هناك طرف دولي مستعد للقيام بأي خطوة ضدها، وفي وقت تتعاظم فيه الشكوك إزاء الخيارات العسكرية التي يمكن لإسرائيل استخدامها من أجل إحباط هذا التوجّه".

وحسب "المونيتور"، فإن ما فاقم مستوى القلق لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب حقيقة أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، أضفى صدقية على المخاوف الإسرائيلية، عندما صرح أخيراً أن هناك ما يبعث على القلق من أن إيران من خلال خطواتها الأخيرة تتحضر للانطلاق بشكل مفاجئ نحو إنتاج السلاح النووي.

ولفت الموقع إلى أن التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية والأميركية ترجح أن تواصل طهران خرق بنود الاتفاق النووي بالتدريج، وعندما تقترب من نقطة اللاعودة تكثّف بشكل مفاجئ خطواتها، لتتمكن من إنتاج السلاح النووي في غضون أشهر. وأشار إلى أن أحداً في إسرائيل لم يصدق بومبيو عندما أكد تعهد الولايات المتحدة بعدم السماح لإيران بإنتاج السلاح النووي.


وأعاد الموقع التذكير بأن المخابرات الإسرائيلية توقّعت في مارس/آذار من العام الماضي الخطوات التي ستُقدم عليها إيران في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن إعادة تشغيل مفاعل "فوردو" والشروع في استخدام أجهزة الطرد المركزي فائقة التطور من أجل تكثيف عملية تخصيب اليورانيوم يمثلان تمهيداً لإنتاج السلاح النووي.

ودحض مسؤول عسكري إسرائيلي تحدث لـ"المونيتور" تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني من أن الخطوات التي أقدمت عليها طهران يمكن التراجع عنها، مشدداً على أنه عندما تقوم طهران بتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة باستخدام غاز "UF6"، فإن هذا يدل على أن الإيرانيين لا ينوون التراجع عن خطواتهم.

وأضاف: "حتى لو افترضنا أن إيران قررت بعد فترة التوقف عن هذه الخطوات، فإن أحداً لا يمكنه أن يسلبها الخبرات العلمية والتقنية التي اكتسبتها والتي تؤهلها في المستقبل لتطوير السلاح النووي وقتما قررت ذلك"، مشيراً إلى أنه من غير المستبعد أن تُقدم إيران في النهاية على تدشين المفاعل المعد لإنتاج القنابل النووية.

ومما يثير الإحباط في تل أبيب حقيقة أن هناك شكوكاً كبيرة إزاء قدرة إسرائيل على استخدام الخيار العسكري ضد المشروع النووي الإيراني. ونقل "المونيتور" عن قائد عسكري كبير سابق، لم يسمه، قوله إن إسرائيل أنفقت خلال السنوات العشر الأخيرة عشرة مليارات دولار من أجل توفير قدرات تمكّنها من ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وحسب القائد، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاع خلال عامي 2011 و2012 فرصة توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن أحدا لا يعلم إن كانت القدرات العسكرية التي تملكها إسرائيل حاليا تمكّنها من القيام بمثل هذه الخطوة.

ونقل الموقع عن مسؤول كبير سابق في الاستخبارات العسكرية، كان مسؤولاً عن الملف النووي الإيراني، قوله إنه على الرغم من أن إسرائيل قد عززت قدراتها العسكرية خلال العقد الأخير إلا أن إيران في المقابل طورت من إمكانياتها بشكل كبير، علاوة على أنها عمدت إلى تحصين منشآتها النووية، مشيراً إلى أن طهران عمدت إلى تدشين المفاعلات النووية في أعماق جبال، بشكل يقلص من فرص المس بها.

ولفت المسؤول إلى أن الهجمات الناجحة التي نفذتها إيران ضد المنشآت النفطية السعودية بواسطة الصواريخ والطائرات المسيّرة دلت بشكل كبير على أن فاتورة الرد الإيراني على أي هجوم إسرائيلي ستكون كبيرة.

ونقل الموقع عن مصدر استخباري إسرائيلي كبير سابق قوله: "التجربة علمتنا أنه ليس كل ما يصدر عن الإدارة الأميركية من تعهدات يتحول إلى واقع على الأرض"، مشيراً إلى أن هذا التحدي يفرض على إسرائيل التحرك وعدم استبعاد أي خيار، على اعتبار أن الحديث يدور عن إيران التي تجاهر بسعيها لإزالة إسرائيل.


ومن الملاحظ أن الإحباط من سياسات ترامب تجاه إيران قد تسلل إلى الأحزاب الإسرائيلية. فقد نقل "المونيتور" عن قيادي بارز في حزب "الليكود" قوله إن كل ما يعني ترامب هو مصلحته الشخصية وإنه لا يمكن الاعتماد عليه. وحسب "المونيتور" فإن كل المؤشرات تدل على أن رهان نتنياهو على العلاقة مع ترامب في إحباط المشروع النووي الإيراني لا يستند إلى أساس متين.

من جهتها، قالت الكاتبة فيزات رفينا، إنه بات في حكم المؤكد أن ترامب "يمسك بمسدس فارغ وهو لم يعد بوسعه ممارسة المزيد من الضغوط على إيران". وفي تحليل نشرته صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، لفتت إلى أنه "على الرغم من أن العقوبات الأميركية أسهمت في إلحاق أذى كبير بالاقتصاد الإيراني، إلا أن هذا الاقتصاد ما زال يعمل ولم يعد هناك بيد الولايات المتحدة من أدوات لممارسة الضغط على إيران".