ما وراء لقاء حفتر وعقيلة صالح في الرجمة

ما وراء لقاء حفتر وعقيلة صالح في الرجمة

05 أكتوبر 2019
يسعى حفتر ليكون صالح ممثلاً له ببرلين(إتيان لوران/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق، عقيلة صالح، عن موقفه من مساعي وقف القتال وإحياء العملية السياسية في ليبيا، بعد اختفاء لأشهر، فيما كشف مصدر برلماني من طبرق أسباب رجوع المجلس إلى الواجهة مجدداً. وقال صالح إنه "لن يكون هناك حل إلا بعد تحرير العاصمة طرابلس وطرد المليشيات المسلحة منها"، معرباً عن ترحيبه بالجهود الدولية الرامية للوصول إلى تسوية لحل الأزمة في بلاده.

وجاء تصريح صالح، الذي نشره الموقع الرسمي لمجلس النواب، بعد قليل من زيارة للواء المتقاعد خليفة حفتر، في مقره العسكري بالرجمة، شرق بنغازي، جرت وسط استقبال رسمي يتقدمه طابور شرف مؤلف من عدد من الضباط والعسكريين التابعين لحفتر.

وجاء تصريح صالح، بحسب الموقع الرسمي للمجلس، تعليقاً على المساعي الدولية لعقد لقاء في العاصمة الألمانية برلين حول الوضع في ليبيا، مشيراً إلى أن "موقف مجلس النواب ثابت، فجيشنا الذي نؤيده يخوض عملية تحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة والمتطرفين، بعدها سيلتقي الليبيون لتدارس ما يمكن القيام به بما يحقق إرادة الشعب الليبي".

وأكد صالح أن مجلس النواب "يرحب بالمساعي الدولية بما لا يتعارض مع مصلحة وإرادة الشعب الليبي وثوابت مجلس النواب ومطالب الليبيين، كما أننا لا نقبل الوصاية والتدخل في شؤوننا"، بحسب قوله.

لكن برلمانياً، فضل عدم ذكر اسمه، كشف لـ"العربي الجديد" أسباب عودة مجلس النواب المغيّب منذ أشهر إلى الواجهة مجدداً، مشيراً إلى أنها تأتي في طور مساعي حفتر لأن يكون ممثلاً له في لقاء برلين المرتقب. وقال البرلماني إن "الدول الداعمة لحفتر هي من حثته على ضرورة وجود تمثيل له في اللقاء الدولي، واستباقه بإعلان موقفه من المساعي الدولية الحالية لوقف القتال، والدعوة إلى حوار سياسي بين طرفي القتال في محيط طرابلس".

وذكر البرلماني أن حفتر "يعلم جيداً أن مجلس النواب منقسم على نفسه، وهناك عشرات الأصوات الرافضة لهجومه على طرابلس، بل يكاد يكون موقف رئيس المجلس نفسه لا يتوافق مع حفتر، مع وجود توتر قديم في العلاقة بينهما"، معتبراً أن رسالة حفتر واضحة، وموضحاً أنه "من المتعارف عليه أن يأتي قائد الجيش إلى مجلس النواب لا العكس، ما يعني سيطرة حفتر على كل شيء ومجلس النواب مجرد واجهة شكلية".

ورأى في الوقت عينه، أن سعي حفتر لإعادة العلاقة مع مجلس النواب، وصالح على وجه التحديد، تعكس انزعاجه من إمكانية أن تنجح برلين في وقف اعتدائه على العاصمة، من دون أن توفر له سبلاً للحفاظ على مكانته السياسية والعسكرية.
واعتبر البرلماني في الوقت نفسه أن تصريح صالح ردّ واضح على محاولة البعثة الأممية تجاوزه، ومحاولة إبراز أصوات النواب الرافضين للحرب على العاصمة.

وكانت البعثة الأممية أعلنت، الخميس الماضي، عن لقاء عقده رئيسها غسان سلامة، ونائبته للشؤون السياسية، ستيفاني وليامز، مع عدد من النواب في العاصمة التونسية، على رأسهم النائب الأول لرئيس المجلس فوزي النويري. وأشارت البعثة إلى أن اللقاء هدف إلى إيجاد سبل لإحياء المسار السياسي في ليبيا، وإطلاع النواب على خلاصة مباحثات سلامة مع الأطراف الدولية، خصوصاً في برلين ونيويورك.

هدوء في محيط طرابلس بعد صد محاولة تقدم لقوات حفتر

إلى ذلك، عاد الهدوء الحذر، صباح اليوم السبت، ليسيطر على مختلف جبهات القتال في محيط العاصمة طرابلس بعد عودة الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات حفتر، فيما يشهد وسط العاصمة انتشاراً أمنياً كثيفاً. وبحسب المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي في عملية "بركان الغضب" التابع للجيش، عبد المالك المدني، فإن قوات الجيش أفشلت، خلال الساعات الماضية، هجوماً في محور الخلاطات.

وأشار المدني، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى صدّ محاولة تقدم من قبل قوات حفتر في محور الخلاطات، مشيراً إلى أن الاشتباكات جرت لساعات بشكل عنيف، قبل أن تتمكن قوات الجيش من إفشال المحاولة و"تكبيد قوات حفتر خسائر في الأفراد والعتاد".

وفي ذات السياق، قال المدني إن قوات الجيش اشتبكت "مع تجمع لمليشيات ومرتزقة مجرم الحرب حفتر، المتحصنين داخل مطار طرابلس القديم"، مضيفا أن "المدفعية استهدفت 5 آليات لقوات حفتر في محور اليرموك، بالتزامن مع العمليات الأخرى في محور الخلاطات وفي مقر المطار القديم".

وعلى صعيد منفصل، تشهد العاصمة، منذ مساء أمس الجمعة، انتشاراً أمنياً كثيفاً، بأوامر من وزارة داخلية الحكومة، على خلفية مقتل شابين على يد مسلحين أمس الجمعة. وشاهد مراسل "العربي الجديد"، صباح اليوم السبت، عشرات الحواجز الأمنية المنتشرة داخل المدينة، كما شهدت بوابات المدينة في منافذها الرئيسية تشديداً في التفتيش.

وجاءت إجراءات وزارة الداخلية على خلفية حادثة قتل شاب من قبل مسلحين في أحد أحياء غرب العاصمة، رصدتها كاميرات المراقبة بالطريق العام، قبل أن تتمكن مديرية الأمن من القبض على المسلحين، لكنّ تسرّب الفيديو إلى وسائل التواصل الاجتماعي أحدث ردود أفعال مستنكرة للوضع الأمني في العاصمة، ما حدا بالحكومة إلى الاهتمام بالحدث على المستوى الوزاري.

المساهمون