بعد مقتل البغدادي... ما مصير أتباعه في ليبيا؟

بعد مقتل البغدادي... ما مصير أتباعه في ليبيا؟

30 أكتوبر 2019
"البنيان المرصوص" أكدت على استمرار خطر التنظيم بليبيا(فرانس برس)
+ الخط -
قلل خبراء دوليون من إمكانية تأثير مقتل أبو بكر البغدادي، مؤسس "داعش" الإرهابي، على فروع التنظيم، ومن بينها خلايا التنظيم في ليبيا، معتبرين أن مقتله "ليس نهاية الإرهاب".

وبات مصير خلايا التنظيم في ليبيا محل تساؤل بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقتل زعيمهم. لكن مايكل ناغاتا، مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية، أكد لمجلة "تايم" الأميركية، الإثنين الماضي، أن مقتل البغدادي "لا يمثل ضربة قاصمة لفروع داعش في ليبيا" ودول أخرى يوجد فيها التنظيم.

ويشاطره الرأي في ذلك أيضًا المسؤول السابق بوحدة مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، آكي بيريتز، الذي أكد للمجلة ذاتها أن "خلايا التنظيم في ليبيا لن تتوقف وستعيد ترتيب صفوفها"، مستشهدا بتنظيمات سابقة لم تتأثر بمقتل زعمائها، كالقاعدة عقب مقتل أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.

وفي العاشر من الشهر الجاري نقل موقع مجلة "ستارز آند سترايبس"، التابعة للجيش الأميركي، عن مسؤول في البنتاغون، تأكيده أن سلسلة الضربات الجوية الأخيرة في ليبيا أدت إلى القضاء على ما يقرب من ثلث القوة القتالية للتنظيم، مؤكدا أن عدد قتلى الضربات الجوية أدى الى مقتل 43 عنصرا للتنظيم، في إشارة إلى أربع غارات شنتها طائرات القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، بالتنسيق مع حكومة الوفاق في جنوب البلاد.
ويرى الخبير الأمني الليبي، محيي الدين زكري، أن "داعش" في ليبيا تحول إلى العمل وفق استراتيجيات جديدة بعد هزيمته الكبيرة عام 2016، وسقوط عاصمته في سرت على يد قوات عملية "البنيان المرصوص". وقال زكري، متحدثا لـ"العربي الجديد"، إنه "بالرغم من تأكيدات مكتب النائب العام العام الماضي عن وجود سرايا الصحراء كدليل على قدرة التنظيم على إعادة ترتيب صفوفه، والرصد الذي أعلنت عنه قوات البنيان المرصوص عديد المرات عن تحرك خلايا داعش في صحراء جنوب سرت، فإن كل ذلك لا يشكل دليلا على استمرار التنظيم بالاستراتيجية ذاتها"، مشيرا إلى أن استراتيجية التنظيم الجديدة تعمل وفق ما يعرف محليا بـ"الذئاب المنفردة".


وتابع زكري حديثه بالقول إن "هذا ما أثبتته أحداث منطقة الفقهاء وعمليات التنظيم في سبها ومناطق أخرى في الجنوب، تمثلت في تنفيذ عمليات بواسطة شخص أو اثنين".

وتوقعت عدة دول لجوء مئات من عناصر التنظيم الفارة من سورية إلى ليبيا، وتمركزها في هذا البلد المتخم بجراح الحروب التي لا تنتهي، والمعروف بحدوده المفتوحة، ولا سيما الجنوبية منها، وما توفره صحراؤه الشاسعة من ملاذ آمن.

وأكدت قيادة عملية "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق، أول من أمس الإثنين، في تعليق لها على مقتل البغدادي، على استمرار خطر التنظيم في ليبيا، معتبرة أن "الهجوم على طرابلس لا يقل خطرا عن تنظيم داعش".

وعن علاقة هجوم حفتر على العاصمة طرابلس، أوضحت "البنيان المرصوص"، أن "الاعتداء على طرابلس واستهداف المرافق الحيوية فيها، يعد إجراما يساهم في تهيئة المناخ لصناعة الإرهاب وخلق بيئة حاضنة له، بتشتيت الجهود المبذولة لمواجهته".

وفيما أكدت العملية أنها "لا تزال تقتفي أثر التنظيم رغم انشغالها بالدفاع عن العاصمة"، فقد حذرت من أن الحرب على طرابلس ستوفر بيئة خصبة لانتشار التنظيم وإلهاء قوات البنيان المرصوص عن جهودها في محاربته، وإحباط محاولات إعادة ترتيب صفوفه.

وسبق أن لمّحت تصريحات للمتحدث الرسمي باسم قوة حماية وتأمين سرت، وهي جزء من قوات البنيان المرصوص، إلى علاقة مشبوهة بين حفتر و"داعش"، لكن زكري يؤكد أن "ضربات أفريكوم خلال الشهر الماضي رسالتها كانت واضحة لحفتر الذي يرفع شعار مكافحة الإرهاب، في حين أن غارات أفريكوم كشفت عن مقتل 43 عنصرا لداعش في أراضي سيطرته"، مشددا على أن السؤال عن مستقبل "داعش" وإمكانية إعادة نشاطه في ليبيا "يتوجب على حفتر أن يجيب عنه اليوم؛ فخلاياه تنشط في أراضي سيطرته، وتحديدا جنوب سرت وكامل الجنوب الليبي".​