الإمارات تسحب قواتها من عدن اليمنية وتسلمها للقوات السعودية

الإمارات تسحب قواتها من عدن اليمنية... ومحافظ سقطرى يطالب "الانتقالي" برفع اعتصامه

30 أكتوبر 2019
شهدت سقطرى تصعيداً جديداً من قبل مليشيات مدعومة إماراتياً(Getty)
+ الخط -

أعلنت الإمارات، اليوم الأربعاء، عودة قواتها العاملة في محافظة عدن، جنوبي اليمن، بعد تسليمها للقوات السعودية واليمنية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، قبل ساعات من الموعد المرتقب للتوقيع على اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والانفصاليين برعاية السعودية

وقال بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، إنّ "القوات العاملة في عدن عادت إلى أرض الوطن بعد تحرير (المدينة) وتأمينها وتسليمها للقوات السعودية". وأضاف البيان أنّ الإمارات ستواصل حربها على "التنظيمات الإرهابية" في المحافظات اليمنية الجنوبية الأخرى.

وأمس، الثلاثاء، وصلت إلى مدينة عدن دفعة جديدة من القوات السعودية، بالترافق مع ترتيبات تسلُّم قيادة التحالف في المدينة من الإمارات، وفي ظل ترقب في الأوساط اليمنية لفعالية توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والانفصاليين.

وأفاد سكان في عدن، "العربي الجديد"، بأنّ القوات السعودية وصلت على متن سفينة إلى ميناء المدينة، وحملت معدات عسكرية، بينها دبابات جرى نقلها إلى مقر التحالف في مدينة عدن.

وجاء وصول قوة سعودية إلى عدن بعد يومين من إعلان الرياض رسمياً تسلمها قيادة التحالف في المدينة من الإمارات في إطار عملية "إعادة تموضع"، بعد أن كانت الكلمة الأولى في عدن للإمارات منذ سنوات.

في الأثناء، أفادت مصادر يمنية قريبة من الحكومة أن التوقيع على الاتفاق بين الجانب الحكومي وبين الانفصاليين فيما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، سيجرى غداً الخميس، بعد تأجيله أكثر من مرة، خلال الأسبوعين الماضيين.

ويتضمن الاتفاق منح السعودية إشرافاً على تنفيذ جملة من الخطوات والترتيبات العسكرية والأمنية في عدن، تتضمن عودة الحكومة إلى المدينة، ودمج التشكيلات الأمنية.

وتحول الوجود الإماراتي في عدن إلى أزمة للحكومة اليمنية منذ سنوات، ووصل الخلاف إلى أشده في أغسطس/ آب الماضي، عندما قام الانفصاليون الموالون لأبوظبي بانقلاب متكامل الأركان انتهى بالسيطرة على المدينة.

في غضون ذلك، أمهل محافظ جزيرة سقطرى اليمنية رمزي محروس، مساء اليوم الأربعاء، عناصر "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات "ساعات" لرفع اعتصامهم، حسبما ذكرت وكالة "الأناضول".

وكانت الجزيرة قد شهدت تصعيداً جديداً من قبل مليشيات مدعومة من الإمارات، هاجمت مؤسسات حكومية في الجزيرة وانتشرت في عدد من شوارعها، بالتزامن مع التحضيرات الجارية لتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة والانفصاليين.

وأفادت مصادر قريبة من الحكومة اليمنية لـ"العربي الجديد"، بأنّ عناصر مسلحة موالية للإمارات انتشرت في شوارع في المدينة وقرب مبنى المحافظة، مقر السلطة المحلية، حيث رفع المشاركون شعارات تنادي بإسقاط محافظ سقطرى رمزي محروس.

ووفقاً للمصادر، شاركت في التصعيد أطقم عسكرية أرسلتها الإمارات إلى سقطرى منذ أشهر، غير أنها تحاول "إثارة الفوضى"، وفق تعبير المصدر، بأيدي محليين موالين لها.

وجاء التطور بعد أيام من قرار اتخذته السلطة المحلية في سقطرى، وتمثل بمنع الأجانب من زيارة الجزيرة الاستراتيجية اليمنية المدرجة على قائمة التراث العالمي، دون الحصول على تأشيرة من الجهات الرسمية اليمنية، وذلك في محاولة للحد من التدخلات الإماراتية في الجزيرة.


كما يأتي التصعيد استباقاً لمراسم توقيع اتفاق الرياض رسمياً بين الحكومة اليمنية وما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، بعد أيام من إعلان السعودية أنّ الطرفين توصلا إلى توافق حول صيغته شبه النهائية.

وسبق أن احتجت الحكومة اليمنية، أكثر من مرة، على الممارسات الإماراتية في سقطرى، واعتبرتها تهديداً للجهود السعودية المبذولة للتهدئة في الجنوب اليمني.

المساهمون