سكان في إدلب يروون مشاهداتهم ليلة قتل البغدادي

سكان من باريشا في إدلب يروون مشاهداتهم ليلة قتل البغدادي

27 أكتوبر 2019
دامت العملية نحو ثلاث ساعات (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

 

يتساءل أبو أحمد، الذي أفاق ليلاً في قريته في شمال غرب سورية على أصوات جنود "يتحدثون بلغة أجنبية"، ما إذا كان جاره الغامض وقليل الكلام ؤوي زعيم تنظيم "داعشأبو بكر البغدادي، وذلك بعد مقتل هذا الأخير في عملية عسكرية أميركية أكدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد. 

قرابة منتصف الليل، حلّقت مروحيات أميركية فوق قرية باريشا في إدلب في شمال غرب سورية، وأنزلت قوات خاصة بحثاً عن مقاتلين من تنظيم "داعش"، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

وأعلن الرئيس الأميركي أن البغدادي قتل لدى تفجيره سترة ناسفة كان يرتديها بعدما حاصرته القوات الأميركية في نفق مسدود.

وكان أبو أحمد نائماً بهدوء في منزله الواقع على بعد بضعة أمتار من الموقع الذي نفذ فيه الإنزال، واستفاق على سماع صوت طلقات نارية. 

ويروي الرجل الخمسيني لمراسل وكالة "فرانس برس"، الذي تمكن من تفقد قرية باريشا لوقت وجيز الأحد: "سمعنا بعد ذلك شخصاً يتكلم بالعربية، ويقول "أبو محمد سلم نفسك". ويضيف أنه سمع "صوت أشخاص يتكلمون بلغة أجنبية". 

ودامت العملية نحو ثلاث ساعات، ثم انتهت بعد قصف جوي، وفق ما أوضح شهود. 

وكان بيت جار أبو أحمد، صباح الأحد، كتلة من الركام والإسمنت والخردة. 

وطوّق مقاتلون من تنظيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على إدلب، المنطقة.

 

لم يجمعنا سوى التحية

وسمح للصحافيين أن يدخلوا لوقت قصير فقط إلى المنطقة التي استهدفت بالضربات. 

وسط الأنقاض، كان في الإمكان رؤية هيكل سيارة متفحم إلى جانب بقايا دراجة نارية محترقة، وحولها أسلاك كهربائية. وتقبع في المحيط بين حقول أشجار الزيتون خيم لنازحين فروا من مناطق أخرى في سورية. 

وقال الجيران إن البيت الذي استهدف بالعملية كان يعيش فيه رجل قدّم نفسه باسم أبو محمد، يعمل "موزعاً لمواد غذائية"، وقال إنه نازح من ريف محافظة حلب (شمال) المجاورة. 

ويروي أبو أحمد، وهو نازح من محافظة حمص، أنه لم تجمع بينهم وبين هذا الجار سوى "التحية". ويضيف "نحن بطبيعتنا أشخاص اجتماعيون، كنا نحاول أن نبني علاقة معه وندعوه لزيارتنا، لكن لم ننجح في ذلك". 

 

ويخبر أن جاره كان يغادر بيته منذ الصباح حتى وقت متأخر ليلاً. ولم ير الجيران أطفالاً أو نساء في منزل أبو محمد. 

وفي وقت مبكر صباحاً، تمكّن عبد الحميد (23 عاماً)، وهو أيضاً من سكان القرية، من زيارة موقع العملية. ويروي أنه رأى "ست جثث في المنزل، لكن لا نعرف من هم"، مضيفاً أن "سيارة مدنية كانت تمر بالصدفة على الأرجح ضربت أيضاً، وكان في داخلها قتيلان". 

وكانت وسائل إعلام أميركية قد نقلت عن مسؤولين أميركيين كبار، في وقت مبكر الأحد، أن البغدادي قتل على الأرجح بعد غارة أميركية على منطقة إدلب في شمال غرب سورية، قبل أن يؤكد الرئيس الأميركي أن البغدادي قتل مع ثلاثة من أولاده لدى تفجير نفسه.

(فرانس برس)