سورية: دورية روسية في منبج... وأميركية في دير الزور

دورية روسية في منبج شمالي سورية... وأميركية في دير الزور

23 أكتوبر 2019
قواعد عسكرية أميركية لا تزال في سورية(فرانس برس)
+ الخط -
سيّرت الشرطة العسكرية الروسية، صباح اليوم الأربعاء، دورية في محيط مدينة منبج بمحافظة حلب، شمالي سورية، بُعيد ساعات من تسيير التحالف الدولي بقيادة واشنطن دورية على ضفاف نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، شرقي البلاد.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ دورية عسكرية روسية جالت، صباح اليوم، في المحور الشرقي من مدينة منبج بريف حلب، موضحة أنّ هذه الدورية ليست الأولى خلال الأسبوع الجاري، بل هي الثالثة، والرابعة منذ الإعلان عن اتفاق بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والنظام، والذي نصّ على انتشار قوات الأخير في مناطق سيطرة "قسد" وذلك إبان إطلاق تركيا لعملية عسكرية ضدها، في التاسع من الشهر الجاري.

وأوضحت المصادر أنّ تسيير الدورية الروسية جاء أيضاً عقب طلعات جوية نفذها طيران التحالف الدولي ضد "داعش" في ريف دير الزور الغربي، وريف الرقة المتاخم لريف حلب الشرقي.

وتأتي هذه الدورية بعد إعلان الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، عن اتفاق نص في أحد بنوده على البدء بتسيير دوريات تركية وروسية مشتركة، غرب وشرق منطقة العملية العسكرية التركية، بعمق 10 كيلومترات، باستثناء مدينة القامشلي.

وأضافت المصادر ذاتها أنّ الدورية الروسية مؤلفة من ست مدرعات وسلكت طريق حلب الحسكة بعد خروجها من منطقة منبج، عبر جسر قرة قوزاق على نهر الفرات، ولم يتبين ما إذا كانت وجهتها مدينة عين العرب في ريف حلب، أم ستتجه إلى منطقة عين عيسى في ريف الرقة، جنوب تل أبيض.

وسبق تحليق الطيران الحربي تسيير دورية من قبل الجيش الأميركي على ضفاف نهر الفرات في منطقة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، يعتقد أن الهدف منها حماية حقلي العمر والتنك النفطيين في المنطقة.

ولا تزال القوات الأميركية تحت غطاء التحالف الدولي تحتفظ بقواعدها العسكرية في حقل العمر وحقل التنك إضافة لحقل كونيكو، أكبر حقول الغاز في سورية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أفاد، الإثنين، في تغريدات على "تويتر"، بأنّ قوات بلاده في سورية ستذهب إلى مناطق مختلفة بادئ الأمر، لكنها "ستعود إلى الديار في نهاية المطاف"، مشدداً على أنّه "لا يريد ترك القوات الأميركية في سورية".

غير أنّه أشار إلى أن "عدداً محدوداً من الجنود الأميركيين سيبقون في سورية، بعضهم سينتشر على الحدود مع الأردن بينما يقوم البعض الآخر بحماية حقول النفط".

وأعلنت واشنطن، في 13 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، سحب نحو ألف جندي من سورية بعد خمسة أيام من بدء العملية التركية ضد المليشيات الكردية في شمالي سورية.


من جانب آخر، ذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ عموم المناطق في الشمال السوري لا تزال تشهد هدوءاً تاماً - منذ الإعلان الاميركي التركي عن وقف إطلاق النار - باستثناء بعض المناطق التي تم فيها إطلاق عدد من القذائف من قبل مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وخاصة في محور غرب تل أبيض بريف الرقة.

كما شهد محور تل خاشر في ريف حلب الشمالي، إطلاق نار متبادلا بين عناصر من "الجيش الوطني السوري" وعناصر من مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، المتمركزة إلى جانب قوات النظام في منطقة تل رفعت.
وكانت قوات النظام السوري قد انتشرت، أمس الثلاثاء، في المزيد من القرى والبلدات على طريق الحسكة حلب الدولي، بعد اتفاق مع "قسد".
وبحسب ما أفادت به مصادر "العربي الجديد"، فإنّ قوات النظام دخلت قرى الكوزلية وشويش والنوفلية والمحل والبدران والحزام وكهفة المراطي والضبيب وشويش والعلقانة وأم اللبن والواسطة.
وكانت قوات النظام قد انتشرت، الإثنين، في العديد من المناطق؛ من بينها القامشلي وتل تمر وعين عيسى.

متحدث "الجيش الوطني": "قسد" لم تنفذ الاتفاق التركي الأميركي بعد
من جهته، أكد المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" أنّ مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) لم تنفذ كامل الاتفاق التركي الأميركي القاضي بالانسحاب من المنطقة بين تل أبيض ورأس العين، شمالي سورية.

وذكر الرائد يوسف حمود، في حديث مع "العربي الجديد"، اليوم الإثنين، أنّ "قسد" لم تنفذ الاتفاق بشكل كامل، ولم تنسحب بعد من عدة مناطق في محوري تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة.

وأوضح أنّ الاتفاق ينص على انسحاب الأخيرة لمسافة 32 كيلومتراً بعيداً عن الحدود السورية التركية.

وبحسب مصادر محلية، تبلغ المسافة بين المحورين قرابة 120 كيلومتراً بشكل طولي، وتنحصر بشكل عرضي بين الحدود السورية التركية والطريق الدولي "أم 4" الواصل بين الحسكة وحلب.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤول أميركي، أمس الثلاثاء، قوله إنّ قائد قوات "قسد" مظلوم عبدي، أبلغ واشنطن بـ"انسحاب كل المقاتلين الأكراد من المنطقة المحددة في شمال شرق سورية بموجب الاتفاق الأميركي التركي".

وأكد متحدث "الجيش الوطني السوري" مجدداً  على عدم دخول قوات "الجيش الوطني السوري" إلى المناطق التي انسحبت منها "قسد" في مدينة رأس العين، مشيراً إلى أنّه لن يتم التحرك إلا بعد انسحاب "قسد" من كامل المنطقة.

ونهاية الأسبوع الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق نص على منح "قسد" 120 ساعة للانسحاب من "المنطقة الآمنة" التي تريد تركيا إنشاءها.