هل يؤثر التحرك الأميركي بليبيا على نتائج لقاء برلين؟

هل يؤثر التحرك الأميركي الجديد في ليبيا على نتائج لقاء برلين؟

20 أكتوبر 2019
صحافية: الأجواء شديدة الغموض بشأن المواقف الدولية من ليبيا(Getty)
+ الخط -

بدأت مساع أميركية جديدة في الآونة الأخيرة في الظهور للدفع بجهود التسوية وإيجاد حل للأزمة الليبية، رغم الغموض الذي اتسم به موقف واشنطن، منذ بداية معركة خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.

وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس، تيد ديوتش، على حسابه في "تويتر" الجمعة الماضية، عن بدء الكونغرس دراسة مشروع قرار تقدم به أربعة أعضاء بهدف توضيح سياسة الولايات المتحدة تجاه ليبيا، وضرورة معالجة التدخل السلبي الأجنبي، واقتراح استراتيجية لمواجهة المد الروسي في ليبيا، بالإضافة لفرض عقوبات على من يدعمون التدخل العسكري الروسي في ليبيا ومهددي السلام والاستقرار في البلاد.

وعلى ضوء ذلك، أشادت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق من جانبها بالسعي الأميركي الجديد مؤكدة، في بيان لها اليوم الأحد، أن الكونغرس الأميركي يدرس قراراً بشأن الدفع باتجاه تحقيق الاستقرار في ليبيا.

وكان دبلوماسي ليبي رفيع أكد لـ"العربي الجديد" في وقت سابق أن خطاب حفتر الموجه، أول من أمس، لقمة برلين المرتقب عقدها بشأن ليبيا، "جاء على خلفية تغيرات وشيكة في الموقف الأميركي في الأزمة الليبية، سيما بعد أن استعان حفتر بموسكو لدعمه عسكريا في حربه الحالية في طرابلس".

واعتبر الدبلوماسي، أن حفتر يغازل واشنطن بـ"القضاء على الإرهاب" قبل انعقاد لقاء برلين الذي يظهر جليا رغبة واشنطن الانخراط في مشاورات الإعداد له.

غير أن المحلل السياسي الليبي، سعيد الجواشي، لا يرى أن ملامح تغير الموقف الأميركي من الأزمة الليبية اتضحت بالإعلان عن مشروع قرار الكونغرس، بل يعتبر أن "ملامحه بدأت منذ تعيين سفير جديد لواشنطن كانت له تصريحات تؤكد على أن لا حل عسكريا في ليبيا من جانب والإشادة بدور حكومة الوفاق في مكافحة الإرهاب".

وقال الجواشي في حديث لـ"العربي الجديد" إنه "منذ تلك الوهلة يبدو مشروع واشنطن في ليبيا ذاهبا للتشكل من جديد، لكن وفق مواقفها السابقة فهي تعارض حفتر في حله العسكري ضمنيا كما أنها ضمنيا أيضا تريد القول له إن شعار حرب الإرهاب الذي ترفعه أمام قواتك التي تهاجم طرابلس بات غير مقنع وخصمك هو من يحارب الإرهاب".

وأكد أن تصريحات السفير الجديد، ريتشارد نورلاند، توضح توجها أميركاً جديدا للبحث عن حل للأزمة الليبية، لكنه يرى أن تزايد ظهور ملامح هذا الاتجاه جاء بعد تزايد الدور الروسي في ليبيا.

ورجح المحلل الليبي أن يكون لمشروع القانون أثر في تغير سياسة واشنطن، وقال "لا أعتقد أن يأتي مشروع القانون صدفة، فالسفيرة الأميركية السابقة لدى ليبيا صرحت منذ يوليو/تموز أن دولا ضللت واشنطن بشأن حفتر الذي لم يحقق أي نتائج، وأنه أثبت عدم جدواه"، مشيرا إلى أن مشروع القانون "متسق تماما مع تصريحات السفيرة بشأن معاقبة تلك الدول التي تدعم حفتر، سيما بعد استعانته مؤخرا بالروس".

وسبق الحديث عن مشروع القانون الأميركي الجديد بشأن ليبيا إعلان السفير الأميركي الجديد، نورلاند، الجمعة الماضية، عن رغبة بلاده في المشاركة في الجولة القادمة من اجتماعات برلين حول ليبيا، ما قد يشير الى وجود معطيات إقليمية وتوازنات قوى دولية دعت واشنطن إلى إعادة فاعليتها في الملف الليبي.


من جانبها تعتبر الصحافية الليبية نجاح الترهوني أن "الأجواء ملبدة وشديدة الغموض بشأن المواقف الدولية من ليبيا، ومن السابق لأوانه الحديث عن موقف أميركي مختلف بشأن ليبيا"، لافتة إلى أن الإدارة الأميركية ليس لديها رؤية من الأصل بشأن ليبيا ولا يعتبر الملف الليبي من أولوياتها.

وأوضحت الترهوني في حديثها لـ"العربي الجديد"، "أن عدم إعلان برلين حتى الآن لموعد المؤتمر الذي تعد لاحتضانه بشأن ليبيا يعكس حقيقة الخلافات القائمة بين الدول الكبرى سيما مع الاقتراب الروسي من الساحة الليبية"، معتبرة أن "كل الاطراف تحاول استباق ما سينتج عن لقاء برلين".

وقالت إن "بيان مجلس النواب أمس في القاهرة عن نيته عقد جلسة في مدينة ليبية محايدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية يشير إلى سعي مصري مدعوم من الإمارات وربما فرنسا لفرض أمر واقع على المجتمعين في برلين".

ولفتت الصحافية الليبية إلى أن "إنشاء جسم سياسي جديد ممثل في حكومة موحدة من شأنه أن يقطع الطريق أمام مقاربة ألمانية تسرب منها رغبة في إقصاء كل من بالمشهد السياسي كونهم سببا في حالة الصراع والانقسام الحكومي".

لكن الترهوني ترى في ذات الوقت أن الانخراط الأميركي سيغير من المعادلة الدولية بشكل كبير، مرجحة أن ينتج عن لقاء برلين المرتقب رؤية دولية تغاير الاتجاه الداعم لحفتر وحله العسكري، لكنها نتائج من غير شك ستطيل أمد الأزمة قبل بروز خيارات جديدة للحل السياسي في ليبيا، وفق قولها. ​