رئيس "الحشد" يلتقي وزير الدفاع الأميركي: إيران والقصف الإسرائيلي

رئيس "الحشد" يلتقي وزير الدفاع الأميركي في واشنطن: إيران والقصف الإسرائيلي

02 أكتوبر 2019
زيارة الفياض لم يعلن عنها مسبقا (فيسبوك)
+ الخط -
في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، التقى مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، الذي يشغل منصب رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، المظلة الجامعة لنحو 70 مليشيا عراقية مسلحة، اليوم الأربعاء، بوزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، في واشنطن، بينما أكد مسؤولون لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة إلى واشنطن ستعقبها زيارة إلى لندن وستبحث جملة من الملفات تتعلق بالحشد الشعبي وملفات أخرى

زيارة الفياض التي لم يكشف عنها مسبقا، تأتي عقب إعلان رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، وقوف إسرائيل وراء القصف الذي طاول معسكرات مليشيا "الحشد الشعبي" الشهرين الماضيين.

ويصنف الفياض على أنه الطرف الأكثر اعتدالا في هيئة الحشد الشعبي، ويسعى منذ أسابيع إلى ضبط تصرفات فصائل مسلحة موالية لإيران بشأن تهديدات أطلقتها باستهداف مصالح أميركية في العراق.

وبحسب بيان مقتضب لمكتب الفياض، نقلته وسائل إعلام عراقية، فإن الأخير "التقى وزير الدفاع الأميركي بواشنطن". وذكر البيان أن الفياض التقى إسبر بحضور الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي،" وجرى بحث العلاقة بين البلدين وآفاق تطويرها وخصوصاً التعاون العسكري والأمني في مجال مكافحة الإرهاب، كما وتم التطرق للأوضاع المتأزمة في المنطقة والتأكيد على ضرورة حلها من خلال الحوار وتجنب أي تصعيد عسكري يعرض المنطقة والعالم إلى مخاطر كبرى"، مضيفا أنه "جرى البحث في الدور الإيجابي للعراق في السعي لتوطيد دعائم الاستقرار في المنطقة وضرورة استمراره في ذلك"، على حد وصف البيان.


مصادر عراقية في بغداد، بينها موظف في مكتب الفياض، أبلغت "العربي الجديد" أن الأخير سيتوجه بعد واشنطن إلى لندن في زيارة تستغرق يومين.

وحول ملفات الزيارة إلى واشنطن، أكدت المصادر ذاتها أنه موجود هناك بصفته مستشارا للأمن الوطني العراقي وليس زعيما لهيئة "الحشد الشعبي"، والقضايا المطروحة هي وضع فصائل "الحشد" والتوتر في المنطقة، والقصف الذي طاول معسكرات الحشد والذي اتهم العراق رسميا دولة الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراءه.

وكشف عن أن الفياض حمل رسالة من رئيس الوزراء إلى المسؤولين في الإدارة الأميركية حول آثار استهداف معسكرات الحشد وخطورتها وتبعاتها على أمن العراق، فضلا عن مخاوف العراق من التصعيد الأخير في المنطقة.

ويمثل الفياض الجهة المقربة لعبد المهدي في "الحشد الشعبي"، وقد أظهر التزامه بقرارات الحكومة بشأن قصف معسكرات "الحشد"، وأعلن موقفا مخالفا لموقف نائبه أبو مهدي المهندس المقرب من إيران، والذي يفضل الحل العسكري والرد على واشنطن.

ولم تعلن الحكومة العراقية، حتى الآن، موقفا رسميا تجاه ضلوع إسرائيل بالقصف، رغم حديث وتسريبات عن إعداد مذكرة ستقدم لمجلس الأمن الدولي قريبا حول الاعتداءات الصهيونية على العراق، بينما تفاوتت ردود فعل الفصائل المسلحة ضمن "الحشد الشعبي" حول الإعلان، بين ترك التصرف للحكومة، والوعيد برد قريب.

ويرى مراقبون أن زيارة الفياض إلى واشنطن واستقبال المسؤولين له تحمل دلالات واضحة، على أن الاميركيين يرغبون في أن يسمعوا من الجناح الأكثر هدوءا في الحشد، أو المعسكر المحسوب على إيران في العراق.

ويرى الخبير بالشأن العراقي أحمد الحمداني أن زيارة الفياض "مهمة جدا، وقد تنطوي على ملفات حساسة تم بحثها، ولا يجب استبعاد أن الاميركيين سلموا الفياض رسائل أو تحذيرات معينة تتعلق بالصراع مع إيران والفصائل المسلحة التي تهدد القوات الأميركية في شمال وغرب ووسط العراق المتواجدة حاليا هناك".

وبيّن أنها قد تؤشر أيضا إلى حالة عدم رضا أو استياء أميركي من الحكومة العراقية الحالية برئاسة عادل عبد المهدي، وطريقة إدارتها لكثير من الملفات الداخلية والمتعلقة بالوضع في المنطقة وإيران، واستمرار تعامل العراق مع طهران في شراء الغاز والكهرباء، ومع مؤسسات مالية إيرانية فرضت واشنطن عقوبات عليها، خاصة أن عبد المهدي زار عدة دول بالفترة الأخيرة، واستثنى زيارة كان من المفترض أن تتم قبل 8 أشهر على الأقل إلى الولايات المتحدة، بحسب ما أعلن في فبراير/ شباط من العام الحالي.