غريفيث: لدينا أمل بإعلان اتفاق جدة بين الأطراف اليمنية

غريفيث: لدينا أمل بإعلان اتفاق جدة بين الأطراف اليمنية

17 أكتوبر 2019
الوضع باليمن ما زال مقلقاً (عبدالحميد حوسباس/ الأناضول)
+ الخط -

أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، عن أمله الحذر في التوصل إلى حل سياسي في القريب العاجل باليمن، معتبراً أن هناك تقدماً مهماً في مفاوضات جدة بين الحكومة الشرعية وما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، مرجحاً إمكانية إبرام اتفاق قريباً.


وخلال إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من الرياض، اليوم الخميس، قال غريفيث: "لا يزال الوضع متأزما في الجنوب. هناك هدوء في عدن ولا يوجد قتال على مستوى واسع، وهذا يؤكد الانضباط الذي يبديه الفرقاء".

وأضاف أن الحكومة يجب أن تعود إلى عدن وتعمل مؤسسات الدولة ثانية بسرعة، مشيراً إلى ضرورة إعادة النظام والقانون وتوفير الخدمات لأهل الجنوب. وأشار غريفيث إلى أن "هناك علامات أمل وفرصا لكنها هشة. في الجنوب تم تحرير بعض المحتجزين. هناك علامات بسيطة لكن يجب أن ننميها".

وركّز في كلمته على أن بناء الثقة هو حجر الأساس لتنفيذ اتفاق الحديدة، مؤكدا في الوقت ذاته على أن هناك مؤشرات حول وجود أجواء إيجابية وحدوث تقدم محدود الأثر حيال تنفيذ اتفاق استوكهولم بعد جمود ساد الأشهر العشرة الأخيرة منذ عقد الاتفاق.

ورحب بإعلان جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقف عملياتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد السعودية، نهاية الشهر الماضي، وقال إن العمليات العسكرية من قبل التحالف السعودي الإماراتي كذلك انخفضت. ورحب بالإفراج عن 290 محتجزا من قبل صنعاء، وبقرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السماح لناقلات النفط التي كانت محتجزة في الحديدة بالدخول إلى البلاد.

من جهته، أكد مسؤول عمليات الإغاثة الإنسانية، مارك لوكوك، أن الوضع في اليمن حرج وعبر عن مخاوفه من أن شبح المجاعة يحوم مجددا. وقال إن الأمم المتحدة تقدم المساعدات الإنسانية والغذائية لقرابة 17 مليون يمني.
وعن عمليات الإغاثة في اليمن قال إنها "الأكبر عالميا، ولكن مع استمرار تلك العمليات وتوسعها يبدو أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا على الأرض بسبب تعقيدات التوصل إلى حل سياسي".

من جهة أخرى، أوضح أن الشهر الماضي سجل حالات الوفاة الأعلى في اليمن هذا العام كنتيجة مباشرة للاقتتال، حيث قتل 388 يمنيا. وعن المساعدات الإنسانية وتقديمها، قال إن "أنصار الله منعوا في أكثر من مناسبة دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من منطقة، ناهيك عن عدم الترخيص لعدد من المشاريع الإنمائية"، وقال إنه تلقى وعودا بالموافقة عليها. وعن الحكومة اليمنية، قال إنها أيضا لم توافق بعد على عدد من المشاريع التي من المفترض أن تساعد المدنيين.

وعن تمويل صندوق المساعدات الإنسانية الخاص باليمن، قال لوكوك إن عددا من الدول قدمت مئات الملايين لكن الصندوق حتى الآن لم يتم تمويله إلا بخمسة وستين بالمئة. وفي ما يخص الاقتصاد اليمني، قال إن حجم العملة انخفض مرة أخرى، محذرا من خطورة ذلك، وخاصة أن اليمن يستورد أغلب احتياجاته، ما يعني أن أسعار السلع بالسوق غالية وبعيدة عن منال أغلب اليمينين.


وذكر لوكوك في الوقت ذاته أن شح الوقود يؤثر على تقديم المساعدات الإنسانية، وقال إن الوقود ضروري في العمليات الإنسانية والمستشفيات وقطاعات واسعة من تقديم الخدمات بما فيها المياه الصالحة للشرب وغيرها. وأكد أن ارتفاع أسعار الوقود يعيق كذلك تنقل الناس وحتى وصول سيارات الإسعاف والطواقم الطبية للمحتاجين إليها.