روحاني: نتبادل الزيارات مع الإمارات ومستعد للقاء ترامب بشروط

روحاني: نتبادل الزيارات مع الإمارات ومستعد للقاء ترامب بشروط

14 أكتوبر 2019
روحاني علق على عدة تطورات إقليمية (Getty)
+ الخط -
تناول الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال مؤتمر صحافي، اليوم الإثنين، مواقف بلاده بشأن آخر التطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بإيران، ليكشف عن تحسن العلاقات مع دولة الإمارات وتبادل الزيارات معها، مع الإعلان عن استعداده للقاء مع نظيره الأميركي دونالد ترامب "إذا صب في مصلحة إيران".

وعن العملية العسكرية التركية في سورية، قال روحاني إن طهران تتفهم مخاوف أنقرة، لكنها ترفض الطريقة التي اختارتها لمعالجة هذه المخاوف. فيما ربط تحسن العلاقات مع السعودية، بوقفها الحرب على اليمن.

وقال روحاني إن بلاده تجاوزت "الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية الصعبة" الناتجة عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018، مضيفا أن المؤشرات الاقتصادية "قد تحسنت".

وفي هذا السياق، أشار إلى أن الاقتصاد الإيراني بعدما شهد العام الماضي نموا سلبيا سيسجل نموا إيجابيا هذا العام، مؤكدا أن بلاده اليوم "أقوى من قبل، وظروفها الإقليمية والدولية أفضل"، قبل أن يجزم بأن "مؤامرات الأعداء لإلحاق ضرر جاد بالنظام (الإيراني) قد فشلت".


تطورات الاتفاق النووي

وحول تطورات الاتفاق النووي، ففيما اتهم روحاني "متطرفين" في أميركا وإسرائيل والسعودية بدفع ترامب إلى الانسحاب من الاتفاق النووي، أشار إلى "مماطلات" الأوروبيين في مواجهة تداعيات هذا الانسحاب.

وفي السياق، قال روحاني إن الدول الأوروبية الثلاثة الشريكة في هذا الاتفاق، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، "لم تف بما عليها من التزمات وبوعودها"، مشيرا إلى تقليص طهران تعهداتها النووية بمواجهة المماطلات الأوروبية وتداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

وقدم روحاني سردية حول الخطوات التي قامت بها إيران في ثلاث مراحل خلال الأشهر الماضية لتقليص تعهداتها النووية، التي طاولت رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم وإنتاج المياه الثقيلة ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم ورفع القيود عن البحوث النووية وتركيب أجهزة الطرد المركزي.

وفي السياق، قال إن بلاده ستقوم خلال الفترة المقبلة بإدخال أجهزة طرد مركزي من الجيلين التاسع والسابع إلى الخدمة.

وشدد روحاني على تنفيذ إيران "المرحلة الرابعة في موعدها" ومراحل أخرى لتقليص التزاماتها النووية، "ما لم تنفذ أوروبا تعهداتها" الاقتصادية تجاه الاتفاق النووي، إلا أنه قال في الوقت نفسه، إن طهران ستعود عن هذه التقليصات في حال نفذت الأطراف الأوروبية تعهداتها.

العلاقات مع السعودية والإمارات

وحول الوساطات التي انطلقت لحل التوتر بين طهران والرياض، قال روحاني إن هناك دولا تقوم بجهود في هذا الصدد، مشيرا إلى زيارة رئيس الوزاء الباكستاني عمران خان، أمس الأحد، قائلا إنه يسعى إلى حل القضايا الإقليمية والخلاف بين إيران والسعودية.

وأضاف روحاني أن خان سينقل وجهات نظر طهران إلى الرياض خلال زيارته إليها الثلاثاء المقبل، غير أنه أكد أن دولا أخرى، وخاصة العراق، تقوم بجهود لحل المشاكل في المنطقة وبين إيران والسعودية، قبل أن يعلن استعداد إيران "لحل جميع القضايا والمشاكل الإقليمية عبر حوار جاد وخصوصا مع السعودية".

إلا أن الرئيس الإيراني ربط تحسن علاقات بلاده مع السعودية بحل الأزمة اليمنية، معتبرا أن ذلك يشكل مدخلا وتمهيدا لتحسين هذه العلاقات، مشددا على أن حل ملف اليمن "بجدية يدفع أي حوار إيراني سعودي إلى الأمام".

وفي سياق حديثه عن التطورات في المنطقة، كشف روحاني عن تطورات في العلاقات الإيرانية الإماراتية، مشيرا إلى "زيارات متبادلة لمسؤولين إيرانيين وإماراتيين خلال الأشهر الأخيرة"، وذلك في معرض رده على سؤال عما اذا كان مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد قد زار إيران أم لا.

وفيما لم ينف أو يؤكد هذه الزيارة، أوضح روحاني أن العلاقات مع الإمارات في "طور التحسن"، لافتا إلى أن هناك "تواصلا قد بدأ منذ أشهر" بين الجانبين.
استعداد مشروط للقاء ترامب

وعلى صعيد التوتر مع واشنطن، أعلن روحاني عن استعداد بلاده للتفاوض معها بشرط أن يكون "في ظروف عادلة" ويحقق "المصلحة الإيرانية"، مؤكدا أنه "مستعد لأي مباحثات ولقاء في أي زمن إذا تأكدت أن ذلك يخدم مصالح الشعب".

وفي هذا السياق، جدد روحاني التأكيد على أنه "مستعد للتضحية وتحمّل جميع تبعات التفاوض إذا ما علمت أنه سيحقق مصلحة الشعب الإيراني".

وقال روحاني "إننا لا نخاف من التفاوض، وخلال زيارتي إلى نيويورك كنا مستعدين لعقد اجتماع قمة مجموعة 1+5"، أي بمشاركة الرئيس الأميركي، لكنه قال إنه كان بشرط "أن نتأكد من رفع العقوبات لكي لا يكون الاجتماع جلسة انتخابية للسيد ترامب".

وأوضح روحاني أن ترامب "يتمتع بصفات وشخصية متناقضة ومتقلبة، ففي يوم يوسط شخصا واليوم الآخر ينفي ذلك"، معتبرا أن ذلك "يعقد الأمور ويجعلنا لا نثق به".

وحول ما إذا كان سيتغير موقف إيران من التفاوض في حال مجيء رئيس أميركي جديد، قال إن بلاده مستعدة للمفاوضات بإطار مجموعة "1+5" بغض النظر عمن يكون رئيس أميركا.

كما كشف روحاني عن إجراء مفاوضات لمرة واحدة مع إدارة ترامب حول تبادل السجناء، إلا أنه قال إنها لم تتوصل إلى نتيجة، معلنا أنه "كان هناك استعداد لمفاوضات ثانية، لكن واشنطن طرحت شروطا غير مقبولة بالنسبة لنا".

العملية التركية في سورية

وفي ما يتعلق بالعملية العسكرية التركية في شمال سورية، رفضها الرئيس الإيراني، لكنه أعرب عن تفهم إيران لمخاوف أنقرة حيال الحدود مع سورية، مضيفا "لكننا لا نقبل الطريقة التي اختيرت لمعالجتها".

وقال إن "ما يحدث في شمال سورية مؤلم... وأنه ليس جيدا لأن الخسائر كبيرة"، معربا عن قلق إيران تجاه ذلك، داعيا تركيا إلى وقف عمليتها العسكرية.

إلى ذلك، دعا روحاني إلى الحفاظ على عملية "أستانة"، معتبرا أنها "أفضل سبيل" لحل الأزمة السورية، مؤكدا أن الحل هو "في عودة الجيش السوري (للنظام) إلى شمال وشرق سورية".

الناقلة الإيرانية

في الأثناء، أشار روحاني إلى الهجمات التي تعرضت لها الناقلة الإيرانية "سابيتي"، يوم الجمعة الماضي، بالبحر الأحمر قبالة ميناء جدة السعودي، قائلا إن "عدة قذائف أطلقت صوبها لكن أصابتها قذيفتان".

واتهم روحاني "كيانا" لم يسمه بالوقوف وراء الهجوم "بدعم دول أخرى"، نافيا أن تكون مجموعة إرهابية وراءه.

وأضاف أن الكاميرات المركبة على الناقلة تظهر الجهة التي أطلقت منها القذائف، مهددا بالرد على الهجوم بعد انتهاء التحقيقات، قبل أن يضيف أن إيران "لديها خطط لضمان أمن ناقلتها في البحار".