"أوكرانيا غيت": دبلوماسية أميركية تدلي بشهادتها..وتورط مقربين من نتنياهو

"أوكرانيا غيت": دبلوماسية أميركية تدلي بشهادتها...واتهام مقربين من نتنياهو بالتورط في القضية

12 أكتوبر 2019
اعتقال إسرائيليين بتهمة محاولة المساعدة في إدانة بايدن(Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، أن مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متورطون في قضية "أوكرانيا غيت"، التي يتهم فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضغط على الرئيس الأوكراني للمساعدة في إدانة جون بايدن، أحد المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري، في قضايا فساد. في وقت أبلغت السفيرة الأميركية السابقة لدى أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، المحققين في القضية، أمس الجمعة، بأن الأخير سعى لأشهر إلى إزاحتها من منصبها، مؤكدة أن إقالتها تمت في نهاية المطاف بناء على "مزاعم كاذبة" أطلقها أشخاص مشكوك في دوافعهم.

وذكر موقع صحيفة "غلوبس"، أن السلطات الأميركية اعتقلت، أمس، كلا من ليف برنس وإيغور فرومان، وهما يهوديان متدينان هاجرا إلى الولايات المتحدة من روسيا تربطهما علاقة وثيقة بنتنياهو وعائلته وجهات يمينية إسرائيلية، بتهمة محاولة الحصول على معلومات تساعد على إدانة بايدن في قضايا الفساد.

وأشارت الصحيفة إلى أن برنس وفورمان، اللذين يعملان مع روديو جولياني، المحامي الشخصي لترامب، توجّها إلى الملياردير الأوكراني اليهودي إيغور كولميسكي، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية وطلبا منه تقديمهما للرئيس الأوكراني المنتخب حديثا فولوديمير زيلينكسي بناء على طلب ترامب، وذلك لإقناعه بتقديم أدلة تساعد على إدانة بايدن في قضايا فساد.
وحسب الصحيفة، فإن الرجلين متهمان أيضا بجمع تبرعات من جهات خارجية لتمويل حملات ترامب ومرشحين جمهوريين، بشكل يتنافى مع القانون الأميركي.



ولفتت الصحيفة إلى أن برنس وفورمان يزوران إسرائيل بوتيرة عالية ويكثران من الظهور برفقة يئير، النجل الأكبر لنتنياهو، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بسبب علاقتهما الوثيقة بالتيار الديني المتطرف في إسرائيل، فقد منحت منظمة "الإسرائيلي الشاب" الدينية الأرثوذكسية برنس وفورمان جائزة "أحباء صهيون"، لإسهاماتهما في خدمة المصالح الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أن برنس وفورمان على علاقة وثيقة بالملياردير اليهودي الأميركي سايمون فليك، صاحب مجموعة محلات "ديوتي بري"، في الولايات المتحدة، والذي قدم العام الماضي تبرعات بقيمة 6.5 ملايين دولار لتمويل مشاريع استيطانية في الضفة الغربية، إلى جانب تقديمه دعما خاصا للجيوب الاستيطانية اليهودية في مدينة الخليل.




السفيرة السابقة لدى أوكرانيا: ترامب عزلني بسبب مزاعم كاذبة

وفي سياق متّصل بقضية عزل ترامب، أبلغت السفيرة الأميركية السابقة لدى أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، المحققين في قضية عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، بأن الأخير سعى لأشهر إلى إزاحتها من منصبها، مؤكدة أن إقالتها تمت في نهاية المطاف بناء على "مزاعم كاذبة" أطلقها أشخاص مشكوك في دوافعهم.

وفي أول ظهور لمسؤول سابق من إدارة ترامب أمام الكونغرس منذ إعلان هذه الإدارة الحرب على لجنة التحقيق البرلمانية، وجّهت يوفانوفيتش انتقادات قاسية لسلوك إدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، وأوردته وكالة "فرانس برس".

ونقلت الصحيفة عن يوفانوفيتش انتقادها للتقارير "الخيالية" التي روّج لها مقربون من ترامب، قالوا إنها ليست مخلصة له، وقالت إنها لم تفعل شيئاً على الإطلاق لتخريب حملته أو رئاسته. وأبدت السفيرة السابقة قلقها من أن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الذي أبلغها باستدعائها إلى واشنطن، على الرغم من أنها "لم تفعل شيئاً خاطئاً"، أخبرها بأن هناك "حملة منسقة" ضدها، وأن الوزارة كانت تحت ضغط من ترامب، منذ منتصف 2018، لإزاحتها.

ويُعتبر مثول يوفانوفيتش، التي لا تزال موظفة في الحكومة الفدرالية، أمام مجلس النواب، انتصاراً للديمقراطيين، نظراً لموقف البيت الأبيض من التعاون مع التحقيق. وقال الديمقراطيون الذين يقودون التحقيق، إن البيت الأبيض أمر، مساء الخميس، وزارة الخارجية، بمنع يوفانوفيتش من الإدلاء بشهادتها. ولكن، بعد إصدار لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب مذكرة استدعاء بحق يوفانوفيتش، تحدّت السفيرة السابقة إدارة ترامب وأدلت بشهادتها.
وقال رئيس اللجنة آدم شيف ورئيسان آخران للجنتين في بيان، إن "أي جهود يبذلها مسؤولو إدارة ترامب لمنع تعاون الشهود مع اللجان ستعتبر عرقلة".




وجاءت شهادة يوفانوفيتش في الوقت الذي كشف فيه سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، غوردون سوندلاند، أنه هو أيضاً سوف يلتزم بمذكرة استدعاء من مجلس النواب، ويدلي بشهادته أمام الكونغرس الخميس المقبل، متحدياً أوامر الإدارة الأميركية بعدم القيام بذلك.

وسوندلاند، أحد المتبرعين الأثرياء لحملة ترامب الرئاسية لعام 2016، كان أحد المشاركين في مجموعة الرسائل النصية التي تناقش جهود الرئيس للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع ابن المرشح الرئاسي جو بايدن. وأبدى بعض الدبلوماسيين، من خلال هذه الرسائل، قلقهم من ربط الإدارة تقديم مساعدات عسكرية مقابل هذه الخدمة السياسية.

ويبحث الديمقراطيون أيضاً في مجلس النواب، في ما إذا كان إبعاد يوفانوفيتش عن منصبها قد تم لأنها فشلت في مواكبة هذه الخطة.




واعترف ترامب علناً بالسعي إلى إقالة السفيرة، التي وصفها بأنها "أخبار سيئة"، خلال اتصاله مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي. ووفق "نيويورك تايمز"، أبلغت يوفانوفيتش النواب بأن اتصالاتها مع جولياني كانت "محدودة" و"جميعها لا علاقة لها بالأحداث موضع التحقيق". وقالت إنها وجدت أنه "من المثير للريبة أن تختار الحكومة الأميركية إقالة سفير استناداً (...) إلى مزاعم لا أساس لها وكاذبة، من قبل أشخاص لديهم بشكل واضح، دوافع مشكوك فيها". وأشارت يوفانوفيتش إلى أنها تعتقد أنها ربما كانت مستهدفة جزئياً، بسبب ترويجها القوي لجهود مكافحة الفساد. وقالت إن أصحاب العلاقة مع جولياني "ربما اعتقدوا أن سياستنا لمكافحة الفساد في أوكرانيا تعرقل طموحاتهم المالية".