الدول الأوروبية تطالب تركيا بوقف عمليتها العسكرية شمالي سورية

الدول الأوروبية في مجلس الأمن تطالب تركيا بوقف عمليتها العسكرية شمالي سورية

10 أكتوبر 2019
تركيا تسعى لتأمين حدودها (حسين يلديز/الأناضول)
+ الخط -
طالب الأعضاء الأوروبيون الخمسة في مجلس الأمن الدولي، في بيان، الخميس، "تركيا بوقف عملها العسكري الأحادي الجانب" في سورية، وذلك إثر اجتماع طارئ ومغلق، على خلفية العملية التي أطلقها الجيش التركي في شمال شرق سورية، مساء أمس الأربعاء، ضد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة يشكلون تهديداً لها.

وقال دبلوماسيون إن الدول الأوروبية الخمس، فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وبولندا، لم تنجح حتى الآن في دفع جميع أعضاء المجلس للانضمام إلى بيانها، الذي يؤكد "القلق البالغ" لدى الأوروبيين حيال العملية التركية، ولكن من دون التنديد بها، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

إلى ذلك، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا، الخميس، إلى أن "تنهي في أسرع وقت" هجومها في سورية، منبها إياها إلى "خطر مساعدة (داعش) في إعادة بناء خلافته".

وقال ماكرون "أدين بأكبر قدر من الحزم الهجوم العسكري الأحادي الجانب في سورية، وأدعو تركيا إلى إنهائه في أسرع وقت". 

وأضاف في مؤتمر صحافي في ليون (وسط شرق)، أن "خطر مساعدة داعش في إعادة بناء خلافته هو مسؤولية تتحملها تركيا"، بحسب ما أوردت "فرانس برس". كذلك، استدعت باريس، بعد ظهر الخميس، السفير التركي في فرنسا.

وصرحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، بعد ظهر الخميس، لإذاعة فرنسا الدولية، بأن باريس "تريد أن تتخلى تركيا عن هذا التدخل".

وقالت إن "تركيا حليف داخل حلف شمال الأطلسي، وهذا يتيح إجراء محادثات صريحة مع هذا البلد"، مضيفة "تحدثت بعد ظهر اليوم إلى وزير الدفاع التركي، ولا أخفيكم أن النقاش كان ساخنا". 

وتابعت بارلي: "ما نريد تحقيقه هو أن توقف تركيا هذا التدخل، أن تتخلى عنه. هذا ما طلبته من زميلي (...) جميعنا ندرك مصالح تركيا الأمنية، ولكن ينبغي أن توقف هذه الهجمات".

من جهتها، أعلنت النرويج، العضو في حلف شمال الأطلسي، تعليق تصدير أي شحنة أسلحة جديدة لأنقرة على خلفية العملية التركية في شمال شرقي سورية.

وقالت وزيرة الخارجية النرويجية، اين اريكسن سوريدي، لـ"فرانس برس": "لأن الوضع معقد ويتغير بسرعة، لن تنظر وزارة الخارجية في سياق إجراء وقائي في أي طلبات لتصدير معدات دفاعية ومعدات ذات استخدامات مختلفة (...) إلى تركيا حتى إشعار آخر".

في المقابل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إن التوغل التركي لن يصل إلى أكثر من 30 كيلومتراً في عمق شمال شرق سورية، مضيفاً في تصريحات لمحطة "سي.إن.إن ترك"، أن التهديد الأمني الذي تقول تركيا إنها تواجهه من وجود مليشيات كردية على حدودها "سينتهي إذا تم تطهير المنطقة".

وقال: "عندما نتوغل لعمق 30 كيلومتراً في المنطقة الآمنة سيتم القضاء على الإرهاب".
وأضاف أن "تركيا لديها الحق في استخدام المجال الجوي فوق سورية في إطار حملتها"، مشدداً على أن "لدينا الحق في استخدام هذا المجال الجوي. هذا المجال الجوي ليس ملكاً للولايات المتحدة. ليس لديها حق في السيطرة على هذا المجال الجوي".

وبشأن طول المنطقة الآمنة، أوضح أنها "لن تكون على مسافة 120 كم وحسب، بل يجب أن تشمل كامل المنطقة الحدودية، وهو ما سنفعله مع الوقت. والآن يجب الإسراع بالعملية، لأن ذلك يؤدي إلى استقرار المنطقة".

والأربعاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إطلاق جيش بلاده، بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرقيّ نهر الفرات، شمال سورية، لـ"تطهيرها" من المليشيات الكردية وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.