مصادر عراقية تكشف هوية الشخصيات التي زارت الأراضي المحتلة

مصادر عراقية تكشف لـ"العربي الجديد" هوية الشخصيات التي زارت الأراضي الفلسطينية المحتلة

07 يناير 2019
دخلت مراد الأراضي المحتلة بجواز سفرها العراقي(Getty)
+ الخط -

ردّ مسؤول عراقي رفيع في بغداد، اليوم الإثنين، في حديث لـ"العربي الجديد"، على المعلومات والتقارير التي نشرتها وسائل إعلام الكيان الصهيوني، والتي تتعلق بزيارة وفود عراقية إلى الأراضي المحتلة ولقاء مسؤولين إسرائيليين، واصفاً إياها بـ"المضللة"، مؤكداً أن لا وفود عراقية زارت دولة الاحتلال بل شخصيات تقيم خارج العراق وتمتلك جميعها جوازات سفر أوروبية وأميركية، وهي قد شاركت في أنشطة تقيمها منظمات صهيونية بالخارج، وتستهدف العرب على وجه التحديد، وذلك باستثناء العراقية الكردية نادية مراد، التي دخلت الأراضي المحتلة بجواز سفرها العراقي.

في هذه الأثناء، طالب البرلمان العراقي رسمياً وزارة الخارجية بالتحقق من دقة المعلومات الإسرائيلية حول زيارة الوفود العراقية.

وكانت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي قد نشرت في وقت سابق اليوم الإثنين، تقريراً نقلاً عن مسؤولين في سلطة الاحتلال، تتحدث عن أن ثلاثة وفود مكونة من 15 شخصية عراقية، بينها شخصيات دينية بارزة، من الشيعة والسنة، زارت الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبحسب التقرير، فإن هذه الوفود أجرت لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين رسميين في الأراضي المحتلة، وقامت بجولات في أنحاء مختلفة منها، ومن ضمنها زيارة لمتحف ضحايا المحرقة النازية "ياد فشيم"، ولقاءات مع شخصيات أكاديمية إسرائيلية ترتبط بالجاليات اليهودية من العراق التي هاجرت إلى فلسطين. 

وزعم التقرير الإسرائيلي أن الزيارات تمّت بسرّية، بفعل خوف أعضاء هذه الوفود على حياتهم بسبب الوجود العسكري المكثف لإيران في العراق، مضيفاً أن العراق "يحمل أخيراً توجهات إيجابية تجاه إسرائيل". 

وحول صحة هذا التقرير، قال مسؤول عراقي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، إن "المعلومات التي لدينا تؤكد أن أحداً لم يغادر العراق لزيارة ذلك الكيان".

وشدد المسؤول العراقي، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، على أن "العراقيين يعتبرون موضوع فلسطين مرتبطاً بشرفهم كعرب ومسلمين، وما جرى هو زيارة شخصيات تقيم منذ سنوات طويلة في الولايات المتحدة وأوروبا، ووجهت لهم دعوات من جمعيات ومنظمات صهيونية، وقبلوا بها"، مؤكداً أن أياً من هؤلاء لم يزر الأراضي الفلسطينية المحتلة بجواز السفر العراقي، وأنهم لا يمكنهم فعل ذلك، لأن وجود ختم سلطة الاحتلال على جواز السفر يعرض صاحبه لسلطة القانون العراقي الذي يمنع زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وفي هذا الصدد، استدرك المسؤول بالقول إن "الشخصية الوحيدة التي زارت الكيان الصهيوني بالجواز العراقي، هي نادية مراد، التي قامت بذلك بصحبة ناشطين أكراد آخرين، وذهبت تحت غطاء الأمم المتحدة، ولكنها بعد هذه الزيارة فقدت كل تعاطف العراقيين معها، بمن فيهم العراقيون الايزيديون".

وكشف المسؤول العراقي عن وجود توجه للتحقق من نشاط منظمات وجمعيات في إقليم كردستان يعتقد أن لها صلة بشخصيات صهيونية، مثل الصهيوني إدوين شكر الذي يقود حملات منذ مدة على مواقع التواصل تحت مزاعم إعادة الجنسية العراقية لليهود.

في هذه الأثناء، أعلن نائب رئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي عن توجيه لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان بالتحقيق في دقة المعلومات التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية، والكشف عن أسماء من زاروا فعلاً الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضح بيان للكعبي نشر بشكل عاجل أنه وجّه وزارة الخارجية بالتحقيق في ما ورد في وسائل إعلام للاحتلال بشأن زيارة ثلاثة وفود عراقية الى "إسرائيل"، مشدداً على أن "قضية الذهاب للأراضي المحتلة خط أحمر، ومسألة حساسة للغاية بالنسبة للمسلمين من أقصى مشارق الأرض حتى مغاربها".


من جهته، رجح عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، فرات التميمي، أن يكون ما أعلنته خارجية الاحتلال عن زيارة ثلاثة وفود حزبية عراقية إليها "جزءاً من لعبة هدفها خلق فتنة داخل العراق"، مشيراً إلى أن الموضوع من اختصاص جهازي الاستخبارات والأمن الوطني العراقيين، وهما المعنيان بتوضيح حقيقة تلك الادعاءات أو نفيها.

وأوضح التميمي، في تصريح لموقع إخباري عراقي محلي، أن "اللجنة لديها استضافة يوم الأربعاء المقبل لوزير الخارجية، وسيتم خلالها طرح مواضيع عدة تخص الشؤون الخارجية للبلد، وسيتم من بينها طرح قضية ما تم تداوله من تصريحات نسبت للوزير حول موقفه من حل الدولتين للقضية الفلسطينية"، مبيناً أن "ما طرح عن زيارة وفود حزبية عراقية إلى إسرائيل سيتم طرحه أيضاً ضمن الاستضافة كموضوع جانبي من باب الاستيضاح كونه ليس من اختصاص وزارة الخارجية، على اعتبار أن الزيارة، إن حصلت فعلياً، فلن تكون بعلم أو موافقة وزارة الخارجية".

 

 

المساهمون