تظاهرة لأنصار المعارضة الفنزويلية...وترامب: الكفاح من أجل الحرّية بدأ

المعارضة الفنزويلية تطالب الجيش بدعم غوايدو... وترامب: الكفاح من أجل الحرّية بدأ

30 يناير 2019
طالب المتظاهرون بانتخابات حرة (فيديريكو بارا/ فرانس برس)
+ الخط -
نظم أنصار المعارضة الفنزويلية الرافضون لمشروعية الرئيس نيكولاس مادورو، الأربعاء، مظاهرات في شوارع العاصمة كاركاس.

وخرج أنصار المعارضة إلى الشوارع استجابة لدعوة رئيس البرلمان خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، وحظي بدعم عدد من البلدان الغربية وبلدان أميركا اللاتينية.

ورفع المتظاهرون في مناطق مختلفة من كاركاس، الأعلام الفنزويلية ولافتات كُتب عليها "النهاية لاغتصاب الحكم، حكومة انتقالية، انتخابات حرة".

وطالب المتظاهرون الجيش بتقديم الدعم لغوايدو، والمساعدة في إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

من جهة أخرى، قال غوايدو، خلال كلمة ألقاها في جامعة فنزويلا المركزية، "ظنوا اليوم أن الشعب الفنزويلي سيخاف، لكننا اليوم والسبت في الشوارع".

وأضاف على حسابه في "تويتر": "نحن مثال للتنظيم والقوة. مع كل احتجاج نقترب أكثر من الحرية والمساعدات الإنسانية التي نستحقها. ننظم مظاهرات سلمية ونعد أنفسنا ليوم السبت".

"لقاءات سرية" للمعارضة مع الجيش

وعلى صعيد متصل، كتب غوايدو، الأربعاء في صحيفة "نيويورك تايمز"، أنّ دعم الجيش الفنزويلي "حاسم" من أجل التوصّل إلى إطاحة مادورو.

وأشار إلى أنّه تمّ عقد اجتماعات سرّية مع عناصر من قوّات الأمن، مؤكّداً أنّ معظم محاوريه اتّفقوا على أنّ الوضع الحالي في فنزويلا لا يمكن أن يستمرّ.

وشدد على أنّ "سحب دعم الجيش لمادورو حاسمٌ من أجل السّماح بتغيير الحكومة. ومعظم الذين يرتدون الزيّ العسكري يتّفقون على أنّ المعاناة الحاليّة في البلاد لا تُطاق". 

وأضاف "سيحتاج الانتقال إلى دعم الوحدات العسكريّة الرئيسيّة. لقد أجرينا محادثات سرّية مع أفراد من القوّات المسلّحة وقوّات الأمن".

من جهتها، نشرت المتحدّثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز، على تويتر رابط مقال غوايدو وكتبت "أميركا تقف إلى جانب شعب فنزويلا".

ويُقدّم غوايدو، اليوم الخميس، خطّته لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة.


وكتب غوايدو على تويتر "سنعمل على جعل الاقتصاد مستقرّاً، وسنستجيب على الفور لحالة الطوارئ الإنسانيّة، ونُعيد الخدمات العامّة ونتغلّب على الفقر". وأضاف "نحن نعرف كيف نُحقّق ذلك".


تظاهرة مضادة

في سياق تصاعد الأزمة، طالب النائب الأول لرئيس الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في فنزويلا، ديوسدادو كابيلو، أنصار النظام بتنظيم مسيرة السبت المقبل، بالتزامن مع مظاهرات تعتزم المعارضة تنظيمها.

وعبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وجه كابيلو، الذي يعتبر أحد أهم أسماء النظام الفنزويلي، دعوة لمؤيدي الرئيس مادورو إلى الخروج في مسيرة يوم السبت 2 فبراير/شباط المقبل، مشيرًا إلى أن ذلك اليوم يمثل الذكرى الـ20 لتولي الرئيس الراحل هوغو تشافيز السلطة.

وتابع "لا بد من اتحاد محبي الوطن وتجمعهم ضد الهجمات الإمبريالية، والنصر سيكون حليفنا".

وكان مادورو قد أبدى الأربعاء استعداده لتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة والتفاوض مع المعارضة، إلا أن الأخيرة رفضت الدعوة ودعت للنزول إلى الشارع.

واتهم مادورو بعض العسكريين المنشقين بأنهم يتآمرون من كولومبيا "لتقسيم القوات المسلحة".

كما دعا الأميركيين، في رسالة عبر الفيديو بثها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى "تجنب تكرار حرب فيتنام".

وقال "أريد أن أبعث برسالة إلى شعب الولايات المتحدة لتنبيهه إلى حملة الإعلام والاتصالات والحرب النفسية التي تشعلها وسائل الإعلام الدولية، وخاصة وسائل الإعلام الأميركية ضد فنزويلا. أطلب دعم شعب الولايات المتحدة حتى لا تكون هناك فيتنام جديدة".

وأضاف "إنهم (مسؤولو الولايات المتحدة) يريدون وضع أيديهم على نفطنا كما فعلوا في العراق، وكما فعلوا في ليبيا"، مشيراً إلى أن فنزويلا لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم.

ترامب يدعم

وفي تغريدة على "تويتر" كتب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب: "تحدثت اليوم مع الرئيس الفنزويلي بالنيابة خوان غوايدو لكي أهنئه على توليه التاريخي للمنصب الرئاسي وشددت على الدعم القوي الذي توفره الولايات المتحدة الأميركية لنضال فنزويلا من أجل استعادة ديمقراطيتها...".

وأضاف في تغريدة لاحقة "احتجاجات كبيرة تعم كافة أرجاء فنزويلا ضد مادورو. الكفاح من أجل الحرية قد بدأ".


قناة دبلوماسية مع مادورو

إلى ذلك، أعلن المبعوث الأميركي إليوت أبرامز، الأربعاء، أنّ الولايات المتّحدة احتفظت بقناة دبلوماسيّة مع نظام مادورو، وذلك على الرّغم من اعتبارها أنّه غير شرعي واعترافها بغوايدو "رئيساً بالوكالة" لفنزويلا.

وقال أبرامز، الذي تمّ تعيينه في الآونة الأخيرة مبعوثاً إلى فنزويلا، لصحافيّين "لدينا اتّصالات مع نظام الأمر الواقع، وأعني بذلك نظام مادورو. لدينا اتّصالات معه لأنّنا قلقون حيال مسائل مثل سلامة الأميركيّين". 

وأضاف "لدينا منذ زمن طويل، في بلدان كثيرة، اتّصالات مع أشخاص لا يتمتّعون باعترافنا الدّبلوماسي. هذه ليست مشكلة عندما يكون الأمر في مصلحة الولايات المتّحدة". 

وقال أبرامز إنّ الإدارة الأميركية قلقة حيال "آلاف الأميركيّين في فنزويلا"، مضيفاً "لقد قُلنا بوضوح إنّ هذا هو همّنا الأوّل، وبخاصّةٍ لنظام مادورو المُلزَم بحماية السّفارات". 

مؤتمر للدول "المحايدة"

في غضون ذلك، أعلنت الأوروغواي والمكسيك الأربعاء تنظيم مؤتمر دولي في 7 فبراير/ شباط في مونتيفيديو يجمع البلدان والمنظّمات الدوليّة التي تتّخذ "موقفاً محايداً" إزاء الأزمة في فنزويلا.

وقالت رئاسة الأوروغواي في بيان إنّ "حكومتَي الأوروغواي والمكسيك، بالنظر إلى موقفهما الحيادي إزاء فنزويلا، تُنظّمان مؤتمراً دوليّاً مع ممثّلي الدول والمنظّمات الدولية التي تشترك في هذا الموقف".

وتقول الأوروغواي والمكسيك، اللتان لم تعترفا بالمعارض خوان غوايدو "رئيساً بالوكالة" لفنزويلا، إنّهما تستجيبان من خلال هذا المؤتمر "لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للمراهنة على الحوار".


وتأمل الأوروغواي والمكسيك في أن تُشارك أكثر من عشر دول ومنظّمة دوليّة في هذا المؤتمر.

وتشهد فنزويلا توتراً متصاعداً منذ 23 يناير/كانون الثاني الجاري، إثر إعلان غوايدو، نفسه "رئيساً مؤقتاً" للبلاد، وإعلان الرئيس مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، متهماً إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده.

وسارع ترامب، إلى الاعتراف بزعيم المعارضة "رئيساً انتقالياً"، وتبعته كل من كندا، وكولومبيا، وبيرو، والإكوادور، وباراغواي، والبرازيل، وشيلي، وبنما، والأرجنتين، وكوستاريكا، وغواتيمالا ثم بريطانيا.

وأسفرت تسعة أيام من التظاهرات عن حوالي أربعين قتيلاً وأكثر من 850 موقوفاً، بحسب الأمم المتحدة.

ويتوقع أن تشهد البلاد مزيداً من التظاهرات السبت، سواء في معسكر المعارضة أو الحكومة. 


(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون