النظام يدفع بتعزيزات عسكرية إلى إدلب: انهيار اتفاق سوتشي؟

النظام السوري يدفع بتعزيزات عسكرية إلى إدلب: انهيار اتفاق سوتشي؟

28 يناير 2019
يعيش بـ"المنطقة منزوعة السلاح" أربعة ملايين مدني (Getty)
+ الخط -

دفعت قوات النظام السوري خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى حدود "المنطقة منزوعة السلاح" في محافظة إدلب شمال غرب سورية، وذلك بالتزامن مع التصريحات الروسية والتركية المتبادلة مؤخراً حول آلية تطبيق اتفاق سوتشي الخاص بالمحافظة، ما يهدد باحتمال تفككه.

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" إرسال قوات النظام دفعات عدة من التعزيزات العسكرية خلال الأيام الماضية نحو ريف حماة الشمالي، موضحة أن هذه الدفعات التي وصل آخرها أمس الأحد، "شملت أعداداً كبيرة من المقاتلين وآليات عسكرية متنوّعة".

في المقابل، ذكرت صحيفة "الوطن" المقرّبة من النظام السوري، أن "جيش النظام السوري استقدم خلال اليومين الماضيين أرتالاً عسكرية جديدة من الأسلحة الثقيلة والدبابات والآليات، انضمت إلى تعزيزاته التي انتشرت حشودها على جبهات ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي".

ونقلت الصحيفة التي يملكها رامي مخلوف في عددها الصادر اليوم، عن مصدر عسكري في جيش النظام أن "جهوزية الجيش عالية لتنفيذ أي مهمة تطلب منه، بدليل إحباطه كل عمليات التسلل، واستهدافه أي تحرك معاد كما حدث أمس خلال تعامله بالوسائط النارية المناسبة مع المعارضة خلال نقلهم عتاداً عسكرياً باتجاه النقاط المتقدمة في بلدات الخوين والتمانعة والزرزور، جنوب شرق إدلب وإيقاع قتلى وجرحى في صفوفهم وتدمير آليات عسكرية بحوزتهم"، بحسب تعبير المصدر.

ويأتي ذلك بينما تخضع محافظة إدلب وريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي لاتفاق "المنطقة منزوعة السلاح" الذي توصّل إليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي الروسي الساحلي.

وينص الاتفاق، على إنشاء منطقة "منزوعة السلاح الثقيل" بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة بعرض 15 - 20 كيلومتراً، في مناطق تمركز نقاط المراقبة الروسية والتركية، ووقف أي هجمات من قبل الجانبين.

لكن يبدو أن هذا الاتفاق مهدد بالتفكّك، بسبب التصريحات الروسية والتركية المتبادلة خلال الأيام الماضية حول آلية تطبيقه.

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف أعرب في حديث لقناة "روسيا-1" عن قلق كل من موسكو ودمشق إزاء تطورات الأوضاع في إدلب شمال غربي سورية، لافتاً إلى أن الاتفاقات مع الجانب التركي حول هذه المنطقة لا يتم تنفيذها بالكامل.

واعتبر بسكوف أن عمليات تركيا داخل الأراضي السورية وفقاً لاتفاق أضنة يجب ألا تؤدي إلى ظهور كيانات إقليمية منفصلة في المناطق الحدودية، وألا تنتهك وحدة سورية. ولفت إلى أن "أي عمليات عسكرية تركية داخل الأراضي السورية يجب أن تراعي بدقة وصرامة  سلامة ووحدة التراب الوطني في هذا البلد".

وكانت وسائل إعلام روسية قد كشفت أمس الأحد أن الدفاعات الصاروخية السورية تصدّت لهجوم جوّي بطائرات مسيّرة على قاعدة حميميم العسكرية الروسية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.

ويرى مراقبون أن روسيا تستخدم ذريعة الاستهداف الجوي لقاعدة حميميم كمقدّمة لأي هجوم عسكري تريد أن تشنّه على مواقع المعارضة السورية.

وذكر "مركز إدلب الإعلامي" أمس، أن النظام قام بقصف صاروخي على قرية القصّابية وبلدة ترملا، في المنطقة منزوعة السلاح بريف إدلب الجنوبي.

ويعيش في "المنطقة منزوعة السلاح" نحو أربعة ملايين مدني، جلّهم من السكّان الأساسيين للمنطقة، ومعهم مهجّرون من حزام العاصمة السورية دمشق، وريف حمص الشمالي وحي الوعر الحمصي وريف حماة الجنوبي وشرق حلب والقلمون.