واشنطن: مؤتمر بولندا سيبحث الخطوط العريضة لأمنٍ أقوى بالمنطقة

واشنطن تنفي نيتها "شيطنة" إيران: مؤتمر بولندا سيبحث هيكل أمنٍ أقوى بالمنطقة

23 يناير 2019
انتقدت روسيا في مجلس الأمن المؤتمر البولندي المزمع عقده(Getty)
+ الخط -
وصفت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، المؤتمر الدولي المنوي عقده في شهر شباط/فبراير المقبل في بولندا لـ"تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، بأنه "جلسة عصف ذهني لوضع الخطوط العريضة لهيكل أمن أقوى" في المنطقة، ولا يهدف إلى "شيطنة" إيران، ولكنه سيناقش التطوير الصاروخي، من دون أن يتطرق إلى "مزايا" الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في عهد دونالد ترامب.

وأكد نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، جوناثان كوهين، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أن المؤتمر الذي يعقد في وارسو يومي 13 و14 فبراير برعاية الولايات المتحدة وبولندا لا يهدف أيضاً إلى مناقشة مزايا الاتفاق النووي الإيراني، الذي وقع في العام 2015 بين طهران ومجموعة الـ5+1، والذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي.

وجاءت تعليقات كوهين بعد تغريدة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف شجب فيها المؤتمر ووصفه بـ"سيرك" أميركي مناهض لإيران.

ووصف كوهين الاجتماع الوزاري بأنه جلسة عصف ذهني "لوضع الخطوط العريضة لهيكل أمن أقوى" في الشرق الأوسط، مع جلسات لبحث الأزمة الإنسانية في سورية واليمن، والتطوير الصاروخي والتطرف والأمن الإلكتروني. وأضاف أنه من المهم أيضاً توضيح أن هذا الاجتماع الوزاري "ليس منتدى لإعادة النظر في مميزات الاتفاق النووي الإيراني".

وقال كوهين في هذا الصدد إنه "بينما عبرنا عن شواغلنا بشأن الاتفاق، نحترم قرارات الدول الأخرى في دعمه...كما أنه ليس ساحة لشيطنة أو مهاجمة إيران".

كما ذكر الدبلوماسي الأميركي أن وزير الخارجية مايك بومبيو "وضع استراتيجية واضحة للتوصل إلى اتفاق شامل جديد مع إيران، مبني على الفهم العالمي المشترك بأن إيران يجب أن تتوقف عن أنشطتها التي تزعزع الاستقرار". لكن كوهين قال إن المؤتمر سيقر بالحاجة إلى اتخاذ إجراء ضد برنامج إيران الصاروخي، وأنفاق "حزب الله" من لبنان إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، و"العمل الاستفزازي غير المقبول من قبل النظامين الإيراني والسوري" في إطلاق صاروخ من سورية على الأراضي المحتلة نهاية الأسبوع الماضي.

وأشار كوهين أيضاً إلى أن هذه الأنشطة، من بين أمور أخرى، هي "عوامل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، لكن نطاق المناقشة سيكون أوسع بكثير من أي بلد أو مجموعة من القضايا...كدليل على ذلك، تمت دعوة دول من جميع أنحاء العالم للمشاركة".

أوضح كوهين أنه سيكون هناك "حوار فعال وتفكير تعاوني بهدف المساهمة في شرق أوسط أكثر سلاماً واستقراراً ورخاء"، مضيفاً أن هذا سيكون "نهجاً أكثر إنتاجية" من الاجتماعات الشهرية لمجلس الأمن التي تركز على الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

من جهتها، انتقدت روسيا اليوم المؤتمر البولندي، محذرة من "نتائجه العكسية" بسبب تركيزه بشكل كبير على مجابهة إيران.

وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، إن المؤتمر سيعجز عن تحقيق الأمن في الشرق الأوسط بسبب "تعلقه بدولة واحدة"، وعجزه عن مناقشة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتساءل نيبينزيا خلال نقاش عن الوضع في الشرق الأوسط في المجلس: "لماذا لا يدعو المؤتمر إيران، وهي أحدى أهم وأكبر دول المنطقة؟". وتابع أنّ "محاولات خلق نوع من التحالفات العسكرية في المنطقة، عبر عقد مؤتمرات والتركيز على توجه أحادي مرتبط بشكل واضح بإيران، ستكون نتائجه عكسية".

ورأى الدبلوماسي الروسي أنّ هذا الإجراء "يبعد أكثر احتمالات إيجاد بنية أمنية حقيقية للمنطقة".

وفي موسكو، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً يؤكد عدم حضور موسكو اللقاء الذي وصفته بأنّه "منتدى معادٍ لإيران" ومحاولة خلق ظروف لإضعاف الاتفاق النووي الإيراني.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)