العاهل الإسباني إلى المغرب منتصف فبراير المقبل

العاهل الإسباني إلى المغرب منتصف فبراير المقبل

21 يناير 2019
علاقات وثيقة بين العائلتين الملكيتين بالبلدين (أورلين مونيير/فرانس برس)
+ الخط -
أفادت مصادر دبلوماسية وإعلامية إسبانية بأن العاهل الإسباني فيليبي السادس وعقيلته ليتيزيا سيقومان بزيارة رسمية إلى المغرب يومي 13 و14 فبراير/ شباط المقبل، وذلك في ثاني زيارة له إلى المملكة منذ توليه العرش الإسباني قبل حوالي خمس سنوات.

ومن المرتقب أن يلتقي العاهل الإسباني بالملك محمد السادس يوم 13 فبراير/ شباط المقبل، كما قد يحضر معرض الكتاب الدولي الذي سيقام في الفترة ذاتها بمدينة الدار البيضاء، على اعتبار أن إسبانيا ضيف شرف المعرض، ويترأس منتدى اقتصاديا لعشرات رجال الأعمال الإسبان والمغاربة.

وتم تأجيل زيارة الملك فيليبي السادس عدة مرات، حيث كان من المنتظر أن تتم في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، إلا أن المغرب طلب تأجيلها نظراً لمشاركة الملك محمد السادس في قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، التي عقدت في ساحل العاج، كما تم تأجيلها في شهر يناير/ كانون الثاني 2018 بناءً على طلب المغرب، بالنظر لعدم تناسبها مع أجندة العاهل المغربي، وكذلك في شهر مارس/ آذار الماضي.

وقال الخبير في العلاقات الإسبانية المغربية سمير بنيس إن عدم حماسة السلطات المغربية لتحديد تاريخ زيارة العاهل الإسباني للمغرب خلق بعض التوجس في إسبانيا، عزاه مراقبون إلى بعض الفتور الذي تشهده العلاقات بين البلدين.

وأوضح بنيس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة الإسبانية أكدت أكثر من مرة أن العلاقات بين البلدين تمرّ في أحسن الظروف، وأن عدم تحديد تاريخ زيارة العاهل الإسباني للمغرب مرده إلى عدم تناسب أجندة الملك محمد السادس مع التواريخ التي اقترحتها السلطات الإسبانية، بالإضافة إلى الظروف الصحية التي مر بها العاهل المغربي، خاصة بعد خضوعه لعملية جراحية في باريس في مارس/ آذار الماضي، تطلبت منه الخضوع لفترة نقاهة".  

وتولي الصحافة الإسبانية والمراقبون الإسبان أهمية كبيرة للزيارات التي يقوم بها العاهل الإسباني للمغرب، والتي تعتبر ذات دلالات سياسية قوية، فمنذ السنوات الأولى للانتقال الديمقراطي في إسبانيا فور وصول الملك السابق خوان كارلوس للحكم عام 1975، وخاصة بعد الانتخابات التشريعية سنة 1982، والتي أسفرت عن وصول الحزب الاشتراكي للحكم، عملت إسبانيا على تعزيز العلاقات بين العائلتين الملكيتين المغربية والإسبانية، وعلى خلق قنوات اتصال مباشر بين عاهلي البلدين. 

وعلى مر السنين، أصبح المسؤولون الإسبان ينظرون للعلاقات القوية التي تجمع بين العائلتين بمثابة "صمام أمان" للعلاقات بين المغرب وإسبانيا


ويسجل بنيس أنه "باستثناء رئيس الوزراء السابق، خوسيه ماريا أثنار، الذي عمل على تهميش دور العائلة الملكية الإسبانية في العلاقات بين البلدين، عمل كل رؤساء الحكومات السابقة على تعزيز ذلك الدور، وعلى اللجوء إليه كلما مرت العلاقات بين البلدين بفترات توتر أو فتور". 

ويرى المحلل ذاته أن العاهل الإسباني فيليبي يسعى للحفاظ على التقليد نفسه وعلى الروابط القوية التي تجمع بين العائلتين الملكيتين للبلدين، بل إنه يسعى إلى تعزيزها أكثر من السابق، موردا أنه بينما لم يزر العاهل الإسباني السابق خوان كارلوس المغرب إلا في مناسبتين، مرة في عام 1979 والمرة الثانية عام 2005، إلا أن الزيارة المرتقبة للملك فيليبي السادس في فبراير/ شباط ستكون هي الثانية خلال أقل من خمس سنوات. 

وتوقع بنيس أن تسفر هذه الزيارة عن التوقيع على العديد من الاتفاقيات التي تسعى لتعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، حيث من المنتظر أن يصحب العاهل الإسباني وفد وزاري مهم يترأسه وزيرا الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى وفد مهم من رجال الأعمال الإسبان.