إسرائيل تفتتح مطاراً في إيلات وسط اعتراض أردني "خجول"

إسرائيل تفتتح مطاراً في إيلات وسط اعتراض أردني "خجول"

21 يناير 2019
نتنياهو في افتتاح مطار إيلات (ميناهيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -
رغم تقديم الأردن اعتراضاً جديداً على افتتاح الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مطارا في إيلات قرب الحدود، إلا أن الخطوة الأردنية اعتبرت "ردا خجولا" يحمل "موافقة ضمنية على إنشائه"، مادام الرفض في مجمله يتعلق بـ"جوانب فنية".

ويقع المطار الجديد، الذي افتتحه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم في منطقة تمناع على بعد 18 كلم شمال إيلات على البحر الأحمر قرب الحدود الأردنية. 

وشدد رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية هيثم ميستو، على موقف الأردن "الرافض لإقامة مطار تمناع الإسرائيلي في موقعه الحالي، وقرار تشغيله الأحادي الجانب، إلا إذا التزمت إسرائيل المعايير الدولية واتخذت الإجراءات التي تضمن المصالح الأردنية كاملة".

وأوضح ميستو، في تصريح صحافي اليوم الإثنين، أنّ الرفض يتعلّق بـ"مخالفة المطار للمعايير الدولية فيما يتعلق باحترام سيادة الأجواء والأراضي للدول الأخرى عند تشغيله".

وأكّد ضرورة "التزام إسرائيل باتفاقية شيكاغو للطيران المدني لعام 1944 الموقعة من قبل 192 دولة في العالم، من ضمنها الأردن وإسرائيل، وهي اتفاقية ملزمة لجميع الأطراف".

ولفت إلى أنّ الحكومة الأردنية، ممثلة بهيئة تنظيم الطيران المدني، بصفتها الجهة المختصة بهذا الموضوع، قامت بإبلاغ منظمة الطيران المدني الدولي بـ"اعتراض المملكة الشديد على هذه المخالفة، والتأكيد على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تقيد إسرائيل بالمعايير الدولية".

كما قامت الهيئة بـ"التواصل مع سلطة الطيران المدني الإسرائيلي بهذا الخصوص، وإعلامها بضرورة عدم اتخاذ قرار التشغيل للمطار بشكل أحادي الجانب إلى أن يتم حل جميع الأمور العالقة تحت المظلة الدولية".

وأبرز أنّ الحكومة الأردنية "تحتفظ بجميع الخيارات لضمان الدفاع وحماية مصالح المملكة، وهي تتابع هذا الأمر مع منظمة الطيران المدني الدولي لضمان الوصول إلى حل بهذا الخصوص وفق القوانين والمعايير الدولية".

وفي وقت سابق اليوم الإثنين، أكد مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" أن الأردن قدم اعتراضاً جديداً لدى "جهات دولية" على إقامة إسرائيل لمطار في إيلات دون أن يفصح المصدر عن تلك الجهات الدولية.

وأوضح مصدر مسؤول لـ"العربي الجديد" أن الاعتراض فني وقدم من خلال الجهات المسؤولة على رأسها وزارة النقل، مشيراً إلى أن "موقع المطار لا يتوافق مع المعايير الدولية". 

وحاول "العربي الجديد" التواصل مع وزير النقل إلا أنه لم يتم الحصول على رد.

وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية قالت، في بيان صدر في 23 يناير/ كانون الثاني 2015، إن الأردن "عبر عن رفضه التام لإقامة المطار لاعتبارات فنية وقانونية متعددة".

ما قيمة الاعتراض يوم الافتتاح؟

غير أنّ الموقف الأردني الرسمي، لم يمنع ناشطين من اعتباره "اعتراضاً خجولاً" يحمل موافقة ضمنية، وهو ما عبّر عنه الناشط النقابي ميسرة ملص، إذ علّق قائلًا إن "هذا الاعتراض أتى مبكرا من قبل الحكومة"، قبل أن يتساءل: "ما قيمة الاعتراض في اليوم الذي يتم فيه الإعلان عن افتتاح المطار؟".


وأضاف ملص، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الاعتراض والاحتجاج الخجول في هذا التوقيت يعني أن هناك موافقة أردنية رسمية على المشروع، والاعتراض ليس أكثر من محاولة تسجيل موقف"، مشددا على أن "هذا الموضوع كان يجب أن يواجه بشكل قوي ومباشر من أعلى السلطات في الدولة منذ الإعلان عن المشروع في عام 2013، وبشكل مستمر، ولا يتم التعامل معه كقضية هامشية".

وحول عدم وجود فعاليات شعبية خلال الفترة الماضية للاعتراض على مشروع المطار، قال الناشط النقابي إن "هذه المؤسسات تم إضعافها وحرقها، ولم تعد تحرك ساكنا، وهذا ما شهدناه خلال الأيام الماضية بالاعتراض على المشاركة الأردنية في "منتدى غاز شرق المتوسط"، والإمعان في التطبيع مع إسرائيل".

وحاول نواب أردنيون عام 2015 طرح الثقة بوزير الخارجية الأردني في ذلك الوقت ناصر جودة بعد استجواب النائب رولى الحروب له حول إنشاء المطار. 

يشار إلى أن المطار سيكون قادراً على استقبال ما يصل إلى مليوني مسافر سنوياً، وحتى 4.2 ملايين شخص بحلول العام 2030، بحسب موقع المطار الإلكتروني الرسمي.

وقد أطلقت إسرائيل على المطار الجديد اسم "إيلان رامون"، نسبة إلى رائد الفضاء الإسرائيلي الأول الذي قتل في حادث تحطم مكوك الفضاء "كولومبيا" عام 2003.

وأعلن وزير النقل الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في الأول من يناير/ كانون الثاني، أن المطار الجديد "سيُستخدم في البداية لرحلات داخلية، على أن يستقبل لاحقا رحلات تجارية دولية".