النظام السوري يقصف محيط إدلب... و"تحرير الشام" تفاوض المعارضة

النظام السوري يقصف محيط إدلب... و"تحرير الشام" تفاوض المعارضة

11 يناير 2019
قصفت قوات النظام مناطق بريف حلب (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -
قصفت قوات النظام، اليوم الجمعة، مناطق في ريف إدلب الشرقي، وريف حلب الجنوبي، شمالي سورية، فيما تجري "هيئة تحرير الشام" مفاوضات مع عناصر المعارضة الرافضين لها، والراغبين في الخروج من مناطق سيطرتها، وذلك بهدف إقناع العناصر بـ"بيعة" قائد الهيئة أبو محمد الجولاني.

كما وصلت تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام إلى ريف حماة الشمالي، بالتزامن مع اقتراب "هيئة تحرير الشام"، من بسط نفوذها على كامل المناطق التي تخضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية المنضوية في "الجبهة الوطنية للتحرير".

وقال الناشط محمد الإدلبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام قصفت أطراف بلدة جرجناز ومحيطها في ريف إدلب الشرقي بالمدفعية الثقيلة، وطاول القصف أيضاً قرى الخوين وأم جلال والسكيك في جنوب شرقي إدلب، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية.

وتزامن ذلك مع قصف مماثل على قرية الحميرة الواقعة في ريف حلب الجنوبي، ضمن المنطقة منزوعة السلاح الثقيل؛ المنصوص عليها في اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا.

وطاول القصف، فجر اليوم، مناطق ومزارع وأحياء في بلدات وقرى اللطامنة وحصرايا والزكاة والجنابرة في ريف حماة الشمالي، أدى أيضاً إلى وقوع أضرار مادية.

وصعّد النظام، خلال الأيام الأخيرة، من القصف على ريفي إدلب وحلب، وأسفر القصف، أمس الخميس، على مدينة اللطامنة وبلدة التح في المنطقة منزوعة السلاح، عن جرح طفلين وثلاثة من عناصر فصيل "جيش العزة" التابع للمعارضة السورية المسلحة.

إلى ذلك، تحدّثت مصادر محلية، عن جلب النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى النقاط التابعة له في ريف حماة الشمالي، وذلك بالتزامن مع سيطرة "هيئة تحرير الشام" على معظم المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة "الجبهة الوطنية للتحرير" المعارضة.

وقالت المصادر إنّ النظام جلب عشرات المدرعات، بالإضافة إلى معدات عسكرية لوجستية إلى النقاط المتاخمة للمناطق الخارجة عن سيطرته في ريف حماة الشمالي.


إلى ذلك، قال قيادي في "صقور الشام" المنضوي ضمن "الجبهة الوطنية للتحرير"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هيئة تحرير الشام" عقدت جولة مفاوضات جديدة، خلال الليلة الماضية، مع العناصر الذين يرفضون البقاء تحت سلطتها في جبل شحشبو بسهل الغاب في ريف حماة.

وأوضح القيادي أنّ المفاوضات كانت تهدف إلى إقناع أولئك العناصر بـ"بيعة" قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، والبقاء في المنطقة تحت سلطة "حكومة الإنقاذ التابعة" للهيئة، مضيفاً أنّ "عشرة عناصر على الأقل مع عائلاتهم قرّروا البقاء فيما لا تزال المفاوضات جارية مع البقية".

وكانت "هيئة تحرير الشام" قد فرضت اتفاقاً على "الجبهة الوطنية للتحرير"، أمس الخميس، يتيح لها بسط سيطرتها على منطقة جبل شحشبو، ونص الاتفاق على تهجير قرابة 1800 مقاتل مع عائلاتهم إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة "الجيش السوري الوطني" في شمال حلب.

وجاء ذلك، بعدما أجبرت "هيئة تحرير الشام"، عناصر "حركة نور الدين الزنكي"، على مغادرة ريف حلب الغربي، نهاية الأسبوع الماضي، وذلك بعد السيطرة على أكبر معاقلهم في المنطقة، إثر معارك عنيفة أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين.

وقامت الهيئة بإجبار فصيلي "ثوار الشام" و"بيارق الإسلام"، التابعين لـ"السوري الحر"، والعاملين في الأتارب، على حل نفسيهما والخضوع لقيادتها العسكرية وتسليم المدينة لإدارة "حكومة الإنقاذ".

وبدأت "هيئة تحرير الشام"، منذ أسبوعين، هجوماً على فصائل المعارضة في ريف حلب الغربي، انتقل لاحقاً إلى منطقتي إدلب وريف حماة، وتمكّنت على أثره من بسط سيطرتها على أكثر من 80% من المناطق التي كانت تخضع لفصائل المعارضة.