مصر توجه دعوة جديدة إلى "فتح"

بعد فشل جهودها لإنجاز المصالحة الفلسطينية... مصر توجه دعوة جديدة إلى "فتح"

07 سبتمبر 2018
بنود في رد فتح تتعلق بالمقاومة وسلاحها (محمود عيسى/Getty)
+ الخط -

فشلت الجهود المصرية المتواصلة، خلال الأيام الماضية، في إنقاذ مفاوضات المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، وإخراج الملف من مربع التعثر، وسط حالة من الغموض التي تكتنف ملف مفاوضات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي.

فبحسب مصادر بارزة في حركة "حماس"، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن هناك حالة من الغموض بشأن مفاوضات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي. وقالت "كل المشاورات توقفت، وحتى الدعوة لزيارة القاهرة للتباحث بين الفصائل الفلسطينية مع المسؤولين المصريين"، مضيفة "زيارة الوفد الأمني المصري الأخيرة لرام الله ولقاء الرئيس محمود عباس لم تسفر عن تقدم يذكر على ما يبدو، في ظل تمسك السلطة بموقفها المتعنت".
وأوضحت المصادر أن "حماس سبق وتسلمت رد حركة فتح على الورقة المصرية للمصالحة، عبر المسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة المصري. وكعادة حماس أبدت مرونة جديدة مع نقاط وردت في رد فتح، ولكن هذه المرة توجد بنود من جانب فتح، وباعتراف الجانب المصري، تم وضعها لنسف المصالحة بالكامل، وليس عرقلتها فقط". وتابعت "موقف فتح هذه المرة مريب، ويتجاوز الخلافات السياسية، فهو بمثابة مقامرة بحياة ومصالح شعبنا"، لافتة إلى أن "هناك بنوداً في رد فتح على الورقة المصرية لا يمكن التجاوب معها تحت أي ظرف، متعلقة بالمقاومة وسلاحها وليس بالشؤون الإدارية في القطاع". وشددت المصادر على أنه "من جانبنا قدمنا الكثير من التنازلات، ليس منّةً على شعبنا ولكن من أجل إنقاذ القضية الفلسطينية، وحتى لا يبدو الفلسطينيون أمام الأطراف الدولية وكأنهم هم حجر العثرة في حل النزاع، في حين يستغل الاحتلال تلك الخلافات الفلسطينية في تعظيم مكاسبه". وقالت "ننتظر عودة رئيس جهاز الاستخبارات المصري، اللواء عباس كامل، من جولته الخارجية بصحبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحريك المياه الراكدة، في ظل عدم وجود تجاوب بعد الزيارة التي قام بها وكيل الجهاز، عمرو حنفي، على رأس وفد من المسؤولين المصريين ولقاء عباس أخيراً".

من جهة أخرى، قال قيادي في "فتح" إن "الحركة تلقت دعوة جديدة لزيارة وفد فتحاوي للقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة لاستكمال المشاورات بشأن ملف المصالحة الداخلية". وقال القيادي في الحركة، في تصريح لـ"العربي الجديد": "نحن مَن نملك الشرعية التي لا يمكن لأي تحرُّك على أي صعيد أن ينجح بدونها، وهو ما يدركه جيداً الإخوة في مصر"، مضيفاً "لذلك لا يمكن لأي مشاورات أو مفاوضات (في إشارة إلى التهدئة مع إسرائيل) أن تنجح بدون وجود فتح والسلطة الفلسطينية". وأشار إلى أنه و"على الرغم من إدراك الحركة أن أي زيارة لوفود جديدة من فتح إلى القاهرة، دون أن يكون التشاور منطلقاً من قاعدة الرد الأخير على الورقة المصرية، لن تكون مجدية بأي حال من الأحوال، لكن فتح، وتقديراً منها للقاهرة، ستتجاوب مع الدعوة الجديدة".

يأتي هذا في وقت اتهم فيه المنسق الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أطرافاً، لم يسمّها، بعرقلة جهود التهدئة في قطاع غزة. وقال ملادينوف، في تصريحات إعلامية، إن "هناك مَن يحاول عرقلة جهود التهدئة التي نقوم بها، والسعي لإشعال الأوضاع بين حماس وإسرائيل إلى درجة المواجهة العسكرية"، مضيفاً "لكن لا يجب أن نسمح لذلك بأن يحصل"، مشدداً على ضرورة استمرار العمل من أجل ضمان الاستقرار في غزة. وأشار المسؤول الأممي إلى أن "جهوداً غير مسبوقة بُذلت خلال الشهرين الماضيين لمنع الحرب في غزة، وكنا على شفا الحرب عدة مرات". وأوضح أنه "بدلاً من انتظار ما يبدو أنه مواجهة محتومة، قررنا أن نحاول هذه المرة منعها وليس فقط التعامل مع عواقبها". وأكد أن "علينا أن نعمل ليلاً ونهاراً لضمان الاستقرار في غزة".

المساهمون