جلال الدين حقاني...أحد مستشاري "طالبان" ومؤسس شبكة حقاني الأفغانية

أعلنت حركة "طالبان"، أمس الثلاثاء، عن وفاة مؤسس شبكة "حقاني" جلال الدين حقاني، من دون تحديد مكان وزمان وفاته، مع توارد أنباء أنه توفي قبل أعوام وأعلن عن ذلك أمس، كما حدث تماماً مع زعيم طالبان الملا عمر.

تصف "طالبان" حقاني بعالم دين بارز و"قائد الجهادين: الجهاد ضد السوفيات والجهاد ضد الأميركان"، عُرف بمواقفه خلال العقود الأربعة الماضية خاصة خلال الغزو السوفياتي، وبعد دخول القوات الأميركية والدولية إلى أفغانستان. ولد في العام 1939 في منطقة زدران في إقليم بكتيا جنوب أفغانستان، ليهاجر بعدها إلى باكستان.

كانت له علاقات وطيدة مع المقاتلين العرب الذين جاؤوا إلى أفغانستان إبان الغزو السوفياتي، وكان معظمهم يتوجهون آنذاك إلى معسكرات حقاني في الأقاليم الجنوبية الثلاثة: خوست وبكتيا وبكتيكا، كما أن أسامة بن لادن مؤسس تنظيم "القاعدة" عاش في معسكراته لفترات طويلة.

لعب دوراً في المصالحة بين الأحزاب الجهادية أيام الحروب الأهلية، ويقول أحد رفاق حقاني ويدعى عزيز الله المعروف بحاجي دين محمد، "كان له دور كبير وفعال لأجل المصالحة بين الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار، وبين الجمعية الإسلامية بزعامة برهان الدين رباني لأجل وقف الحرب الأهلية، وإنه واصل جهوده لحين ظهور طالبان".

شغل منصب وزير الحدود في حكومة "طالبان"، قبل أن يترك الساحة لشقيقه ويدعى إبراهيم صدر، وظل قياديا في حركة "طالبان" حتى سقوطها بيد القوات الأميركية والدولية في العام 2001.

يقال إن مؤسس "طالبان" الملا عمر أوصاه في العام 2001 وبعد سقوط "طالبان" أن يساعد المقاتلين العرب في الخروج من أفغانستان إلى الطرف الثاني من الحدود في باكستان وأن يخرج أسر هؤلاء المقاتلين، وهذا ما قام به بالفعل.

بعدها، عمل على تأسيس جبهة جديدة بموازاة حركة "طالبان"، فظهرت شبكة حقاني بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001. واتخذ من مقاطعة شمال وزيرستان الباكستانية، مقرا للشبكة حيث كانت لها مدارس دينية ومعسكرات يتم فيها تجنيد الشباب.

في العام 2008 ترك جلال الدين حقاني العمل الميداني وتولى ابنه سراج الدين حقاني زعامة الشبكة. وعلى الرغم من كونها كيانا مستقلا غير أنها تعتبر نفسها جزءا من حركة طالبان. ويتولى زعيمها سراج الدين حقاني منصب نائب زعيم حركة "طالبان" الملا هيبت الله أخوند زاده.

في العام 2011 وضعت الولايات المتحدة الأميركية شبكة حقاني على لائحة المنظمات الإرهابية، ذلك بعد أن نفذت عمليات كبيرة ضد القوات الأميركية في أفغانستان.