عودة الاشتباكات المسلحة إلى طرابلس الليبية

عودة الاشتباكات المسلحة إلى طرابلس الليبية

04 سبتمبر 2018
اشتباكات عنيفة في طرابلس (محمود تركية/الأناضول)
+ الخط -

عادت أصوات القذائف والانفجارات لتسمع مجدداً في أرجاء العاصمة الليبية، طرابلس، منذ مساء الإثنين، بعد ساعات من توقف القتال بين الفصائل المتناحرة داخلها.

ويبدو أنّ الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الفصائل ذاتها، بعد معاودتها القتال مجدداً منذ مساء أمس، بمناطق طريق المطار ووادي الربيع، حيث لا تزال أصوات الانفجارات تسمع في المناطق ذاتها.

ولا تزال حكومة "الوفاق الوطني"، منذ فشلها في فرض اتفاق وقف إطلاق النار، الجمعة، تنأى بنفسها عن التعليق على الأحداث التي تشهدها العاصمة طرابلس وتحديد موقفها من الأطراف المتصارعة، مكتفية ببيانات عن الإجراءات الأمنية المتعلّقة بسلامة المواطنين وتأمين أماكن لاستقبال النازحين من مناطق الاشتباكات، كان آخرها إعلان وزارة الداخلية، مساء الإثنين، نشر قوة للأمن العام ببعض الأحياء لضبط الأمن المنفلت فيها، جراء حالات السطو المسلح والعبث بمرافق الدولة.

وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإنّ "الاشتباكات العنيفة اندلعت، الإثنين، بين الأطراف المتقاتلة بالقرب من جسر الفروسية على طريق المطار القريب من معسكر حمزة، جنوب العاصمة، وفي مناطق وادي الربيع، جنوب شرقها".

وأكد الشهود أن "الاشتباكات الحالية تجري باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسط تقهقر لقوات اللواء السابع على ما يبدو".

وفي ظل غياب بيانات الحكومة حول الوضع الحالي، تضاربت تصريحات طرفي القتال، ففيما أكدت قوة الردع الخاصة استردادها لمواقع حيوية وعسكرية بمنطقة وادي الربيع وطرد قوات اللواء السابع منها، بالتوازي مع إعلان قوة الردع والتدخل السريع محاصرتها برفقة كتيبة ثوار طرابلس لقوات اللواء السابع داخل معسكر حمزة بطريق المطار، نفى اللواء السابع تلك الأنباء.
وأكد اللواء السابع أن المواجهات تدور على تخوم منطقة أبوسليم مع تقدم باتجاه منطقة الفرجان، وهما حيان يقعان وسط العاصمة، كما نشرت قوات اللواء مقطع فيديو يظهر آليات عسكرية قالت إنها غنمتها خلال معاركها مع قوة الردع.

ولا تزال أغلب مناطق جنوب شرق وغرب العاصمة، تشهد الحياة فيها توقفاً، بينما تظهر أغلب السيارات المارة من طرقاتها الفرعية نزوح أصحابها المصحوبين بأسرهم، وسط إقفال الطرقات الرئيسية بالكامل بسواتر ترابية.


اجتماع للبعثة الأممية

وكان المتحدث باسم جهاز الطوارئ والإسعاف التابع لوزارة الصحة بحكومة "الوفاق الوطني" أسامة علي، قد أعلن، في تصريحات صحافية، عن نزوح أكثر من 1400 أسرة من مناطق الاشتباك حتى مساء الإثنين، غادر أكثرها إلى مناطق مجاورة للعاصمة.

وفي آخر إحصائيات قتلى وجرحى المواجهات في طرابلس، أعلن المستشفى الميداني عن مقتل 41 شخصاً، وإصابة 128 آخرين، بين عسكري ومدني، بمختلف أنحاء العاصمة.

وينتظر أن تعقد بعثة الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً موسعاً مع الأطراف بما فيها حكومة "الوفاق الوطني"، كانت قد دعت إليه، في إعلان لها، الأحد، لـ"إجراء حوار عاجل حول الأوضاع الأمنية الراهنة في طرابلس".

وتشهد طرابلس العاصمة، منذ مطلع الأسبوع الماضي، مواجهات عسكرية ضارية بين فصائل مختلفة، بدأت منذ اقتحام اللواء السابع، القادم من مدينة ترهونة المجاورة لطرابلس، جنوب شرقها، لمواقع عسكرية، الأمر الذي دفع بكتائب قوة الردع الخاصة وكتيبة ثوار طرابلس وقوة الردع والتدخل السريع إلى مواجهة قوات اللواء لتتسع رقعة الاشتباكات إلى جنوب غرب العاصمة. ودخلت على خط القتال كتائب أخرى قادمة من مصراته، شرق العاصمة، والزنتان، جنوب غربها.​

المساهمون