استياء تركي من قصف إدلب... والإعلام يعتبره بداية للحملة

استياء تركي من قصف إدلب... والإعلام يعتبره بداية للحملة

04 سبتمبر 2018
مخاوف من كارثة إنسانية بإدلب (ناظر الخطيب/ فرانس برس)
+ الخط -

اعتبرت مصادر تركية أن القصف الروسي على جنوب محافظة إدلب وغربها، اليوم الثلاثاء، يأتي في إطار التصعيد الذي يستبق القمة في مسعى لرفع سقف التفاوض على مصير المحافظة، في تصرف دأبت موسكو على تنفيذه قبيل وإبان كل قمة تعقد حول سورية.


وأفادت مصادر تركية "العربي الجديد" بأن الجانب التركي يعتبر أن هذا التصعيد يأتي في إطار رفع سقف عملية المساومة من الجانب الروسي للحصول على أكبر تنازلات من الطرف التركي في المفاوضات التي ستجرى في قمة السابع من سبتمبر/ أيلول في العاصمة الإيرانية طهران، بين قادة تركيا وروسيا وإيران، مما يصعب من المفاوضات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني.

وبعد ساعاتٍ من مزاعم روسية حول هجومٍ بطائراتٍ مُسيرة (درون)، ضد موقع لقوات النظام السوري بريف اللاذقية الشمالي، بدأ سلاح الجو الروسي، اليوم الثلاثاء، شن غاراتٍ كثيفة في مثلث سهل الغاب، شمال غربي حماة، وجسر الشغور، غرب إدلب، وقرب جبل التركمان، موقعاً قتلى وعشرات المصابين من المدنيين.

وشنّ سلاح الجو الروسي، الذي ينطلق من قاعدة حميميم في اللاذقية، عشرات الغارات الجوية، مستهدفاً قرى وبلدات متجاورة تتوزع إدارياً في ثلاث محافظات سورية، هي اللاذقية وحماة وإدلب.

من جانبه، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، للصحافيين، اليوم الثلاثاء، إنه علم بأن النظام أعطى مهلة إلى 10 سبتمبر/ أيلول الجاري قبل مهاجمة إدلب، أي بعدما تنتهي القمة الثلاثية الروسية - التركية - الإيرانية.

وأضاف أن المحادثات بين روسيا وتركيا تمثل الأساس لتقرير مصير إدلب، مشيراً إلى أنه يجب إيجاد سبل لعزل الإرهابيين عن المدنيين، وحل معضلة وجود 10 آلاف إرهابي وسط مليوني مدني.

وطالب دي ميستورا في حديثه بتأمين ممرات آمنة للدخول إلى إدلب والخروج منها، وترك قرار الخروج للأهالي.

كذلك اعتبر أن غارات اليوم على إدلب قد تكون إشارة إلى تعثر المحادثات التركية - الروسية، لافتاً إلى أن الأسلحة الثقيلة قادرة على قتل مدنيين أكثر من الأسلحة الكيميائية.

وتناولت وسائل الإعلام التركية عملية القصف، مبينة أن القصف الجوي لمناطق خفض التصعيد بإدلب تواصل بعد 22 يوماً من التوقف، حيث اعتبرت هذه الوسائل أن عملية إدلب بدأت على الرغم من أنها كانت عبارة عن عمليات قصف محدودة نفذت على مناطق معينة دون حصول أي هجوم بري.

ونقلت قناة "إن تي في" عن مصادر رسمية في العاصمة أنقرة، استياءها من هذا التصعيد، معتبرة أنها "عملية محدودة وغير مرحب بها قبل القمة، وأنها ليست عملية موسعة، في حين أن كل أبعاد العملية سيتم تناولها في القمة المقبلة". كذلك خصص الإعلام التركي مساحة كبيرة لعملية القصف، وربطها مع تصريحات الكرملين، اليوم، التي اعتبرت أن المسلحين في إدلب يعرقلون السلام، فضلاً عن انتقاد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ما يخص إدلب.

كذلك تناول كثير من المطلعين والمحللين الموضوع، معتبرين أن العمليات العسكرية جزء من الدبلوماسية، بل وتسبقها، من خلال القصف وعمليات المناورة العسكرية، وهو سعي روسي لإثبات وجوده واستعداده للمناورات شرق المتوسط يدخل في الإطار ذاته، مؤكدين عدم اعتقادهم ببدء العملية، لأن قرارها سيتخذ في قمة طهران.

وشكّل الوضع المعقد في إدلب محور حديث الإعلام والمتابعين في تركيا أخيرا، بتناول أهميتها الاستراتيجية بالنسبة إلى تركيا والمعارضة السورية، بتأكيد أن الخلافات المتعلقة بالمحافظة سيتم حلها من قبل أردوغان وبوتين في حال توصلا إلى اتفاق في ما يتعلق بمصير المحافظة.


كذلك اتجهت أنظار العالم إلى عواصم القرار في تركيا وإيران، بانتظار أخبار تفيد بما سيؤول إليه مصير المحافظة، ليتحول الشارعان التركي والعربي إلى حالة الترقب لمعرفة مصير المحافظة قبل يومين من القمة.

مقتل 14 مدنياً بقصف النظام وروسيا

إلى ذلك، قتل 14 مدنياً، معظمهم من الأطفال والنساء، وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، نتيجة قصف مدفعي وجوي نفّذته قوات النظام وروسيا على ريف إدلب.

وقال الدفاع المدني السوري، على حسابه في "فيسبوك" إن قوات النظام استهدفت المنازل السكنية في مدينة جسر الشغور غرب إدلب، بقذائف المدفعية، ما أسفر عن مقتل خمسة أطفال وإصابة 12 آخرين بجراح.

وأضاف أن طائرات حربية لم يحدّدها قصفت بلدة محمبل قرب مدينة أريحا بخمس غارات جوية، ما أدى إلى مقتل ثلاث سيدات وإصابة طفلين بجراح.

كذلك سقط ثلاثة قتلى في محمبل في منطقة أريحا بمحافظة إدلب.

وكان قد وثّق مقتل سيدة وزوجها نتيجة قصف بـ17 غارة جوية استهدفت مدينة جسر الشغور وريفها، غرب مدينة إدلب.

كما أشار إلى إصابة أكثر من 10 مدنيين آخرين بجراح، نتيجة القصف الجوي والمدفعي الذي استهدف 17 بلدة وقرية في محيط مدينة جسر الشغور.

وفي غضون ذلك، أعلنت مديرية التربية التابعة لـ"الحكومة السورية المؤقتة" تعليق دوام المدارس غرب إدلب، نتيجة القصف الجوي المكثف لقوات النظام السوري وروسيا على المنطقة.

وأوضحت المديرية في بيان أنها أوقفت دوام المدارس والمجمعات التربوية في منطقة جسر الشغور يوماً واحداً، نتيجة القصف الذي استهدف مدرسة "البدرية للتعليم الأساسي"، بالإضافة إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين في المنطقة.