الكشف عن تدهور صحة الداعية سلمان العودة في السجن

الكشف عن تدهور صحة الداعية السعودي سلمان العودة في السجن

03 سبتمبر 2018
اعتقل العودة في سبتمبر 2017 (تويتر)
+ الخط -

كشف عبدالله العودة نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، معلومات عن وضع والده الصحي في السجن، وتعرّضه للإذلال والإهانة خلال عملية نقله الأخيرة من سجن ذهبان في جدة غربي المملكة، إلى سجن الحائر في الرياض.

وقال نجل العودة المقيم بالولايات المتحدة، ويخشى العودة خوفاً من اعتقاله أيضاً، في سلسلة تغريدات له عبر صفحته بموقع "تويتر"، "الوالد يعاني من مشكلة ارتفاع الضغط بعد نقله للرياض في ظروف سيئة جداً".


وكشف عبدالله أنّ عملية نقل والده لسجن الحائر بالرياض، "كانت أمراً مفاجئاً وغريباً وفيه محاولات حثيثة للإهانة والإذلال"، وأوضح: "فالوالد لم يعلم بوجود محاكمة إلا منّا نحن أثناء اتصاله، وإلى هذه اللحظة لا يعلم ولا نعلم عن ظروف المحاكمة وملابساتها ولا عن التهم، ولا أي ضمانات عدلية حقيقية ولا محاكمة علنية".


وتابع: "منذ أخذوه من ذهبان، كان مقيّد اليدين والرجلين، مغطّى العينين، ثم وضعوه بسيارة مظلمة كأنّها القبر تسرع فيه فيضرب السقف ثم يسقط على الأرض في الطريق مراراً"، وأضاف: "ثم نقلوه بعدها بطائرة وهو على وضعه المقيّد والمغطّى بالكامل".

وختم بالقول إنّ هناك "ملفاً صادماً ومعلومات مخيفة" عن ظروف اعتقال والده وظروف سجنه في الشهر الأول، والتي أدت لتدهور حالته، مشيراً إلى أنّه سيتحدّث عنها "في الوقت المناسب". 


وكان عبد الله قد كشف في 16 أغسطس/آب الماضي، عن نقل والده المفاجئ من سجن ذهبان بجدة إلى سجن الحائر بالرياض، مشيراً إلى أنّ هناك محاكمة سرية تجرى لوالده بإشراف جهاز أمن الدولة، بدون معرفة والده بانعقاد المحكمة أو التهم الموجهة ضده، أو تمكينه من إحضار محامٍ للترافع عنه.

وأعرب العودة الابن، عن عدم ثقته بمحاكمات سرية مفاجئة دون تفاصيل، ودون حضور محامٍ، ولا حضور منظمات وأطراف مستقلة، ولا تهم واضحة، محمّلاً الحكومة المسؤولية عن سلامة والده.


وتم اعتقال العودة، في سبتمبر/أيلول العام الماضي، ضمن حملة شنّها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأجهزته الأمنية، ضد "تيار الصحوة"، أكبر التيارات الدينية في المملكة، ونتج عنها اعتقال مئات الأكاديميين والسياسيين والاقتصاديين والنشطاء.

وكان حساب "معتقلي الرأي" المهتم بملف المعتقلين في السعودية قد تحدّث، في أغسطس/آب الماضي، عن ورود معلومات تفيد بإجراء السلطات السعودية محاكمات سرية للمعتقلين الذين بلغ عددهم وفق تقديرات منظمات حقوقية خارج السعودية، أكثر من 250 معتقلاً، لم توجه السلطات إليهم أي تهم، كما أنها لم تعلن عن أماكن سجن كثر منهم.

وقال نشطاء حقوقيون إنّ التهمة غير المعلنة لاعتقال العودة، وهو داعية إسلامي يحظى بشعبية واسعة في الخليج العربي، هي الصمت ورفضه المشاركة في الحملة الإعلامية التي رافقت حصار قطر، من قبل السعودية والإمارات ومصر، في يونيو/حزيران 2017.

ولمع نجم سلمان العودة، وهو أستاذ سابق في كلية الشريعة، في فترة تسعينيات القرن الماضي، بعدما وقع على "خطاب المطالب" الذي طالب الحكومة، آنذاك، بإحداث انفراجة سياسية في البلاد وبمشاركة شعبية أكثر، وانتهى الأمر باعتقاله لمدة خمس سنوات، قبل أن يفرج عنه عام 1999.