المغرب: صورة العثماني ووزير خارجية كوسوفو تفجّر سجالاً سياسياً

المغرب: صورة العثماني ووزير خارجية كوسوفو تفجّر سجالاً سياسياً

28 سبتمبر 2018
رئيس الحكومة المغربية مع وزير خارجية كوسوفو(تويتر)
+ الخط -
انطلق الجدل أخيراً في المغرب، بشأن لقاء جمع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مع وزير خارجية كوسوفو بهجت باكولي، بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ليصل إلى البرلمان ويزيد من المتاعب السياسية للحكومة.

وظهر رئيس الحكومة المغربية في صورة جمعته مع وزير خارجية كوسوفو، استثمرها هذا الأخير ليعلق عليها في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع "تويتر" قائلاً: "نقاش مثمر مع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني حول علاقات المغرب مع كوسوفو وربط العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في مجموعة من المجالات ذات الاهتمام المشترك".

وفطن العثماني لهذا "الخطأ"، وردّ على وزير خارجية كوسوفو بتغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر"، نافياً أي نقاش مع المسؤول الحكومي الكوسوفي بشأن إمكان ربط المملكة علاقات مع دولة كوسوفو، مشدداً على أن الرباط لا تجمعها أي علاقات دبلوماسية مع كوسوفو.

هذا الحادث التقطه حزب "الأصالة والمعاصرة" المعارض، عندما وجه البرلماني عبد اللطيف وهبي سؤالاً عاجلاً إلى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، حول "ما سماها الأزمة الدبلوماسية التي تسبب فيها العثماني بلقائه مع وزير خارجية كوسوفو"، منبهاً إلى "تضارب مواقف الدبلوماسية الرسمية والتداعيات السلبية التي قد تنجم عنها".

وانتقد المستشار الدبلوماسي سمير بنيس، ضمن مقال نشره بموقع محلي، لقاء رئيس الحكومة الذي يمثل الملك محمد السادس في هذا المحفل الدولي مع مسؤول من كوسوفو، وهي الدولة التي أعلنت استقلالها الأحادي الجانب عن صربيا عام 2008 ولا تحظى بعد باعتراف الأمم المتحدة بالنظر إلى معارضة روسيا.

العثماني استدرك بتغريدة ثانية كتب فيها أن "شخصاً من كوسوفو فرض حضوره عليه ولم تتم مناقشة أي قضايا تهم العلاقات الثنائية، وإن موقف المغرب ثابت بخصوص كوسوفو، فهو لا يعترف بها وليست له علاقة معها".

بنيس رد على هذا الطرح بقوله إن "العثماني كان يتكلم بأريحية وبابتسامة مع وزير خارجية كوسوفو"، لافتاً إلى "أن المسؤولية الجسيمة التي يضطلع بها لا تتطلب التعامل بطيبوبة (بطيبة)، بل بنباهة ودهاء وحرص على تفادي ارتكاب أي هفوة يمكنها أن تؤثر على المصالح الاستراتيجية للبلاد".

وتابع المستشار الدبلوماسي: "عوض الاجتماع مع ممثل عن كوسوفو، ربما كان من الأجدر أن يحرص المسؤول المغربي على عقد اجتماع مع ممثل إحدى الدول الوازنة التي قد يحتاج إليها المغرب من أجل تقوية موقفه بخصوص قضية الصحراء أو من أجل تعزيز العلاقات الثنائية معها".