ماكرون: خطابي بالجمعية العامة تضمن دفاعاً عن القيم العالمية

ماكرون: خطابي بالجمعية العامة تضمن دفاعاً عن القيم العالمية

25 سبتمبر 2018
ماكرون: سياساتي الدولية لا تمثل فرنسا فقط (فرانس برس)
+ الخط -

أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن سياساته الدولية التي تحدث عنها خلال خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، والمتعلقة بالوضع السياسي على الساحة الدولية، لا تمثل فرنسا فقط، بل تمثل الاتحاد الأوروبي، ودول العالم التي تريد العمل سويًا لمواجهة التحديات الكونية من المناخ إلى الحروب. 


وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "أحاول أن أدافع عن قيم عالمية تمثل أوروبا والأمم المتحدة ونحن جميعًا دول ذات سيادة وعلينا أن نحترم ما قمنا بالتوقيع عليه من اتفاقيات كاتفاقية باريس للمناخ وغيرها. لا أعتقد أننا نريد أن نذهب إلى مكان نقوم فيه بمحاربة بعضنا البعض. فرنسا تدافع عن تلك القيم وليس فقط عن قيمها بل قيم تأسيس الأمم المتحدة. مواقفي ليست مواقف فرنسا ضد الولايات المتحدة بل مواقف العالم ضد هذا النهج الأميركي".

وأضاف: "بالأمس كان لنا حديث مع الرئيس ترامب، وأعتقد أنه يمكننا التوصل مع الأميركيين لتقدم في العديد من الملفات من بينها سورية. يتفق الأميركيون معنا على ضرورة التقدم في المسار السياسي والعمل بشكل أكبر على الضغط بهذا الاتجاه، كما يتفقون معنا على ضرورة دعم المساعدات الإنسانية بشكل أكبر".

وعن إيران، قال ماكرون: "هناك خلاف مع الأميركيين حول المشكلة الإيرانية، ولكن نأمل أن يرى الأميركيون الحاجة والضرورة وأهمية التوصل لاتفاق حول الملف الإيراني"، ووجه ماكرون انتقادات للقيادة الأميركية وتعاملها مع ملف محكمة العدل الدولية وقطع المساعدات المادية عن منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".


وأكد ماكرون أن بلاده سوف تزيد من ميزانية الدفاع والمساعدات الإنسانية عمومًا، والتنمية في العديد من الدول، لافتاً إلى أن بلاده ستنظر في مسألة توقيع اتفاقيات مع دول لا تدعم اتفاقية باريس للمناخ.

وعن الاتفاقات التجارية وحديث ترامب عن أن بلاده يمكنها تصدير النفط والطاقة، قال ماكرون "إن السيادة الأوروبية مهمة وأنا ألتزم أمام مواطنينا بأن ننتج ونستورد منتجات زراعية تراعي المعايير البيئية الأوروبية والفرنسية، وهذا أمر ذو أهمية وأولوية بالنسبة لنا".

وأكد كذلك إنه لا يؤيد أي اتفاقيات رئيسية لا تراعي أو لم توقع اتفاقية المناخ. وبذلك يشير إلى انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ بعد تولي الرئيس الأميركي للحكم في الولايات المتحدة قبل حوالي السنتين. وأشار إن على بلاده ودول أخرى أن تفتح حدودها وتقوي الاتفاقيات التجارية مع دول ديمقراطية وبناء تحالف أقوى. وأكد أن "هناك حاجة لحوار مع دول في أفريقيا، إضافة إلى الصين والهند، ومن الضروري بناء تحالفات جديدة".

وعن الوضع في لبنان وقضية اللاجئين السوريين، قال ماكرون: "إذا أردنا مساعدة لبنان لا يمكن أن نعمل على دفع وإجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى سورية والحرب ما زالت دائرة. أريد أن أساعد لبنان وسورية وتركيا ... لن يكون الحل إجبار اللاجئين على العودة، وعلينا أن نقبل القانون الدولي في هذا الصدد، وعلينا أن نعمل على التوصل لحل سياسي في سورية قبل أن نعمل على إعادة توطين السوريين في بلادهم، والتأكد أنهم لن يواجهوا مخاطر عند العودة".

وأضاف، في ما يخص الملف السوري، أنه تحدث مع ممثلين من المعارضة السورية، على هامش أعمال الجمعية العامة، وأشار إلى ضرورة أن "يتمثل ويعكس أي حل أطياف المجتمع السوري أجمع، ولكن يجب أخذ مخاوف الأتراك بعين الاعتبار. تركيا جزء من أستانة، وجزء من الناتو، وعلينا الأخذ بعين الاعتبار المطالب التركية فيما يخص الأكراد".

ثم عاد وانتقد الرئيس الأميركي قائلًا: "لا يمكن أن نجعل مبدأ (الأقوى هو الذي سيحكم ويقرر) تسيطر علينا وعلى تصرفاتنا".

وعن الهجرة قال ماكرون: "علينا أن نحمي حدودنا، ولكن بشكل يراعي حقوق الإنسان، وعلينا أن نستهدف عصابات تهريب المهاجرين الذين يجنون الملايين من ذلك". 

وفي إشارة لانتقادات الرئيس الأميركي ترامب لمنظمة "أوبك" ورفع أسعار النفط، قال: "الكثير من الأمور تؤثر على رفع أو انخفاض أسعار النفط، منها السياسي أو الاقتصادي. هناك ازدهار اقتصادي حول العالم، وهذا يعني طلبًا أكبر على النفط وغلاء في الأسعار. وهذا واقع اقتصادي، وعلى الرغم من مطالبتنا بخفض أسعار النفط كذلك، فإننا نتفهم قضايا العرض والطلب"، ثم أضاف بشأن العقوبات الأميركية الجديدة المتوقع فرضها الشهر القادم على إيران: "أعتقد أنه يمكننا أن نتوصل لنتائج أفضل عندما نستثمر في المسار السياسي بدلًا من محاصرة النظام اقتصاديًا".

دلالات

المساهمون