المعارضة تحقّق باتفاق إيراني داعشي لنقل عناصر للتنظيم لإدلب

المعارضة تحقّق باتفاق بين إيران و"داعش" لنقل عناصر للتنظيم إلى إدلب

25 سبتمبر 2018
المعارضة: هدف الاتفاق هو "خلط الأوراق وزعزعة كافة الاتفاقات"(الأناضول)
+ الخط -
قال مسؤولون عسكريون بالمعارضة السورية، إنهم يتحرون في مصداقية المعلومات التي تتحدث عن قيام النظام السوري، بالتعاون مع مليشيات إيرانية، بنقل 400 عنصر من داعش، نحو شرقي إدلب، انطلاقاً من مدينة البوكمال بريف دير الزور شرقي سورية.

وتناقلت وسائل الإعلام خلال الساعات الماضية، أنباء عن نقل مليشيات إيرانية وبالشراكة مع قوات النظام، لبضع مئات من مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، من الريف الغربي لدير الزور إلى الريف الشرقي لمدينة إدلب، للدفع بهم إلى مناطق سيطرة الفصائل المسلحة المسيطرة على إدلب، وذلك ضمن اتفاق يشمل فك الحصار عن مقاتلي التنظيم في تلول الصفا ببادية السويداء الشرقية، وإطلاق نحو 30 مخطوفاً ومخطوفة من السويداء لدى التنظيم منذ 25 تموز/ يوليو الفائت.

وغرد المتحدث باسم حركة "نور الدين الزنكي" النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، عبر حسابه في "تويتر"، قائلا إن هناك "معلومات عن إبرام إيران اتفاقاً مع تنظيم الدولة ونيتها نقل عدد كبير من مقاتليه من دير الزور إلى إدلب عبر مليشياتها المنتشرة حول إدلب"، معتبراً أن هدف الاتفاق، هو "خلط الأوراق وزعزعة كافة الاتفاقات وتشريع قصف إدلب مجددا وإضعاف الثوار بالقتال مع التنظيم".

من جانبه، قال المتحدث باسم "الجبهة الوطنية لتحرير سورية"، النقيب ناجي أبو حذيفة، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه قد "تواردت لنا تقارير إعلامية حول الاتفاق الإيراني مع داعش لنقل مقاتلين إلى ريف إدلب، ونحن بدورنا نقوم بمتابعة هذه المعلومات عن طريق قوات الاستخبارات لدينا، وفور تبيننا الأمر سوف نعلن عن ذلك".

ولم يستبعد أبو حذيفة قيام الإيرانيين والنظام بمثل هذه العملية، قائلا إن "إيران والنظام سبق لهما القيام بعملية مشابهة، حيث قاما باستقدام مقاتلي التنظيم من منطقة عقيربات، عبر فتح طريق لهم إلى منطقة الخوين، إلا أننا استطعنا حينها إلقاء القبض عليهم ووضعهم في السجون، ضمن غرفة عمليات دحر الغزاة التي كانت مشكلة حينها".

وأكد أن "عملية وصول مقاتلي التنظيم إلى إدلب لا يمكن أن تتم إلا بموافقة النظام، وجلبهم بآلياته وسياراته، وتقديم كل أنواع المساعدات لهم، حيث يكون هناك تنسيق كامل بين بعضهم البعض".


من جهته، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس الإثنين، إنه حصل على معلومات تفيد بأن "اتفاقاً شهده غرب نهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، أحد طرفاه هو قوات النظام والقوات الإيرانية فيما الطرف الثاني تنظيم الدولة الإسلامية، حيث عمد الطرف الأول إلى نقل أكثر من 400 من عناصر التنظيم، مساء الأحد، من منطقة البوكمال في الريف الشرقي لدير الزور، والتي استغرقت 24 ساعة، اجتازوا خلالها بادية منطقة البوكمال إلى الريف الشرقي لمحافظة إدلب، حيث تم وضعهم في مناطق قريبة من سيطرة فصائل عاملة في محافظة إدلب".

وأضاف المرصد أنهم قد وصلوا فجر يوم أمس الاثنين، ولم يعلم إلى الآن ما إذا كان العناصر الـ400، قد تمكنوا من الدخول إلى ريف إدلب الشرقي، الذي يشهد نشاطاً لخلايا التنظيم منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، والتي اغتالت وقتلت نحو 315 مدنيا ومقاتلا وقياديا من جنسيات سورية وغير سورية، في محافظة إدلب.

وربط المرصد بين ما تحدث عنه حول وجود اتفاق وبين العمليات العسكرية المستمرة في منطقة تلول الصفا ببادية ريف دمشق على الحدود الإدارية مع ريف السويداء، حيث رجح بحسب مصادر لم يسمها، أن تكون عملية النقل هذه سبباً في تحقيق انفراجة بملف السيطرة على منطقة تلول الصفا والإفراج عن المختطفات والمختطفين من ريف السويداء والبالغ عددهم نحو 30 شخصاً، والذي أعدم منهم فتى في الـ 19 من عمره، وتوفيت سيدة منهم في ظروف غامضة.

كما يأتي طرح هذا الاتفاق بعد أيام من الاتفاق الروسي التركي حول إدلب، والذي ينص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح ممتدة من ريف اللاذقية نحو حماة وإدلب وصولاً لريف حلب الجنوبي الغربي، إضافة إلى تأمين الحركة على الطرق الدولية حلب – اللاذقية، وحلب-حماة.

بدورها قالت وكالة أنباء النظام "سانا"، على موقعها الرسمي إن "وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة سيطرت خلال اليومين الماضيين، على مساحات جديدة في منطقة الجروف الصخرية المحيطة بتلول الصفا آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في عمق بادية السويداء وكبدته خسائر بالأفراد والعتاد".

ونقلت الوكالة عن مراسلها في السويداء، قوله إن "وحدات الجيش والقوات الرديفة عززت خلال الأيام القليلة الماضية من انتشارها في منطقة الجروف الصخرية في محيط تلول الصفا وحققت تقدما كبيرا فيها مكبدة إرهابيي داعش خسائر فادحة بالعتاد والأفراد بعد تضييق الخناق عليهم بشكل أكبر وتدمير خطوط دفاعهم وقطع طرق ومصادر إمدادهم وإفشال محاولات فرارهم خارج المنطقة، وذلك في إطار العملية العسكرية المتواصلة لتطهير ريف السويداء الشرقي من الإرهاب".

المساهمون