كوبنهاغن وسط "هجوم الأهواز": "الشعب" اليميني يدعو لتسليم أهوازيين

كوبنهاغن وسط "هجوم الأهواز": "الشعب" اليميني يدعو إلى تسليم أهوازيين لإيران

كوبنهاغن
5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
24 سبتمبر 2018
+ الخط -
انتقل سجال هجوم الأهواز، الذي وقع يوم السبت الماضي، واستهدف عرضًا عسكريًا إيرانيًا، إلى الداخل الدنماركي، خصوصًا بعدما استدعت الخارجية الإيرانية السفيرَ الدنماركي، إلى جانب السفير الهولندي والقائم بالأعمال المؤقت البريطاني، تزامنا مع اتهامات طهران لناشطين أهوازيين، يقيمون بصفة لاجئين في كوبنهاغن، بـ"المسؤولية عن الهجوم"، وما تلاها من دعوات لتسليمهم لإيران، إذ خرجت قيادات من حزب "الشعب" الدنماركي المتطرّف، لتزايد على الموقف الإيراني. يأتي ذلك عقب نفي جبهة النضال العربي لتحرير الأحواز، والتي تتخذ من كوبنهاغن مقرّا لها، في حديث لـ"العربي الجديد"، أي مسؤولية لها عن الهجوم.

واتهمت طهران كوبنهاغن، من بين عواصم أخرى، بـ"إيواء الإرهابيين"، وتوقعت "قيام الدنمارك بتسليم المسؤولين وأعوانهم (عن الهجوم) ليصار إلى محاكمتهم بشكل عادل (في إيران)"، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي الدنماركي "دي آر" عن وكالات إيرانية.

أثار المطلب الإيراني بتسليم الدنمارك لاجئين سياسيين أهوازيين يقيمون وينشطون فيها، والذي يبدو أنه بات واضحا أنه محور الاستدعاء إلى وزارة الخارجية في طهران، تفاعلا سياسيا سريعا من اليمين المتطرف، ممثلا بحزب "الشعب" الدنماركي، الذي تربط قيادته علاقة وثيقة بطهران، من خلال مقرر الشؤون الخارجية فيه، سورن اسبرسن. وكان السفير الدنماركي لدى، داني أنان، قد رفض الإفصاح لوسائل الإعلام عن المطالب الإيرانية، إثر استدعائه.

وقد صرح اسبرسن للتلفزيون الدنماركي، بأنه "إذا ما اتضح إثبات أن أعضاء من الحركة الإرهابية، أو المرتبطين بها، يقيمون هنا، فيجب تقديمهم أمام قضاة دنماركيين لحبسهم، وبعدها تسليمهم (إلى إيران)، بعد استيفاء الأدلة".

وأثار موقف اسبرسن الجدل بين مشرعين آخرين، من اليسار والمحافظين، ومن الأهوازيين أنفسهم.

ولم يرق تصريح مقرر الشؤون الخارجية لحزب الشعب الدنماركي، الذي زار طهران العام الماضي واستقبل بحفاوة كـ"صديق للجمهورية الإسلامية في إيران"، للبعض، إذ يعد سابقة تسليم لاجئين بناء على "اتهامات وادعاءات تستهدف فقط ملاحقة المعارضة الإيرانية في الدول الغربية. فنحن الآن لا نعرف أصلا من يقف وراء الهجوم، ويبدو أن السلطة الإيرانية تستغل ذلك"، بحسب ما ذهب إليه مقرر الشؤون الخارجية والدفاعية في البرلمان عن حزب المحافظين، ناصر خضر.

ويرى خضر، الذي لا يتردد في إظهار موقف مؤيد لثورات الربيع العربي، وتحديدا معارضته النظامَ السوري والتدخل الإيراني، أنه على الدنمارك "ألا تسلم أحدا يعارض نظام الملالي في إيران، عليهم (السلطة الإيرانية) أن يثبتوا أن هؤلاء (المطلوب تسليمهم) ممن يقيمون هنا قاموا بتخطيط الهجوم، وشاركوا بتنفيذه، وبعدها يكون الموقف، لكن لا يمكنني تخيل أن ذلك سيحدث على الإطلاق". 

وطالب خضر بأن "لا نقبل هذا الاستغلال الرسمي الإيراني لملاحقة المعارضة الإيرانية في الغرب"، وفقا لتصريحات للقناة الرسمية الدنماركية.

موقف الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي "فينسترا"، كموقف يسار الوسط، الاجتماعي الديمقراطي، كان محذرا من "الاستنتاجات السريعة". 

وفي السياق، صرح مقرر الشؤون الخارجية في الحزب الحاكم، ميكال ينسن، بأنها "ليست المرة الأولى التي يتم فيها اتهام المعارضة الإيرانية المؤيدة للديمقراطية في المنفى بالإرهاب، وأنا لا أراها كذلك". 

ورغم ذلك، يندد ينسن بالهجوم الذي تعرض له عرض عسكري للقوات الإيرانية السبت الماضي. 

وغير بعيد، ذهب يسار الوسط المعارض، من خلال تصريحات للوزير السابق نيك هيكروب، إلى اعتبار الاتهامات لبلده ومطلب التسليم "ترتبط بمصالح داخلية إيرانية للتشديد على مجموعات المعارضة". 

ويعتبر هيكروب أنه "قبل الحديث عن أننا نؤوي إرهابيين، يجب أولا أن تتضح القضية برمتها".

وزير الخارجية، آندرس سمويلسن، اعتبر في بيان مكتوب أن "أي عمل إرهابي حول العالم مدان، وأي ارتباط دنماركي باتهام مسؤولين عنها بطبيعة الحال سيكون له آثاره"، دون أن يوضح طبيعة الآثار.

وتعيد الاتهامات الإيرانية للدنمارك إلى الواجهة الإعلامية، وبشكل مكثف، قضايا المعارضة الإيرانية، والقضية الأهوازية على وجه الخصوص. 

إلى ذلك، اعتبرت "جبهة النضال العربي لتحرير الأحواز"، التي تتهمها طهران بتنفيذ الهجوم، عبر متحدث باسمها في كوبنهاغن يدعى يعقوب الطوسطري (اسم مستعار)، في توضيح نقله "دي آر"، أن "الاتهامات غير صحيحة، فجبهتنا تعمل سياسيا وإعلاميا لأجل استقلال الأحواز في جنوب غربي إيران". 

وتعتبر كوبنهاغن مقرا رئيسا للحركة الأهوازية، التي يضيف المتحدث باسمها أنها "عبارة عن مظلة لحركات عديدة، وهي مجموعات متفقة على عدم مهاجمة المدنيين، وتعتبر الأهداف العسكرية مشروعة لمواجهة الانتهاكات الإيرانية واضطهاد شعبنا وإرهابه في الأحواز"، وفقا للقناة التلفزيونية الدنماركية. 

ورفض الطوسطري "أي دور لنا لا في التخطيط ولا في التنفيذ، فعملنا في الدنمارك يأتي بناء على القوانين الدنماركية، ويتعلق بالسياسة والإعلام". 

وأكده أحد مسؤولي الإعلام في الحركة في كوبنهاغن، محمد الأحوازي، لـ"العربي الجديد"، أنه "بعد ثوان من الهجوم بدأت الاتهامات تطاولنا، ويقدمون معلومات مضللة، قبل أن يتضح بالفعل من يقف وراء الهجوم". 

وأكد الأحوازي، مساء الأحد، أن "الاتهامات لم تترك جهة، فالولايات المتحدة وإسرائيل ودول خليجية، والآن أوروبا جميعها متهمة، ويريدون أن يقولوا إن العالم كله متآمر عليهم، بينما هم منخرطون بقتل شعوب عربية، في سورية وغيرها، وكل عملنا هو إعلامي وسياسي، مثل أية حركة عربية في المنفى". 

وعن إمكانية أن يجري تسليم ناشطين أهوازيين، يقول الأحوازي: "الكل يعرف مصير الناشطين في السجون وعواميد المشانق، ولا أعتقد أن دولا تحترم مبادئها يمكن أن تنصاع لتلك المطالب، رغم تحالف اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية مع نظام طهران".

ذات صلة

الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة

سياسة

تحلّ ذكرى وفاة مهسا أميني، والتي كانت أجّجت احتجاجات عارمة في إيران قبل عام، فيما لا تزال السلطة تتعامل من منطلق أمني بحت مع الحدث، الذي حرّك جدلية الحجاب الإلزامي.
الصورة
بريكس في اختتام اجتماعاتها في جوهانسبرغ أمس (Getty)

اقتصاد

تواجه مجموعة بريكس عبر توسيع عضويتها مجموعة من التحديات على صعيد التوافق حول القرارات التي تتخذ بالإجماع، ولكنها تجني بعض الفوائد، إذ تزيد هيمتنها على سوق الطاقة العالمي، وتحصل على تمويلات من الفوائض البترولية لبنك التنمية الآسيوي.
الصورة
توقيف وكيل عقاري في إيران لبيعه شقة إلى كلب (إكس)

منوعات

أوقفت الشرطة الإيرانية على ما أعلنت، الأحد، مدير وكالة عقارية بتهمة "تقويض القيم الأخلاقية" لبيعه شقة لكلب.