ترامب في الجمعية العامة: 3 ملفات يخشاها مساعدوه

"نيويورك تايمز": 3 ملفات يخشى مساعدو ترامب أداءه حيالها أمام الجمعية العامة

24 سبتمبر 2018
+ الخط -

قبل عام، اعتلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لأول مرة، منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، موجهاً خطاباً نارياً؛ نعت خلاله زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بـ"رجل الصواريخ"، وهدد "بتدمير" بلاده بالكامل، متوعّداً بتمزيق الاتفاق النووي الإيراني، باعتباره "إحراجاً للولايات المتحدة".

هذا الأسبوع، يعود ترامب إلى عزف سيمفونية الانفتاح التي طرحها، منذ ذلك الحين، تجاه الزعيم الكوري الشمالي، الذي بات الآن "جديراً بالاحترام"، رغم الأدلة على مواصلة كيم بناء ترسانة نووية، وتجاه الرئيس الإيراني حسن روحاني، بعدما وعد في السابق، أنّه "سيكون دائماً متاحاً" لعقد اجتماع معه.

غير أنّ أكبر مخاطرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا العام، بالنسبة لمستشاري الرئيس، وفق ما تنقل صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير، اليوم الإثنين، هو أن يكون أداء ترامب عكس ما كان عليه في العام الماضي: لا أن يكون غير دبلوماسي بشكل خطير، بل أن يكون متحمّساً بشكل مفرط، إزاء التعامل مع "الخصوم المخادعين".


إيران

وذكرت الصحيفة، أنّ مساعدي ترامب، يسعون إلى كبح نزعاته القتالية، وتجنّب أي مواجهة مباشرة مع الرئيس الإيراني لا يكون الرئيس الأميركي مستعداً للتعامل معها، ويخشون تقديمه تنازلات قد تقوّض جهودهم في مواصلة الضغط على كوريا الشمالية.

وفي هذا الإطار، قال روبرت مالي، الذي ساعد في التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني عندما كان مسؤولاً في إدارة الرئيس باراك أوباما، للصحيفة، إنّ "الرئيس مستعد للتهديد والتوعّد، لكنه يريد أيضاً تحقيق صفقة القرن".

وأضاف أنّه "مع كوريا الشمالية، نجح الأمر، لأنّه كان أمام ترامب شريك مستعد. المشكلة التي سيواجهها مع إيران هي أنّ القادة هناك يعتقدون أنّ اجتماعاً من هذا النوع، سيثبت شرعية استراتيجيتهم".

اجتماع مجلس الأمن

مخاوف مساعدي ترامب، تنسحب أيضاً على الكيفية التي سيدير بها الرئيس الأميركي، اجتماع مجلس الأمن الدولي، الأربعاء المقبل، بعد تسلّم بلاده الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر، والمواضيع التي سيتم طرحها من قبله.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أنّ التوجه الأولي لترامب، كان لجهة تخصيص الجلسة بالكامل لملف إيران، مع تقديم لائحة مطالب عليها تلبيتها للتفاوض على اتفاق نووي جديد، وتهديد الحلفاء، بمن فيهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الذين تفاوضوا على اتفاق 2015، بإمكانية فرض عقوبات قاسية عليهم، بحال رفضهم قطع العلاقات التجارية مع طهران بالكامل، بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكشفت الصحيفة، أنّ البريطانيين والألمان بشكل خاص، عارضوا تخصيص الجلسة لملف إيران فقط، وحذروا البيت الأبيض، من أنّ ذلك سيعكس، وبشكل صارخ، مدى الانقسام في التحالف الغربي الذي سبّبه ترامب، من خلال انسحابه من اتفاق، يعتقد الأوروبيون أنّه منع إيران من إنتاج الوقود النووي لتصنيع الأسلحة.

لم تلق اعتراضات الأوروبيين، آذاناً صاغية من قبل واشنطن، بحسب ما ذكر مسؤول أوروبي رفيع المستوى لـ"نيويورك تايمز"، إلى حين قيام البيت الأبيض بتغيير رأيه، بفضل مستشار الأمن القومي لترامب، جون بولتون.

وكسفير سابق لدى الأمم المتحدة، أدرك بولتون، بحسب المسؤول الأوروبي، أنّه إذا كانت إيران موضوع الاجتماع بمجلس الأمن، فسيكون من حق روحاني المطالبة بمقعد له على الطاولة من أجل الرد.

وكانت النتيجة النهائية، وفق الصحيفة، اتخاذ قرار بتوسيع جدول أعمال الاجتماع، ليشمل مواجهة خطر انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، بدلاً من مجرد مجابهة إيران.


غير أنّ ترامب، عاد لإرباك الأجواء مجدداً، بقوله، يوم الجمعة، في تغريدة على "تويتر"، "سأترأس اجتماع مجلس الأمن الدولي حول إيران الأسبوع المقبل!".


وقد أثار الأمر تساؤلات من الأوروبيين، الذين اعتقدوا أنّ القضية قد تمّت تسويتها، بحسب ما أشار الدبلوماسي البارز، للصحيفة، لافتاً إلى أنّ "المسؤولين في البيت الأبيض لم يتمكّنوا من تفسير تغريدة ترامب، لكنّهم دعوا إلى تجاهلها، مؤكدين أنّه سيتم الالتزام بجدول أعمال الاجتماع".

ويقرّ المسؤولون الأوروبيون، بحسب الصحيفة، بأنّهم لا يملكون إلا القليل لتقديمه للإيرانيين لتعويضهم عن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يدفعهم لبدء عد تنازلي ينهي تأكيدات روحاني بأنّ إيران ستبقى في الاتفاق، تحت وطأة الضغط عليه في الداخل.

لقاء آخر مع كيم

وأشارت "نيويورك تايمز"، إلى أنّ الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، يضغط على ترامب، لقبول إعلان من شأنه أن ينهي الحرب الكورية رسمياً، بعد 65 عاماً من وقف الأعمال العدائية بواسطة هدنة، مشيرة إلى أنّ هذا الهدف هو ما يتمناه كيم، والذي يعتبر أنّ إعلاناً كهذا سيكون سبيلاً لإنهاء العزلة الدبلوماسية على كوريا الشمالية.

وكشفت الصحيفة أنّ مساعدي ترامب، يحاولون تفادي مثل هذه البادرة، مجادلين بأنّ الولايات المتحدة قدّمت تنازلات بما فيه الكفاية، عندما علّق ترامب المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية التي وصفها بـ"الألعاب الحربية"، وفق المصطلحات التي تتبنّاها كوريا الشمالية.

ويخشى مساعدو ترامب، وفق الصحيفة، من أن يؤدي تنازل آخر لكيم، إلى تعزيز الرأي القائل إنّ الزعيم الكوري الشمالي "يلاعب ترامب".

وفي هذا الإطار، كتب جونغ باك المدير السابق لوحدة كوريا الشمالية في الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، والباحث حالياً في معهد "بروكينغز"، الأسبوع الماضي، قائلاً إنّ "كيم يعتقد أنّه يملك الآن شريكاً متعاطفاً في البيت الأبيض، عقد قمة معه بخلاف رأي مستشاريه، ووافق على بيان في سنغافورة، كان ضعيفاً بكل المقاييس وفشل في إيصال سياسة الولايات المتحدة إلى هدف ﻨﻬﺎﺋﻲ، بإمكانية التحقق من نزع اﻷﺳﻠﺤﺔ النووية بالكامل".

ويخشى بعض المسؤولين الأميركيين، وفق الصحيفة، من أن يكون ترامب قد تعهّد مسبقاً بالتوقيع على مثل هذا الإعلان، عندما التقى مع كيم، في يونيو/حزيران الماضي، في سنغافورة.

وحول ذلك، قال مسؤول استخباراتي رفيع المستوى، لـ"نيويورك تايمز"، إنّه "لا يقين عندنا بشأن ما قاله ترامب، بسبب عدم وجود بيانات شاملة من تلك الاجتماعات".

وبينما يدفع كيم باتجاه عقد لقاء آخر مع ترامب، وسط ترحيب الأخير، من المرجح، وفق الصحيفة، أن يكون الرئيس الأميركي، قد تلقى رسالة تحذير حول ذلك، من مصدر آخر: رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي تناول العشاء معه في نيويورك، أمس الأحد.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ اليابان تشاطر مساعدي البيت الأبيض شكوكهم حول كوريا الشمالية، مذكّرة بأنّ آبي، عندما سمع ترامب، خلال لقائهما في بالم بيتش بولاية فلوريدا، في إبريل/نيسان الماضي، يتحدّث بحماسة عن إعلان نهاية الحرب، ردّ قائلاً "الناس لا يدركون أنّ الحرب الكورية لم تنته. إنّها مستمرة حتى الآن".

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليق مغادرة جنود الوحدات القتالية ثكناتهم العسكرية مؤقتاً، وذلك بناء على تقييمه للوضع، مؤكداً أنه في حالة حرب
الصورة

سياسة

كشفت مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الأربعاء، أنها تلقت تهديدات عديدة خلال عملها على إعداد تقريرها بشأن قطاع غزة.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
الصورة

سياسة

وصف يسرائيل كاتس الأمم المتحدة بأنها "منظمة معادية للسامية وإسرائيل"، بعد أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف لإطلاق النار

المساهمون