هجوم الأهواز يزيد التصعيد الإيراني إزاء واشنطن ودول خليجية

هجوم الأهواز يزيد التصعيد الإيراني إزاء الولايات المتحدة ودول خليجية

طهران

فرح الزمان شوقي

avata
فرح الزمان شوقي
23 سبتمبر 2018
+ الخط -

اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأحد، بشكلٍ مباشر، دولة خليجية لم يسمّها، بالتورط في الهجوم الذي وقع في الأهواز، جنوب غربي إيران، يوم أمس، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، مؤكدا أن بلاده "لن تمرر الجريمة دون رد"، وأنها "تعرف بدقة هوية الفاعلين والمجموعة التي ينتمون إليها والجهات المرتبطة بها".

ورأى روحاني، في كلمة له قبيل مغادرته إلى مدينة نيويورك الأميركية، صباح اليوم، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن من يدّعون دعم حقوق الإنسان عليهم أن يعلقوا على ما حصل، مضيفاً أن الولايات المتحدة تقف خلف من وصفها بـ"الدول الصغيرة المأجورة في الإقليم"، وهي التي "تحرّضها وتوفر لها الظروف الملائمة لارتكاب جرائمها"، مؤكداً أن "كل ذلك لن يؤثر على إرادة الإيرانيين".

وصعّد روحاني خطابه تجاه الولايات المتحدة التي توجّه إليها بكلامه، في ظل كل التراشق الدائر بينه وبين نظيره الأميركي دونالد ترامب، وذكر صراحة أن واشنطن لا تريد لإيران أن تعيش باستقرار وأمان، وتحاول تهيئة الظروف لتعود إليها وتفرض نفوذها فيها، واصفاً هذه المحاولات بـ"محض الخيال"، مضيفاً أن "أميركا لن تصل إلى أهدافها".

استغلال أميركي

وتحدث روحاني عن "استغلال الولايات المتحدة للأمم المتحدة"، وشجب مجدداً انتهاكها للاتفاق النووي الموقع مع بلاده في يوليو/ تموز 2015، وانسحابها منه لـ"أعذار واهية"، وإعادة فرضها لعقوبات "تستهدف الشارع الإيراني وتنتهك حقوق الإنسان"، على حدّ قوله.

وأكد روحاني أن بلاده "ستصمد وستتجاوز ما يحصل"، متطرقاً إلى لقاءاته في نيويورك، إذ رأى أن الاجتماعات التي ستعقد على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة "ستكون فرصة للحديث عن الجرائم الأميركية وانتهاكها للقوانين الدولية، وضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي".

وسيعقد وزراء خارجية إيران ودول 4+1 الباقية في الاتفاق النووي، اجتماعاً في نيويورك، كما سيلتقون في جلسات ثنائية. وحول لقاءاته وأجندته في المدينة الأميركية، قال روحاني إن بلاده تريد أن تتجاوز مرحلة العقوبات، وأن تجعل واشنطن تندم على سلوكها، مؤكداً كذلك أن الوفد الإيراني سيبحث عناوين إقليمية ترتبط بسورية واليمن وغيرها من الدول "مع أطراف صديقة"، بحسب تعبيره.


خطوات أميركية متلازمة

وفي إطار ربط إيران الضغوط الخارجية التي تمارس ضدها بأحداث الداخل بدعمٍ أميركي،
رأى رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، أن "الولايات المتحدة تعمل على إقناع دول المنطقة بأنها تحميها وتدعمها من خلال فرضها حظراً على إيران، لكنها في الحقيقة تدعم الكيان الصهيوني، وتريد الحصول على ثروات تلك الدول".

وفي كلمة له خلال جلسة برلمانية عقدت اليوم، الأحد، قال لاريجاني إن "أميركا غاضبة من قدرة إيران وقوتها، ولم تحتمل حجم منظومتها العسكرية، لذا تحاول حرف الأنظار عن ذلك، وتزيد التركيز على ما تراه ضعفاً أمنياً إيرانياً يؤشر عليه وقوع الهجوم الإرهابي خلال العرض العسكري في الأهواز، والذي أقيم بمناسبة ذكرى الحرب مع العراق".  

وإذ شدد لاريجاني على أن إيران "ستستمر في طريقها"، تحدث في الوقت ذاته عن "عدم وجود أي مبرر لعدم متابعة موضوع هجوم الأهواز من قبل الأجهزة الأمنية بجدية بالغة"، مشدداً على أن "أمن المواطنين ليس مسألة تحتمل أي تبرير، فعلى السلطات المعنية متابعة الملف بشكل جدي وفوري، لتجفف جذور من يهددون إيران، وعلى لجنة الأمن القومي أن تتابع الأمر كذلك وتعطيه أهمية وأولوية".


توعد بردٍّ قاسٍ

وفي رسالة تعزية، أكد رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، أن القوات المسلحة ستلاحق الإرهابيين في أي نقطة من العالم، وتحتفظ بحق الرد في أي زمان ومكان، واصفاً هجوم الأهواز بـ"الخطوة العمياء التي أسفرت عن سقوط ضحايا أبرياء، والتي تفتقد من الناحية العسكرية لأي قيمة أمنية استخبارية".

وشدد باقري على أن ما حصل "سيزيد انسجام الداخل الإيراني"، مشيراً إلى أن بلاده "باتت مصممة أكثر من السابق على تجفيف الإرهاب". ورأى أن "بعض دول المنطقة تحمل الضغائن" لبلاده، وأن مسؤوليها "يصرحون باستمرار حول ضرورة نقل عدم الاستقرار إلى العمق الإيراني"، مطالباً هؤلاء بـ"تقديم اعتذار للإيرانيين والتراجع عن سلوكهم، أو أن للقوات المسلحة الحق في رد صارم وقاس"، على حدّ قوله.

من جهته، توعد "الحرس الثوري" في بيان رسمي بـ"توفير ظروف لمعاقبة المجرمين، سواء في المنطقة أو خارجها، وبتوجيه رد انتقامي مهلك ولا يمكن نسيانه"، معتبراً أن "الهجوم الإرهابي الذي يحمل بصمات دول رجعية في المنطقة وقوى الغطرسة العالمية، دلّ على أن أعداء إيران، وخاصة المثلث الشيطاني الغربي العبري العربي، فشلوا في الوصول إلى أهدافهم الرامية لنقل عدم الاستقرار للداخل الإيراني، باستخدام أدوات عديدة، ودون التواني عن قتل الأبرياء والنساء والأطفال".

وأكد بيان الحرس على "صمود إيران في وجه المؤامرات"، وعلى أن قواته "ستلبي ما طلبه المرشد الأعلى علي خامنئي"، الذي دعا إلى محاسبة المنفذين ومن يقفون وراءهم.




إدانة للإمارات

إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، القائم بالأعمال الإماراتي بسبب تصريحات حول هجوم العرض العسكري في الأهواز، وذلك بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي الإيراني.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي نقل اعتراض طهران للقائم بالأعمال على ما وصفه بـ"التصريحات السخيفة الصادرة عن مستشار سياسي إماراتي"، موضحاً أن "إيران حذرت هذا الديبلوماسي من الدعم الواضح للخطوات الإرهابية التي يقوم بها أفراد مرتبطون بمراكز رسمية إماراتية، وهو ما يعني تحميل المسؤولية لهذه الدولة"، ومعتبراً عدم التعامل مع هذا الوضع "لن يكون مقبولاً" بالنسبة لبلاده.

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية "إيسنا" قد نقلت، صباح اليوم، عن مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تأكيده أن الخارجية الإيرانية ستستدعي القائم بالأعمال الإماراتي لديها، لتسلمه مذكرة احتجاج على التصريحات الإماراتية المرتبطة بالهجوم.

وكان الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله قد اتخذ موقفاً إزاء عملية الأهواز، أثار حفيظة الإيرانيين، إذ اعتبر أن ضرب العمق الإيراني سيبقى مستمراً، وأن الهجوم ليس إرهابياً، ما استدعى رداً عليه من قبل أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، فقال إنه "سيندم أشدّ الندم على هذا التصريح"، معتبراً أن عبد الله "يهدد الجمهورية الإسلامية بشكل صريح".

وفي الإطار ذاته، أعلنت الخارجية الإيرانية أنها استدعت أيضاً السفيرين الهولندي والدنماركي، والقائم بالأعمال البريطاني، وسلمتهما مذكرة احتجاج على إيواء من تصنفهم أفراداً في جماعات إرهابية على أراضيهما، كما وجهت اعتراضها إلى لندن بشكل خاص، بعدما استضافت قناة "إيران انترناشنال" التي تستضيف بريطانيا مكاتبها، المتحدث باسم "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، ليعلن يوم السبت الماضي، تبنيه للعملية. وطلبت طهران رسمياً تسليمها المتهمين والمتورطين بالتخطيط لهجوم الأهواز وتقديمهم للمحاكمة.

وكان أربعة مسلحين قد نفذوا هجوماً بإطلاق عيارات نارية كثيفة خلال عرض عسكري أقيم في الأهواز الواقعة في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، ما أسفر عن وفاة 29 شخصاً وإصابة 60 آخرين، وهم من المدنيين والعسكريين على حدٍّ سواء.

واتهم "الحرس الثوري" في إيران "المنظمة الأحوازية" بتنفيذ العملية، كما وجه المسؤولون الإيرانيون وقادة عسكريون أصابع الاتهام للولايات المتحدة والموساد ولدولتين خليجيتين، إذ اعتبرت طهران أن هذه الأطراف تدعم "المنظمة" بالمال والسلاح.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.
الصورة

سياسة

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى "نوعية" إلى إسرائيل.
الصورة
مسيرة وسط رام الله (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.
الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.