الوفد الأمني المصري إلى غزة نقل رسائل إسرائيلية لـ"حماس"

الوفد الأمني المصري إلى غزة نقل رسائل إسرائيلية لـ"حماس"

22 سبتمبر 2018
أثار تصاعد "مسيرات العودة" حفيظة إسرائيل (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -
أكدّت مصادر في غزة لـ"العربي الجديد"، أنّ الوفد الأمني المصري الذي التقى قيادة حركة "حماس" وبعض الفصائل في القطاع اليوم السبت، لم يحصل على أي تعهدات من الحركة والفصائل بخفض حدة "مسيرات العودة" والبالونات الحارقة، بعكس ما كان يرغب.

وغادر الوفد الأمني المصري، برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول ملف فلسطين في المخابرات المصرية، وعضوية القنصل المصري العام مصطفى شحاتة قطاع غزة، مساء اليوم السبت غزة، بعد نحو سبع ساعات من وصوله عبر معبر بيت حانون (إيرز) شمالي القطاع.

وكان يفترض أن تكون الزيارة أقصر، لكنها توسعت إلى لقاءات فصائل أخرى بطلب مصري، كما أنّها لم تكن مبرمجة من قبل، وجرى ترتيبها على عجل نتيجة التطورات الميدانية مساء أمس الجمعة.

ووفق ما أفادت مصادر في غزة "العربي الجديد"، فإنّ الزيارة تمحورت بالأساس حول ملفي التهدئة في غزة والمصالحة الفلسطينية. في ملف التهدئة، أعربت مصر عن حرصها في هذا الوقت على خفض حدة "مسيرات العودة"، بعد إعادة الفصائل الفلسطينية لإطلاق البالونات الحارقة وزيادة عمل "وحدات الإرباك الليلي".

أما في ملف المصالحة الفلسطينية، فقد حذّرت مصر من أنّ خطوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس تجاه حماس "ستكون قاسية"، وفق ذات المصادر.

لكن حماس، وقبل وصول الوفد الأمني المصري، أوصلت عدة رسائل في هذا الاتجاه على لسان نائب رئيس مكتبها السياسي في غزة خليل الحية.

وذكر الحية في تصريحات لصحيفة محلية أنّ "أي عقوبات جديدة سيفرضها عباس على أبناء شعبنا في قطاع غزة، ستقابلها إجراءات فصائلية وشعبية تكافئ هذه العقوبات ليرتد السهم على راميه".

وأضاف أنّه "إذا ما صحّت التهديدات وأقدم عباس على أي عقوبات جديدة، فهو يعزل نفسه عن هذا الشعب وسيتجاوزه التاريخ والشعب".

من جهتها، كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" اليوم السبت، أنّ زيارة الوفد المصري لقطاع غزة هدفت إلى وقف تصاعد التداعيات المتعلقة بتجميد ملف التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، عقب تمسك حركة "فتح" بشروطها الخاصة بالمصالحة الداخلية، وبعدم استكمال مفاوضات التهدئة مع الاحتلال قبل إنجاز المصالحة الداخلية.

وأشارت المصادر، إلى أنّ الوفد المصري حمل رسائل لقيادة حركة "حماس"، بعضها متعلّق بالمصالحة وأخرى من الجانب الإسرائيلي، بشأن تصعيد "مسيرات العودة"، أخيراً، في أعقاب توقف مفاوضات التهدئة.

وتزامناً مع زيارة الوفد الأمني المصري لغزة، أُعلن أكثر من خمسة حرائق في الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة البالونات الحارقة التي انطلقت من القطاع، فيما يبدو أنّها رسالة لمصر بالدرجة الأولى.

وتمكّن عشرات الشبان الفلسطينيين من اقتحام السياج الفاصل بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، شرقي بلدة جحر الديك على الحدود الشرقية لوسط القطاع، والدخول إلى موقع عسكري إسرائيلي قريب، ثم عادوا إلى القطاع دون وقوع إصابات.



وذكر مصدر قيادي في حركة "حماس" لـ"العربي الجديد"، أنّ المسؤولين المصريين أكدوا أنّهم تلقوا اتصالات من الجانب الإسرائيلي، حملت تحذيراً شديد اللهجة، بعدما أثار تصاعد "مسيرات العودة" والتطورات الأخيرة التي شهدها يوم الجمعة، وكذلك تطوير إطلاق البالونات الحارقة، والمسيرات الليلية، حفيظة الأجهزة الإسرائيلية.

وأشار المصدر إلى أنّه كان هناك عزم من جانب المسؤولين المصريين على زيارة وفد من جهاز المخابرات لغزة، بعدما أبدت حماس عدم حماستها لتلبية الدعوة المصرية أخيراً، لزيارة القاهرة، في ظل تمسك حركة "فتح" بكافة ما جاء في ردها على الورقة المصرية الخاصة بالمصالحة، وهو الموقف الذي ترفضه حماس وباقي فصائل غزة.

وشدد المصدر على أنّ ذلك الملف يشهد تطورات متسارعة منذ مغادرة وفد حركة "فتح" للقاهرة مساء الأربعاء الماضي، بعدما اتضح أنّ الأمور تسير إلى التعقيد، لافتاً، في الوقت ذاته، إلى أنّ حماس، بالاتفاق مع باقي الفصائل، قررت عدم الرضوخ للموقف الفتحاوي بشأن المصالحة والتهدئة.


وكان وفد من حركة "فتح" ضم حسين الشيخ، ومحمد اشتيه، وروحي فتوح أعضاء اللجنة المركزية، وبقيادة رئيس اللجنة المركزية في الحركة عزام الأحمد، قد زار القاهرة بناء على دعوة مصرية، والتقى وزير الخارجية سامح شكري ورئيس جهاز المخابرات اللواء عباس كامل.

وكشفت المصادر أنّ فحوى الرسائل الأخيرة كافة المتبادلة بين الجانب المصري وحماس، حملت مضموناً واحداً متعلقاً بضرورة ضبط النفس، وتفويت الفرصة على السلطة الفلسطينية لإفشال التهدئة.

وأكدت مصادر من حماس، في وقت سابق، أنّ الحركة تملك العديد من أوراق الضغط في مقابل الموقف الفتحاوي المتعنّت، مؤكدة أن هناك تفكيراً في إحياء اللجنة الإدارية، التي كان قد تم حلها في 17 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، وذلك بخلاف تطوير "مسيرات العودة" وتصعيدها مجدداً.