قلق أوروبي من أزمة الائتلاف الحاكم في ألمانيا

قلق أوروبي من أزمة الائتلاف الحاكم في ألمانيا

22 سبتمبر 2018
أزمة جديدة تهدد ائتلاف ميركل (شين غالوب/Getty)
+ الخط -
تنظر بروكسل بعين الريبة إلى الخلافات المستجدة داخل الائتلاف الكبير "غروكو" في ألمانيا، خاصة مع تراكم الخلافات حول العديد من الملفات، ومطالبة مسؤولين بارزين من الاشتراكي لزعيمة الحزب، أندريا ناليس، بالانسحاب من الائتلاف الذي تقوده المستشارة أنجيلا ميركل، مع "غياب الجدية" في التعاطي مع الملفات الخلافية رغم مرور أكثر من ستة أشهر على تشكيله، نتيجة تعنت زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي وزير الداخلية، هورست زيهوفر، في مواقفه والتغريد منفردا، وسط الأرقام اللافتة التي يحققها اليمين الشعبوي في استطلاعات الرأي على حساب الأحزاب التقليدية.

ولعل أكثر ما يؤرق المسؤولين في أروقة الاتحاد الأوروبي، بحسب التقارير الإعلامية، أن ينفرط عقد الائتلاف، لأنه لن يكون من السهل تشكيل تحالف جديد، وهذا ما سيرتد سلبا على أوروبا، التي تنفست الصعداء وبنت توقعات وآمالا كبيرة على برلين والمستشارة ميركل، ومنها ما يتعلق بميزانية الاتحاد، بعدما وعدت حكومة ميركل بضخ المزيد من الأموال إلى ميزانيته قد تصل إلى 3 مليارات يورو سنويا، في وقت تهم فيه بريطانيا، إحدى أهم الدول الرئيسية الممولة، بالخروج من التكتل عملا باستفتاء بريكست 2016.

ويعود القلق الأوروبي، أيضا، إلى أهمية برلين ودورها في حلول أزمة الهجرة، بعدما تكبدت الدول الأوروبية خسائر كبيرة على المستويات كافة، السياسية والمالية والاجتماعية، مع تقهقر للعديد من الأحزاب المحافظة أمام اليمين الشعبوي، وحيث الجميع يستنجد بألمانيا صاحبة أقوى اقتصاد في أوروبا.

كما أن هناك عقوبات وخيمة ستترتب على تدهور الوضع السياسي لائتلاف ميركل الحكومي، وخاصة أن الوضع في بروكسل بين دول الاتحاد يتطلب عناية خاصة في ظل الثقة الضعيفة بين أطرافه، وبالأخص مع دول شرق أوروبا، بينها دول فيسغراد، ناهيك عن اعتماد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبشكل كامل، على قوة الدفع التي تعطيها المستشارة الألمانية للإصلاحات المطلوبة لإعادة بناء الاتحاد الأوروبي، وحيث التعويل الجدي على قيادة برلين لهذا الملف منذ الآن، مع تحضيرها لاستلام رئاسة الاتحاد في النصف الثاني من عام 2020.


 

وذكرت تقارير صحافية ألمانية، اليوم السبت، أن المسؤولين في بروكسل عبروا عن دهشتهم وعدم فهمهم للسبب الحقيقي للأزمة، وكيف أن موظفا ضلّل حكومة ويتسبب بانهيارها، كما أن هناك شبه إجماع على أنه، ورغم كل الانتقادات لألمانيا وميركل، فإن برلين تعتبر أحد العوامل القوية في السياسة الأوروبية، وبخاصة في دعم سياسات المفوضية الأوروبية.

يشار إلى أنه، وأمام الانتقادات الحادة التي تلقاها زعماء الائتلاف على خلفية قرارهم بترقية رئيس هيئة حماية الدستور، هانز غيورغ ماسن، لمنصب سكرتير دولة، رغم مخالفاته، وبنتيجة دعم وزير الداخلية له، عاد الاشتراكي، أمس الجمعة، ونتيجة للضغوط التي تعرضت لها زعيمته، للمطالبة بإعادة البحث بمخرج جديد لوضع ماسن، الأمر الذي استجاب له سريعا زعيما المسيحي الديمقراطي والاجتماعي المسيحي كل من ميركل وزيهوفر.

وتوجد نية لإيجاد حلّ خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفق ما قالت ميركل، مساء أمس الجمعة، من ميونخ، مشددة على أن "الأطراف كافة تود إعادة النظر في وضع ماسن، وسيكون هناك حل مشترك للمشكلة بحلول نهاية الأسبوع"، علما أن ناليس كتبت في رسالتها إلى شريكي الائتلاف الحاكم قائلة إن حزبها دخل الائتلاف "بنية استعادة الثقة المفقودة لدى الناخبين، إلا أن القرار الأخير بشأن ماسن أغضب المواطنين وزاد من فقدان الثقة بالتحالف الحاكم، لذلك أعتبر القرار خاطئا، ومن الواجب إعادة النظرر في القضية".

المساهمون