الخلاف على رئاسة العراق يزيد من انقسامات الأكراد

الخلاف على رئاسة العراق يزيد من انقسامات الأكراد

21 سبتمبر 2018
حزب البارزاني لديه ملاحظات على صالح (أحمد ديب/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد العلاقة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين: "الحزب الديمقراطي الكردستاني" (حزب الرئيس السابق لإقليم كردستان مسعود البارزاني)، من جهة، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" (حزب الرئيس السابق جلال الطالباني) من جهة أخرى، توتراً ملحوظاً، مؤخراً، على خلفية ترشيح برهم صالح لرئاسة العراق.

وقال مصدر سياسي كردي مقرّب من "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ الحزب "يرفض بشكل قاطع ترشيح الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية"، مبيّناً أنّ "الحزب لديه عدد كبير من الملاحظات على صالح".

وأوضح أنّ "أبرز هذه الملاحظات؛ هي ميول صالح لإيران، وتلقّيه دعماً مباشراً منها، فضلاً عن وجود عدد من النقاط على عمله حين كان رئيساً لحكومة إقليم كردستان، ثم نائباً لرئيس الوزراء العراقي".

وأضاف أنّ "الحزب الديمقراطي الكردستاني، يعتقد أنّ إصرار الاتحاد الوطني الكردستاني على ترشيح صالح لرئاسة العراق، من دون التشاور مع أحد، يشير إلى وجود عدم اهتمام بالتفاهمات السابقة مع حزب البارزاني"، لافتاً إلى "وجود اتفاق سابق بين الحزبين، يؤكد على عدم المضي في اتخاذ أي خطوة تتعلّق بالتفاوض بشأن مطالبات الأكراد أمام بغداد، قبل الحصول على الإجماع داخل الحزبين".

وشدد المصدر على أنّ "الحزب الديمقراطي الكردستاني، جاد في مسألة طرح مرشح لرئاسة الجمهورية، لا سيما وأنّه يُعدّ الحزب الكردي الأكبر برلمانياً"، بعد حصوله على 25 مقعداً في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو/أيار الماضي، فيما حصل "الاتحاد الوطني الكردستاني" على 19 مقعداً فقط.

وبرهم صالح كان قد انشق عن "الاتحاد الوطني الكردستاني"، في وقت سابق، وخاض الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو/أيار الماضي بحزب مستقل سماه "تحالف من أجل الديمقراطية"، إلا أنّه لم يحصل على نتائج تُذكر في الانتخابات.

إلى ذلك، قال رئيس حكومة إقليم كردستان، ونائب رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، نيجرفان البارزاني، إنّ حزبه "يُعد الجهة الأكثر حرصاً على تطوّر إقليم كردستان"، مضيفاً، خلال كلمة موجهة لأنصار الحزب في مدينة أربيل شمالي العراق، أنّ "قوة الحزب الديمقراطي جاءت من قوة الشعب الكردي".

واتهم "بعض الأطراف" من دون أن يسميها، بأنّها "تتحين الفرص لإنهاء حزب البارزاني"، مذكّراً بأنّ حزبه "هو الذي أجبر الخصوم على الجلوس حول طاولة الحوار، وأحبط جميع محاولات تركيع إقليم كردستان"، بحسب قوله.



في المقابل، قال عضو حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" عبد الله مجيد، إنّ "حديث الحزب الديمقراطي الكردستاني، أو أي حزب كردي آخر، عن تقديم مرشحين لرئاسة الجمهورية، هو غير واقعي"، مضيفاً، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أنّ "الواقع السياسي، منح هذا المنصب للاتحاد الوطني الكردستاني، ووفقاً لتفاهمات سابقة مع الأحزاب الكردية".

وتابع "ودليل ذلك، هو أنّ رئيسي العراق؛ السابق جلال الطالباني، والحالي فؤاد معصوم، هما من الاتحاد الوطني الكردستاني"، معرباً عن خشيته من "تشظّي البيت الكردي في حال استمرت الخلافات على منصب رئيس الجمهورية".

وحذّر من أنّ "هذا الأمر سيضعف موقف الأكراد التفاوضي في بغداد، لا سيما بعد الشروط التي قدّمتها الأحزاب الكردية"، والتي وُصفت من قبل بعض أحزاب بغداد بأنّها "ذات سقف عال".

يُشار إلى أنّ الرئيس الذي يجري التحضير لاختياره، سيكون الرابع، بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، إذا أصبح غازي عجيل الياور، وهو أحد مشايخ قبيلة شمر، أول رئيس للعراق في العهد الجديد، قبل أن ينتقل المنصب إلى الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني عام 2005، واستمر فيه حتى عام 2014، ثم فؤاد معصوم الذي لا يزال رئيساً لغاية الآن، إذ توشك ولايته على الانتهاء.