قصص تعذيب مقاتلين أكراد في سجون مليشيات عراقية

قصص تعذيب مقاتلين أكراد في سجون مليشيات عراقية مدعومة إيرانياً

20 سبتمبر 2018
"الحشد الشعبي" مستمرة بالانتهاكات دون رادع (حيدر همداني/فرانس برس)
+ الخط -


أفرجت مليشيا "الحشد الشعبي" أخيراً عن أحد عناصر قوات البشمركة الكردية بعد 291 يوماً من الاعتقال، ليكشف عن تعرضه للتعذيب والتنكيل طيلة فترة احتجازه.

وقالت وسائل إعلام كردية إن المقاتل في اللواء الثاني لقوات البشمركة الكردية، هوشمند، الذي اختطف من قبل المليشيات بعد دخول القوات العراقية و"الحشد الشعبي" إلى مدينة كركوك في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، من أمام زوجته وطفلته، أفرج عنه أخيراً.

ونقلت عن هوشمند قوله إنه تعرض للتعذيب خلال فترة اعتقاله، ما أدى إلى كسر خمسة من أصابع يديه، مبينا أن آثار التعذيب ما زالت واضحة على جسمه.

وأوضح المقاتل الكردي أنه يحتاج إلى فترة طويلة من أجل معالجة الأمراض التي أصيب بها أثناء فترة احتجازه، مؤكدا أنه اعتقل بتهمة الشتم والتشهير بادئ الأمر، إلا أن الجهة التي اعتقلته حاولت لصق تهمة الإرهاب به، من خلال انتزاع اعترافات تحت التعذيب.

وأشار إلى أن هذا الأمر أرغم ذويه على دفع مبلغ مالي لتخفيف التهم عنه، موضحاً أنه يريد تعويض أكثر من 290 يوماً قضاها في السجن بين أسرته، ليتمكن من محو تفاصيل تعذيبه على يد معتقليه.

أما فرهاد عمر، وهو أحد عناصر البشمركة الكردية، فقرر السفر إلى خارج العراق بعد خروجه من سجون المليشيات.

وأكد والده أنه اعتقل من قبل فصائل تابعة لـ"الحشد الشعبي" العام الماضي في كركوك، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن ابنه بقي في سجون المليشيات خمسة أشهر.

وأضاف "بعد الإفراج عنه، قرر مغادرة المنزل والسفر إلى محافظة السليمانية بإقليم كردستان، ومن هناك هاجر إلى ألمانيا"، مبيناً أن ولده تعرض لمختلف أنواع التعذيب في المعتقل لدوافع عنصرية.

ويتزامن ذلك مع قيام ممثلي حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" في البرلمان العراقي بتوجيه تهم لقوات الشرطة الاتحادية باعتقال مواطنين أكراد في كركوك، وتعذيبهم بأبشع الطرق، موضحين في بيان، أن المعتقلين تعرضوا لاعتداءات جسدية ونفسية، وأرغموا على الاعتراف بأشياء لم يقوموا بها.

وأضاف البيان أن "هذه الأعمال تذكرنا بأحداث مشابهة حصلت في السابق بمناطق أخرى، وأدت إلى تأزيم الوضع، ولا يخفي ذلك على العراقيين"، مطالبا الحكومة العراقية، ووزارة الداخلية، بالتحقيق بالموضوع، واتخاذ إجراءات عاجلة وفورية للحد من تلك الأعمال، ومحاسبة المسؤولين عنها.

إثر ذلك، قرر وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، فتح تحقيق بشأن قيام قوات الشرطة الاتحادية بتعذيب معتقلين في كركوك، موجها باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين.



يشار إلى أن القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" دخلت كركوك في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، بعدما كانت المدينة خاضعة لسيطرة القوات الكردية منذ احتلال العراق من قبل الأميركيين عام 2003.