الرئاسة المصرية تستشهد بتغريدات نتنياهو للرد على فيلم "الملاك"

الرئاسة المصرية تستشهد بتغريدات نتنياهو للرد على فيلم "الملاك"

18 سبتمبر 2018
مصر: نتنياهو اعترف بفشل الاستخبارات الإسرائيلية في توقع الحرب(Getty)
+ الخط -


أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة لمؤسسة الرئاسة المصرية، اليوم الثلاثاء، بياناً مقتضباً، تستشهد فيه بتغريدات منسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رداً على أحداث فيلم "الملاك"، الذي أطلقته شركة "نيتفليكس" العالمية أخيراً، واعتمد الرواية الإسرائيلية بشأن عمالة أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، باعتباره واحداً من أهم جواسيس إسرائيل في القرن العشرين.

وقال البيان: "إن مروان هو آخر شهداء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ولا صحة للادعاءات الإسرائيلية بأنه أدلى بمعلومات خطيرة لصالح إسرائيل حول موعد الحرب"، مضيفة أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي غرد على حسابه بموقع تويتر بمناسبة (عيد الغفران)، وذكرى مرور 40 عاماً على اتفاقية كامب ديفيد، معترفاً بفشل الاستخبارات الإسرائيلية في توقع قيام المصريين بحرب أكتوبر، وتكبد إسرائيل خسائر فادحة من جرائها".

وأضافت الهيئة الحكومية، في بيانها، أن "هذه التغريدات تكشف بما لا يدع مجالاً للشك الادعاءات المشككة في وطنية بعض الرموز الوطنية المصرية، ومن أبرزهم الراحل أشرف مروان، والذي تعتبره مصر آخر شهداء حرب أكتوبر، رغم محاولة الموساد الإسرائيلي التشكيك في ولائه لوطنه من خلال فيلم الملاك، الذي يعرض الآن، فضلاً عن أنها تعد اعترافاً ضمنياً بقوة ونجاح خطة الخداع الاستراتيجي بقيادة الرئيس المصري الراحل، أنور السادات".

وقال نتنياهو في التغريدات، التي أطلقها قبل يومين: "قبل 45 عاماً أخطأت الاستخبارات العسكرية، حين فسرت بشكل خاطئ النوايا المصرية والسورية لشن حرب علينا. حين اتضح صحة تلك النوايا ارتكب النسق السياسي خطأ كبيراً لم يسمح آنذاك بشن ضربة استباقية. لن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى أبداً".

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي عن الحرب: "ضحاياها تدمر حياة العائلات، وهي تشكل جرحاً مفتوحاً في قلب الأمة. ولو فرضت علينا الحرب فيجب علينا أن نفعل كل شيء من أجل الانتصار فيها بأقل عدد ممكن من الضحايا".

وصاحب إطلاق فيلم "الملاك"، في 14 سبتمبر/أيلول الجاري، موجة من الجدل، كونه اعتمد الرواية الإسرائيلية في تناول جوانب من حياة مروان، الذي قتل في ظروف غامضة عام 2007، وعثر على جثته خارج مسكنه في العاصمة البريطانية لندن، من دون الكشف عن ملابسات وأسباب الحادث، أو تحديد المسؤول عنه، مع ترجيح وسائل إعلام مصرية إسقاطه من شرفة شقته، وهو أمر لم يتسن التأكد منه إلى الآن.

والتزمت الخارجية المصرية الصمت إزاء ما كشفه الأرشيف الإسرائيلي، أمس الإثنين، بنشر برقية التحذير الرسمية التي أرسلها رئيس الموساد في ذلك الوقت، تسفي زامير، من لندن قبيل ساعات من اندلاع الحرب، بعد لقاء عاجل له مع أشرف مروان، الذي تدّعي إسرائيل أنه كان جاسوساً لها في القاهرة، في حين تقول جهات رسمية في مصر إنه كان جاسوساً مزدوجاً خدع الإسرائيليين.


وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن رئيس الموساد اقترح نشر نص التحذير، بغرض منع نشوب الحرب، بعد إعلان معرفة إسرائيل بالخطط الحربية المصرية والسورية، وموعد ساعة الصفر.

وشملت البرقية تحذيراً واضحاً من رئيس الموساد في البرقية الموجهة إلى رئيسة الحكومة الإسرائيلية وقتها، غولدا مئير، يتضح منها، وفي رأس البرقية التحذير من أن مصر وسورية تعتزمان شن الحرب يوم (6/10/1973) في ساعات المساء.

وانتابت حالة من الغضب الأوساط المصرية، في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، رفضاً لرواية إسرائيلية أثيرت وقتها حول مروان، بشأن إنقاذ أحد المسؤولين البارزين في مصر للكيان الصهيوني خلال حرب أكتوبر 1973، في وقت التزمت الحكومة المصرية الصمت التام، في ظل العلاقات "الدافئة" التي تربطها بحكومة بنيامين نتنياهو، على حد تعبير الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

وعمد فيلم "الملاك" على إظهار مروان كرجل طبيعي، تنازعه قوى الخير والشر في آن واحد، ما اضطره إلى اللجوء إلى التجسّس من أجل المال تارة، ومن أجل العمل على تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل تارة أخرى، في حين لم يشر، من قريب أو بعيد، إلى اللحظة التي وصلت فيها العلاقات العربية الإسرائيلية إلى هذه النقطة في بداية السبعينيات، علاوة على إظهاره أجهزة الاستخبارات المصرية بصورة إيجابية، ما يمثل لغزاً إلى حد كبير.

ويدعم الفيلم فكرة أنه لا ينبغي الانتظار لحل قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكي تُحل بقية قضايا الشرق الأوسط وصراعاته، مع التسليم الكامل لإسرائيل، والقبول بعدم وجود صراع معها، مع الدعوة إلى ضرورة التطبيع مع الواقع الجديد، من خلال لقطات احتفالية، في نهاية الفيلم، للرئيس الراحل، أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحيم بيغن، في صحبة الرئيس الأميركي، جيمي كارتر، عشية التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد.

المساهمون