العراق يقرر نشر قوات على الحدود مع تركيا

العراق يقرر نشر قوات على الحدود مع تركيا: نُذر تصعيد عسكري؟

16 سبتمبر 2018
مكتب العبادي لم يوضح طبيعة الانتشار العسكري (الأناضول)
+ الخط -
قالت الحكومة العراقية، اليوم الأحد، إن اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني أقر خطة لنشر القوات العراقية على الحدود مع تركيا، دون أن توضح طبيعة الانتشار العسكري العراقي المرتقب.

ويشمل ذلك مناطق عراقية توجد فيها قوات تركية منذ سنوات ومسلحو "حزب العمال الكردستاني"، مثل جبال قنديل وسيدكان وآمادي وبرزان وفيش خابور وغيرها، إضافة إلى أكثر من 330 قرية عراقية حدودية مع تركيا.

ولم يتضح بعد ما إذا تم التوصل إلى اتفاق مع إقليم كردستان العراق حول نشر القوات الاتحادية في الحدود مع تركيا وإيران، إذ كانت أربيل ترفض هذا الأمر حتى وقت قريب.

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، إنه عقد اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني وجرى مناقشة المواضيع المطروحة في جدول الأعمال، وفي مقدمتها حالة الأمن وضبط الحدود العراقية وتوثيق الخروقات في الأجواء والأراضي.

وأضاف أن المجلس اتخذ عدة قرارات من بينها، تكليف وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوثيق الخروقات التركية للأجواء العراقية لدى الأمم المتحدة وإعادة عرضها على مجلس الأمن الوطني، إضافة إلى نشر قوات حرس الحدود على طول الحدود العراقية التركية لحماية الحدود ومنع أي خروقات على أن يتم توفير الأعداد والمستلزمات الكافية لذلك.

ووصف مراقبون هذه التطورات بالمفاجئة، خصوصا أنها تأتي بعد الزيارة التي قام بها العبادي أخيرل لتركيا التقى خلالها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أنقرة.

وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني العراقي، العميد خليل العبيدي، إن على القوات العراقية أن تجتاز ثلاث حواجز عسكرية غير سهلة قبل فرض سيادتها على الحدود مع تركيا.

وأضاف العبيدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن البشمركة ترفض دخول القوات العراقية الاتحادية للإقليم وفرض سيطرتها على الحدود مع تركيا أو إيران الواقعة ضمن حدود الإقليم، وأيضا هناك مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" الذين يحتلون مناطق واسعة في قنديل وسرمك وآميدي وعشرات القرى بينها، فضلا عن الجيش التركي الذي ينتشر داخل العمق العراقي بمسافة لا تقل عن 30 كيلومترا في سيدكان وبرزان وبرادوست وباسيان وكلها بلدات عراقية عدا عن عشرات القرى الأخرى.

وتابع العبيدي أنه في حال كان القرار قد اتخذ فعلا فهو إما تصعيد خطر مع تركيا أو اتفاق على خنق مسلحي "العمال الكردستاني" والضغط على إقليم كردستان العراق، معتبرا أن تكليف وزارة الخارجية بتسجيل خروقات الطيران التركي ورفعها إلى مجلس الأمن الدولي يعني أن هناك أزمة جديدة تلوح في الأفق في حال تقدمت القوات العراقية إلى تلك المناطق.

ورفض مكتب العبادي الرد على أسئلة بشأن قرار نشر قوات عراقية على الحدود مع تركيا وما إذا كانت الخطوة تمهد لعملية عسكرية، إلا أن مسؤولا طلب عدم ذكر اسمه صرح لـ"العربي الجديد"، بأن القرار اتخذ خلال الاجتماع وقد تصدر توضيحات أخرى من الحكومة في الساعات المقبلة.



وفي مستهل يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت أنقرة على لسان وزير داخليتها، سليمان سويلو، أن الجيش التركي توغل داخل العراق بمسافة 27 كيلومترا لملاحقة مسلحي "حزب العمال الكردستاني".