قبائل ترهونة تدق طبول الحرب في طرابلس

قبائل ترهونة تدق طبول الحرب في طرابلس... وحفتر يقترب

16 سبتمبر 2018
غموض بشأن مآل الأوضاع بعد انتهاء المهلة (محمود تركية/الأناضول)
+ الخط -

كشف مصدر ليبي لـ"العربي الجديد"، أن ملتقى القبائل والمدن الليبية، الذي عقد أمس السبت بمدينة ترهونة، سلّم حكومة الوفاق الوطني نسخة من بيان رسمي أعلن عنه أمس، يمهل الحكومة ثلاثة أيام لحل المليشيات، من دون أن يحدد مآل الأوضاع بعد انتهاء المهلة.

وبحسب المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فإن مندوباً من الملتقى سلم مكتب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، بمقر حكومته المؤقت في طرابلس، اليوم الأحد، رسالة لإعلامه بشكل رسمي بمخرجات الملتقى.

وكانت ترهونة، الواقعة على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، قد استضافت، أمس، ملتقى للقبائل والمدن الليبية، تحت شعار "نعم من أجل ليبيا"، لمناقشة الأحداث الأخيرة في مدينة طرابلس، بحضور حوالي ألفي شخصية من المشايخ والحكماء، بحسب صفحة رسمية للملتقى.


وأعلن ملتقى شارك فيه عشرات الممثلين للقبائل والمدن من غرب وشرق ليبيا، عقد مساء أمس السبت، في ترهونة، عن مطالبه المتمثلة في "حل المليشيات في طرابلس التي سيطرت على مراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي بالبلاد، وتسببت في استمرار معاناة المواطن الذي حرم من حقوقه"، مطالبة رئيس حكومة الوفاق بضرورة "نزع الشرعية وحل المجموعات المسلحة المسيطرة على العاصمة في غضون ثلاثة أيام من تاريخ اليوم"، والبدء في "إجراءات تسليم المليشيات المسلحة كامل أسلحتها ومعداتها للجهات الرسمية المختصة، وإلغاء الأجسام الموازية لها كافة".

كما طالب الملتقى بضرورة "إحالة المتورطين في الجرائم الجنائية والفساد المالي من منتسبي هذه المليشيات، ومن قدم لهم الدعم، إلى التحقيق فورًا، وتسليم السجون للسلطات القضائية، وتسليم المنافذ للجهات المختصة، وإخلاء جميع مؤسسات الدولة من مظاهر السلاح".

وأشار بيان الملتقى إلى أن الترتيبات الأمنية التي أعلنت حكومة الوفاق تنفيذها، في الآونة الأخيرة، ما هي "إلا مماطلة أو إبقاء على هذه المليشيات، أو إعادة تدويرها بأي صورة من الصور".

وكانت أبرز النقاط اللافتة في بيان الملتقى دعمه لــ"اللواء السابع والقوات التي تحركت لتطهير العاصمة من المليشيات"، في إشارة إلى مليشيا "الكانيات" التي تحركت نهاية الشهر الماضي باتجاه جنوب شرق طرابلس، وسيطرت على مواقع عسكرية، ما تسبب في اندلاع مواجهات عنيفة بينها وبين مليشيات موالية لحكومة الوفاق، انتهت قبل أسبوعين بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية البعثة الأممية.


وبحسب الصور التي بثتها وسائل الإعلام، نقلا عن صفحات رسمية مقربة من الملتقى، فقد ظهرت شخصيات مقربة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أثناء فعاليات الملتقى، من بينهم منسق الشؤون الاجتماعية لحفتر بلعيد الشيخي، الذي يعتبر من أهم شخصيات حفتر القبلية التي تجمع له الحشد الشعبي والقبلي، وتوفر له المقاتلين القبليين من شرق البلاد، كما عين في وقت سابق مستشارا دينيا خاصا له.


وبالتوازي، أصدر حفتر قرارا مفاجئا، مساء أمس السبت، يقضي بتشكيل مقدمة لتمركز قواته في المنطقة الغربية، دون أن يحدد قادتها ومكان تمركزها.

ونص القرار على أن المقدمة تتكون من "وحدات الأمانة العامة بالقيادة العامة وفرع عن كل من هيئة التنظيم والإدارة، وهيئة الإمداد والتموين، وإدارة الحسابات العسكرية، وإدارة التدريب، بالإضافة لفرع عن إدارة المخابرة وإدارة الخدمات الطبية". 

وطلب حفتر، في قراره، من "مديري الهيئات والإدارات المذكورين أعلاه الانتقال والتواجد بشكل دوري كل بمقر تمركز وحدته بالمنطقة الغربية، وتكليف من يرونه مناسباً للخدمة بالفروع المشكلة بموجب أحكام القرار لضمان حسن سير العمل".

وتضمن القرار حل اللواء الرابع مشاة، على أن تؤول كل أسلحته وآلياته ومعداته وأفراده إلى اللواء 28 مشاة.

ويعتبر اللواء الرابع مشاة من المجاميع المسلحة التي حافظت على تمركزها في معسكر جنوب طرابلس طيلة السنوات الماضية، وهو مؤلف من مسلحين ينتمون لمليشيات قبيلة ورشفانة التي تقطن غرب العاصمة طرابلس، فيما يعتبر اللواء 28 مشاة من ضمن قوات ترهونة، في إشارة من حفتر إلى تبعية اللواء 28 الذي شارك في القتال في طرابلس تحت قيادة مليشيا الكانيات في الآونة الأخيرة.​